رادار نيوز – يقول ن. دوبروفين في كتابه “الشراكسة – الاديغة” واصفاً شخصية الشركسي:
” إن الشراكسة الشجعان بالفطرة, و الذين اعتادوا على مجابهة المخاطر منذ نعومة أظفارهم, كانوا يحتقرون الى أقصى حد مدح الذات, فلم يكن الشركسي يتحدث مطلقاً عن مآثره الحربية, و لم يمجدها أبداً, معتبراً هذا
التصرف أمراً غير لائقاً.
كان أكثر الفرسان شجاعة يتصفون بتواضع مذهل: فكانوا يتحدثون بهدوء, دون أن يتفاخروا بإنجازاتهم بالحروب, و كانوا دائماً مستعدين للتنازل عن مكان جلوسهم لأي إنسان, و أن يلتزموا الصمت عند الجدال, إلا أنهم كانوا يردون بالسلاح على أي إهانة حقيقية بسرعة البرق, و يقوموا بذلك دون أي تهديد, أو صراخ, أو شتيمة”.
*********
العبرة أن الرجولة لا تكمن في قوة العضلات و التباهي بالذات و بإنجازات قد تكون عظيمة لمن يتفاخر بها, و قد تكون تافهة لمن يسمعها, و إنما الرجولة تكمن بالتواضع و احترام الذات و الآخرين, و العمل بهدوء دون أي ضجيج, فالإنجاز الهام و القيم يفرض نفسه بنفسه و سيتحدث عنه و يقدره الآخرون و إن صمت عنه منجزه.
إعداد د.بيبرس يعقوب تسي
المرأ ة الشركسية
هي سلسلة من إقتباسات شهادات حية لكتاب و مؤرخين، كتبوا عن الشراكسة بوصفهم مثال للشعب الجميل و الشهم، المحب للحرية و المحب للآخرين.
عند الحديث عن نظام الإعداد الحربي و التربية الأخلاقية في المجتمع الشركسي لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي كانت تلعبه المرأ ة الشركسية، فالشعب الشركسي العاشق للحرية أدرك أنه في المجتمع الذي تكون فيه المرأة – الأم في حالة من الإضطهاد و الهوان و عدم الإحترام من الصعب تنشئة و تربية رجال مثلهم الأعلى و هدفهم الأسمى هو الكرامة و الحرية.
إدموند سبنسر: هو أحد المؤرخين الأوروبيين الذين عاشوا بين الشراكسة و شهد الحرب الروسية الشركسية، كان مذهولاً من الإحترام و التعامل النبيل الجدير بالفرسان الذي كان يحيط به الشراكسة نسائهم.
فيقول: ” إن الفرسان الشجعان من الأيام الخوالي ( يقصد بها فرسان أوروبا ) لم يبدوا هذا القدر من الإحترام و الكياسة تجاه الجنس اللطيف كما يقوم بذلك هؤلاء الجبليين البسطاءِ.”
خان جيري: أحد الكتاب و المتنورين الشراكسة من القرن التاسع عشر أفرد جزءاً كاملاً في مؤلفهِ عن مكانة المرأة في المجتمع الشركسي و منه نقتبس التالي:
” كل من يحكم على الحياة المنزلية للشراكسة قياساً على نمط حياة الشعوب الآسيوية فإنه يملك فكرةً خاطئة عنهم فكبريائهم و طباعهم الفروسية أضافت الكثير من الأمور الرائعة لعاداتهم، إلى تلك العادات الرائعة يمكن أن ننسب الإحترام الفائق للنساءِ، ذلك الإحترام الذي أستحقه عن جدارةِ هذا الجنس الضعيف لكن الرائع.
إن القاتل الملاحق من قبل طالبي الثأر المدججين بالسلاحِ لدى طلبهِ الإستجارةِ عند أحدى السيدات فإنه ينجوا من موت محتم، فالرجال الملاحقين له يتوقفون عند عتبة الدارِ ( دار السيدة المجيرة ) حيث أحتمى القاتل فيكفوا عن الثأر ( مؤقتاً ) إحتراماً لها و يتراجعوا. عندها تقوم المجيرة بتأمين الفرصة المناسبة للملاحق حتى ينجوا بنفسه إلى مكانَ آمنِ.
و الجدير بالذكر بأنه حتى لو كان زوجها من ضمن المجموعةِ الملاحقة للقاتل، ذلك القاتل الذي يمكن أن يكون حتى قاتلاً لأخيها أو أبيها أو حتى زوجها، فأنه غالباً ما كان ( القاتل ) يستطيع أن يحصل على الأمان و الحماية في بيتها و يُؤمن له مخرجاً أمناً و عندها فقط تعطى الفرصة لطالبي الثأر لمتابعه الملاحقة.
و الأمثلة كثيرة جداً عن هكذا عادات مدهشة عن الشهامة، إن أولئك الذين يتجاوزون قوانين و أعراف إحترام المرأة يضعون أنفسهم محط إحتقارِ و إزدراء ” – أنتهى الإقتباس.
فأين نحن الآن من هذه القيم السامية و النبيلة أين هي شهامتنا و عزتنا.؟؟؟
إعداد د.بيبرس يعقوب تسي