عاشوراء موعد ارتداء السواد حبًّا وحدادًا – عماد جانبيه

السبت, 30 يوليو 2022, 9:44
أنا لست هنا لأكتب عن سيرة وعظمة الحسين وأنصاره ولكن لا بد لي من كلمة حق تقال في هذه الأيام الكربلائية التي نعيشها في عاشوراء، والوطن مصاب بالتمزق والشلل والتراجع الإقتصادي والمعيشي.
عاشوراء موعد ارتداء السواد حبًّا وحدادًا، ويمكن للناظر أن يلمح في الحزن الساكن في العيون لهفة إلى الدمع العاشورائي العاشق، وكأن هؤلاء المتألمين جميعهم يستصغرون ألمهم ويحولونه إلى طاقة حبّ وجهتها عاشوراء، بل مبعثها ومثواها عاشوراء.
لا فرق بين ملتزم بالواجبات الدينية وبين من لا يلتزم؛ فالقلوب تنطق بفطرتها، بما وُلدت عليه من حزن على مصائب أهل البيت (ع).
لا أذيع سراً إذا قلت: ان الكتابة عن أهل البيت تختلف اختلافاً جذرياً بينها وبين الكتابة عن أهل السياسة وما ادراكم ما أهلها، وعذراً لا يجوز ولا يمكن لأي انسان ان يقارن بين العطاء والطهر والإيمان والوفاء وبين رجال السياسة حيث الكذب والتدليس والعهر والخداع.
ومما لا شك فيه، ان سرد مآثر وبطولات أهل البيت لا تحتاج من كاتبها سوى طهارة القلب والوجدان، ونضارة الضمير وصفاء النفس، ونقاء الروح وحسن القصد، لأن الذين نكتب عنهم قد غابوا عن دنيانا منذ مئات السنين، ولم يعد لديهم ما يغري خوفاً منهم أو طمعاً فيهم، كما هي حالنا هذه الأيام مع العديد من رجالات السياسة والمجتمع اصحاب الغايات الشخصية.
ولأن الحديث يتمحور حول عاشوراء، فالكتابة تختص بالإمام الحسين (ع) لأنه قاوم الظلم والفساد، وهو الثائر الأول، السيد الرشيد، الوفي التقي، والمقدام الشجاع، الذي سقط شهيداً، دفاعاً عن السلام ضد الكفر والإلحاد والإستبداد، بمعارك بين الحق والباطل، وسقط معه شهداء سطّروا صفحات خالدة في الرجولة والبطولة والشجاعة.
“هيهات منّا الذلّة” ليست شعارًا مرتبطًا حصرًا بإحياء مناسبة عاشوراء بقدر ما هي ثقافة حياة إنتصرت بالدم على السيف، وهي نمط تسير عليه القلوب بالحب والحزن السخيّ الصادق بالوفاء.
في استشهاد الإمام الحسين ومن معه، كانت المصيبة وكان الحزن والبلاء… تنحني الرؤوس إجلالاً لهم..

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop