رادار نيوز – الحياة في تقدم مستمر والتطور التكنولوجي، جعل الانسان يرتقي بالمعرفة والعلم الى مستويات غير مسبوقة حضاريا، بذات الوقت نجد ان التطورات لم تكن ايجابية بحتة، ومن ناحية اخرى احدثت سلبيات في المجتمع ببعض جزيئياته المؤثرة، وحولته الى منهج عنفي واضح التفاصيل، خاصة عندما بلغ العلم العسكري وتقنياته المتطورة الى الاسلحة الاكثر فتكا عبر التاريخ، متمثلة بالمفاعلات النووية والاسلحة الذرية والهيدروجينية.. وغير ذلك من مفاتك شيطانية، لا ندري ماذا يخبئون لنا من أقدار ومخاطر، لا يعلم اثرها الا الله سبحانه وتعالى.
ان الانسان بطبعه يميل الى السيطرة والتسلط والعنف، لاسيما اذا لم يجد رادعا له، فانه سيدمر كل من حوله، انها سنة وغريزة بشرية متاصلة منذ الخليقة، هو حكم القوي على الضعيف، الذي انعكس وتغلغل بادق تفاصيل المجتمع، حتى دخل الوحدة الاسرية، التي تمثل وحدة نواة المجتمع، لا سيما بعد تطور الاتصالات والانترنيت والتواصل الاجتماعي، الذي غزى البيوت والاسرة والافراد، فاصبحنا نشاهد تداعيات اجتماعية اسرية واضحة، اذ بدات تتفاقم فيه المشاكل، لاسيما بالظواهر الاجتماعية التي خلفتها الحروب والعسكرة والاجندات وثقافة التكفير والكراهية وتفشي العنف والارهاب، وما رافقها من ازمات اقتصادية وهجرة وتهجير، ساهم بخلق ثقافة العنف وشيوع القتل والتجاوز على حقوق الانسان، الذي تدفع ثمنه الاسرة العربية والمرأة فيه تحديدا، التي ابتلت برجل متسلط ذو افكار سلبية، بعيدة كل البعد عن احترامه لها والتعاطي معها بانسانية، مما يشرع لنفسه بتعنيفها نتيجة تركيبة ومنظومة افكاره المشتتة، جراء ما يحدث اجتماعيا وقبل ذلك نشاته التربوية الخاطئة، ليمارس بحقها اشد انواع العنف، لاعتقاده انه صاحب السلطة وهو من يمتلك القرار، ليصب حقده ليس فقط على زوجته، بل اخته وابنته وامه وصديقته وحبيبته، بشتى انواع العنف المباشر وغيره والظاهر والمستتر، ممزوج بانواع العنف المعنوي للاسرة بكاملها.
من هنا نناشد المجتمع ان يكون انسانيا بحق المراة، وانصافها وتعزيزها وتسليحها بالوعي المعرفي والثقافي، قبل ذلك كله، بالاحترام الاسري الظاهر، ليكون سنة يقتدي بها وينشا عليها الجميع، حتى يكون باستطاعتها حماية نفسها واسرتها من الضياع واعطائها كل الحقوق التي تضمن ذلك.. فاننا نجد بمجتمعاتنا الشرقية خاصة – بكل اسف شديد – ان العديد من القوانين التي تحمي المراة موجودة على الورق فقط، لا توجد لها القوة والارضية والوعي اللازم للتطبيق الفعلي، مما يجبرها على الصبر والتحمل والمعاناة، خوفا من نظرة المجتمع الدونية لها، لتصبح بموقف المستسلم الصامت مكرسة العنف ضدها.
هنا يبقى الدور الاهم دور الاعلام، كي يطلق الصوت العالي ، لاداء الواجب الوطني والاخلاقي والديني، بضرورة زرع ثقافة متطورة تجاه حقوق المراة وابراز دورها الرئيس في المجتمع، والمطالبة بحقها لحماية نفسها واطفالها، واستصدار وتعزيز وترسيخ كل القوانين الصارمة بحق المعتدي على حقوقها، وايجاد حلول مناسبة للخلافات الاسرية وانشاء برامج للتوعية واشاعة ثقافة جنة الاسرة التي اساسها المراة، بلا بديل مطلق عنه