رادار نيوز – في دنيا طلال حيدر همّ، تحديد ماهية القصيدة وتميزها عن النثر بـ”غائية الكلمة”، فتلك مدماك النثر أكان في الفلسفة أو العلوم الاجتماعية أو في الطب فهدف الكلمة الإقتراب من الموصوف لتكون. أما في الشعر فهدف الكلمة الإبتعاد لخلق الموصوف للمرة الأولى.
لا قصيدة نثرية عند حيدر هذا ما اكده الشاعر في مداخلته في المعهد العالي للدكتوراه (سن الفيل) للطلاب حاملًا قلق أكاديمي آخر ألا وهو مسألة اللغة بين العامية والفصحة وهذه اشكالية تُعالج في عالم الاكاديميا في لبنان فالعامية، التي يكتب بها، بالنسبة إليه هي رديف إبداعي للغة العربية الفصحى التي سميت بفضحى لانها تفصح بعد ان كانت 7 لغات في سوق عكاظ ثم كان القرآن الكريم الذي بدء به العصر الاسلامي.
وكان منذ ذلك الحين الشعر شريكًا في تعيين العالم، لانه يهزّ الفلسفة ويجعلها تعيد النظر بالمفاهيم البدائية. بنظره تحجّر العقل العربي فتحجرت معه اللغة اذ انها افراز اجتماعي، تسير مع تطور الحياة. “ما حدن بحط راسو براس الله” لذا الربط بين اللغة والقران خاطئ لان القران ليس بانتاج انساني بل عمل الله.
يبتعد الشاعر عن معالجة اللغة من منطلق ايديولوجي ليتوسع بها فتتوسع معها المعاني لأنه على حد قول العميد محمد محسن، الشاعر طلال حيدر “اختار الطريق الصعبة لبناء الصرح (…) ويعرف خطورة ما يفعل واهمية ما يقول (…) ينسج في كل قصيدة حكاية من عبق الشعر هو الخيمة الكبرى للعلوم الانسانية”. حيدر يحاول أن يقبض على الزمان ليعرف سر الوجود.
ثم يريد أن يعرف السر المرتبط بسر المكان والزمان هكذا أطلق الدكتور صالح ابراهيم لقب “باشلار” اللبناني عليه معللاً اللقب هذا لان الشاعر يرى الزمان قرين المكان.