رادار نيوز – عقدت جمعية الخريجين التقدميين، مؤتمرها التنظيمي للعام 2019، برعاية رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، في فندق هيلتون في سن الفيل، في حضور نائب رئيس الحزب النائب بلال عبدالله، نقيب أطباء الأسنان روجيه ربيز، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر ومفوضي: الخريجين ياسر ملاعب، الثقافة فوزي أبو دياب والإعلام رامي الريس، ممثلين لأحزاب: “الكتائب اللبنانية”، “القوات اللبنانية”، “المستقبل”، “التيار الوطني الحر”، حركة “أمل”، “حزب الله”، “الوطنيين الأحرار” و”الجماعة الإسلامية” ونقابتي المهن الحرة والمهندسين.
كلمة الإفتتاح ألقتها إكرام شيا ومما قالت فيها: “في زمن الخواء الفكري والتردي الثقافي والتطور التراجعي، نستحضر وإياكم شعلة المعلم الشهيد كمال جنبلاط المفكر الاستثنائي، لننطلق ونعطي بلا حدود. من هنا انبثق دورنا في جمعية الخريجين التقدميين الريادي النخبوي الذي أشار إليه المعلم قائلا: “إن النخبة هي التي تغير التاريخ وتساهم في صنعه، وتقود الجماهير وترفع المجتمعات”.
ثم كانت كلمة لرئيس جمعية الخريجين المهندس محمد بصبوص شدد فيها على أن “الخريج يبقى من أهم الموارد الأساسية لبناء وطن قوي ومتطور، وبعد 17 عاما ازدادت جمعية الخريجين توهجا وتألقا وبريقا، حتى باتت منارة تضيء درب العلم والمعرفة، وبوصلة تهدي إلى حقبة النضال النقابي الذي انتهجته الجمعية حفاظا على استقلالية ما تبقى من نقابات فقدت وتفقد يوما بعد يوم مفهوم ريادتها للعمل الوطني الجامع بعد أن أقحمت في أتون المصالح الضيقة وهياكل الطائفية والمذهبية”.
وناشد “كل القوى السياسية والنقابية الحية صوغ تفاهم نقابي مشترك يقضي بإبعاد النقابات عن الصراعات الحزبية الضيقة ويرفع كل القيود الاحتكارية من طائفية ومذهبية ومناطقية وجامعية، وكذلك وضع كل القدرات المطلوبة لإعادة بث الحياة النقابية في شرايينها”. وقال: “دور الخريجين أساسي في صناعة استقرار البلد وتحقيق الأمل للمواطنين وفي إعادة انبعاث حركة نقابية تكون ركيزة أساسية في إعادة رسم السياسات الوطنية وترميم اقتصاد يشهد انحدارا متسارعا، فالحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، ونحن الأقوياء”.
أضاف: “نعيد تأكيد مساهمتنا في رسم لوحة مستقبل مشرق لوطننا، وحاضر مشرف لمواطنينا على الرغم من الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد والركود الاقتصادي في ظل مؤسسات شبه مشلولة، وبلد بلا حكومة، تحول إلى بلد طارد للخريجين والعقول والأدمغة، فنحن لم نعتد يوما التراجع والانسحاب لأننا أبناء مدرسة الكمال ومدرسة الحياة والمواجهة والإصلاح”.
عبدالله
وألقى عبدالله كلمة قال فيها: “بكلمات مختصرة يوجه الخريجون اليوم رسالة إلى الداخل والخارج. إلى الداخل يقول خريجو الاشتراكي إننا كنا وسنبقى عابرين للطوائف والمناطق والمذاهب. كنا وسنبقى تلامذة فكر كمال جنبلاط وقيادة وليد جنبلاط، ولن تثنينا عن هذا التوجه كل الأعاصير والأزمات والأصوات من هنا وهناك، كنا في هذه الساحة الوطنية العربية المقاومة وسنبقى بكم ومعكم نتوجه إلى هذا الوطن المريض بالقول: عبثا كل هذه الشعارات والمحاولات، إذ لن ينقذ الوطن إلا إلغاء هذا النظام الطائفي البائد، ولن نخجل من القول إننا من رواد العلمانية، ومن نسي هذا التعبير نذكره بكمال جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية، ومن يزايد علينا اليوم بالممانعة، نقول له: نحن فتحنا طريق العروبة إلى لبنان، نحن فتحنا طريق المقاومة ضد العدو الإسرائيلي”.
أضاف: “لمن يحاورنا على وزارة هنا أو منصب هناك، نقول له: نحن تنازلنا عن أول وزير وهل المطلوب أكثر؟ خذوا الزراعة والصناعة والبيئة والنفط. خذوا المناصب والمراكز واتركوا البلد. فتحت شهية “سيدر” ووزارة البيئة نهم البعض، فيريدون تبديل الحقائب، شهية الكاسبين لثلث ضامن أو معطل. كل هذه الأمور لن تبني وطنا واقتصادا ومجتمعا بدأ يفقد كل القيم، ولن تبني الوحدة الوطنية، وبدأ الفساد ينخر كل المؤسسات وعبثا يرفعون شعار محاربة الفساد هنا وهناك وفي الخطابات والمنابر، والفساد ينشر نفسه في كل الممارسات”.
وتابع: “نحن عجينة هذه الأرض، تذكروا كلام كمال جنبلاط، أنتم الملح الذي يطعم هذه العجينة، وكم كبر قلبنا اليوم، وكم سيكبر قلبنا أكثر عندما نرى رفاقنا من كل أنحاء الوطن الحاضرين اليوم من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وأقصى البقاع، يقولون نحن ما زلنا على فكر كمال جنبلاط وقيادة وليد جنبلاط. نحن كنا مميزين وسنبقى في أدائنا النقابي على كل المستويات. لم نترك إلا بصمة حضارية وطنية في أداء رفيقاتنا ورفاقنا على كل المستويات، وخصوصا في ظرف وأوضاع بدأت الأمراض تتفشى حتى في النقابات. هذه النقابات التي يجب أن تكون نموذجا للوحدة الوطنية والترفع ونظافة الكف، أصبحت مرتعا للطامحين الجدد وللفاسدين الجدد. سنبقى في خط الوحدة الوطنية وخط محاربة الفساد، وخط بناء عمل نقابي مترفع، ولسنا طبعا جمعية خيرية، فنحن نعمل في السياسة، ولكن علينا كحزب تقدمي إشتراكي، كما بقية الأحزاب، أن نقدم أفضل ما لدينا من كادرات وأفضل الإمكانات لكي نرتقي بالعمل النقابي إلى المستوى الوطني الكبير. طبعا نعيش وإياكم مرحلة تشكيل هذه الحكومة، ويتعقد التشكيل من يوم إلى يوم بسبب بعض المعطيات الداخلية والاعتبارات الخارجية، ولكي لا أتوسع في هذا الموضوع، أتوجه إلى كل القيادات السياسية بالقول، فلنترك حيزا وطنيا بالحد الأدنى في عملنا السياسي، لكي لا نعمل جميعا وفق أجندات خارجية، لأن مصلحة البلد تقول إننا يجب بالحد الأدنى أن ننأى عن حسابات المنطقة”.
وقال: “سايكس- بيكو جديد يتم رسمه في المنطقة، ولكن أين نحن؟ لبنان لا يمكن أن يكون إلا في موقع المكافح والمناضل لبقائه ووجوده، وهذا الترف الذي تمارسه بعض القيادات السياسية لا يليق بهذه اللحظة السياسية الإقليمية والدولية، لذلك الإسراع في تشكيل الحكومة يجب أن يكون أولوية من خارج إطار هذا الترف السياسي وهذه المراهقة السياسية التي نشهدها، وأطالب وأتمنى على رفاقنا الخريجين أن يبقوا كما كانوا يرفدوننا ويرفدون الحزب ونوابه بكل المعطيات العلمية والدراسات التي تبني موقفا وطنيا مستندا إلى معلومات علمية دقيقة، إذ للأسف العلم أصبح وجهة نظر، والإحصاء والدراسات وجهة نظر، نحن لنا تجارب ناجحة مع جمعية الخريجين في كل القطاعات الحياتية، ونتمنى أن يستمر هذا العمل، لأننا نحمل مسؤولية وطنية وإرثا من كمال جنبلاط ومهمة من وليد جنبلاط أن نبقى ندافع عن الحد الأدنى من مقومات الدولة، لأننا، وأنا مضطر أن أقول ذلك، إن الفكر الليبرالي النهم يحاول أن يلغي كل ما تبقى من هذه الدولة”.
وختم عبدالله: “دور الدولة كرعاية اجتماعية أصبح هو أيضا مستهدفا، وكل الملوحين والمتغنين والذين يعدوننا بالخصخصة، إذا كانت الخصخصة على قياسهم وقياس شركاتهم، فنحن نرفضها من الآن. لن نقبل إلا بدور أساسي للدولة كناظم لكل أعمال الإنماء والإعمار والرعاية الاجتماعية”.
![]()

![]()





