رادار نيوز – محاولات بائسة من بعض القوى المتشددة لاقتباس المشهد الطائفي من بعض الدول، والترويج لها في بعض المجالس والجمعيات على أنها السبيل للخروج من المأزق الطائفي. والمتابع الواعي، المثقف، يجد بأنها محاولات قد سقطت أقنعتها وانكشفت نواياها، وبالتأكيد لن يعود الى الماضي ويقع في المستنقع الطائفي.
ان الكوارث القدرية لا يد للانسان فيها، ولكن الدول المدركة لواقعها والواعية لنفسها تستعد للحالات الطارئة قبل وقوعها، للتقليل من الخسائر، والتغلب على المخاطر والكوارث. اما السؤال هنا الكوارث التي يرتكبها الأنسان في حق نفسه باسم الدين. اليست هي حرائق طائفية يشعلها الطائفيون المتشددون ليفرزوا المجتمع. في إغواء الشباب وفق مخططات مدروسة وبرامج معدة سابقاً، في رفض التعايش السلمي والأهلي، ليصبحوا فريسة سهلة للمنظمات الارهابية، والتخريبية. فكم من عاطل عن العمل تحوّل الى ناشط طائفي! وكم من فاشل في الدراسة تحول الى خطيب طائفي! كم من منظمات وجمعيات أفرغت عقول بعناوين مختلفة!
نعم اننا اليوم نعاني من جفاء القريب وتسلّط الغريب في التفرقة، ودعواته الى التخريب. والخاسر هو الوطن في وجود التمزق والأحادية في الطرح؟. سموم علينا ان نتعافى منها لنخرج عن طاعة الأعداء في مخططاتهم. الا يكفي ان نرى بعض الدول التي عانت وما زالت تعاني من التطرف والارهاب. فعلينا ان ننشط جهاز المناعة لدى الشباب، وتحمل المسؤولية في تربيتهم، من أجل خطاب وطني، جامع الكل، لتعزيز الأمن والسلم، ورفض العنف والتطرف والتطاول على الآخرين. والسعي الى حوار ومصارحة في سبيل دفع عجلة الاصلاح والتأكيد على فتح جسور الثقة والاحترام المتبادل بين جميع أطياف العمل السياسي كشركاء في العملية الاصلاحية دون مزايدات او مهاترات، ودون وصايا مزيفة، واعلانات مشبوهة، وكيانات طائفية، فلم يعد المواطن يتحمل وجوه تنكرية في حفلات كبيرة ترقّصه على أنغام الطائفية والأحادية والأنزوائية التي تقيمها ايدي ملوّثة. ولم يعد ايضاً تحمّله تطبيق الايديولوجيات المستوردة على المصلحة الوطنية. علينا التأكيد بأننا شعب أكبر من كل الدسائس والمؤامرات حتى نتفادى التكفير الذي يؤدي إلى التفجير!.