يَصدحُ المُنَبِه ..
و على آذانِ حَبيبي يُشاكِسُ
ينتَفِضُ مِن سَريره
غاضِباً
يُرَدِدُ .. تَأخَرْتُ
و الوَقْت عَني أَسْفَرَ
فَيَنْتَفِضُ قَلبي راقِصاً
اسْتَيقَظت الشَمس
إذْ أَنْتَ أَفَقْتْ
والليل عن جفني هاجَرَ
يُكَرِرُ متململاً ..
لدي خَمسةَ عَشَرَ دَقيقةً
افتحي السَتائِرَ البيضاءَ
عَجّلي حَبيبتي بِقهَوتي
و بابتساماته عليّ أمطرَ
فأُرَدِدُ خَلْفهُ ..
و أَنا سَأَتَدَثَرُ
بِمُتْعَةِ خَمسةَ عَشرَ دَهْراً
عَلى صَهوةِ كوبِ قَهوة
سَنَجتَمِعُ
لا تَبخل عليّ بِدَقيقة
صباحاتكَ لَن تَتَكرَرَ
فَيْبْتَسمُ و يَجري ..
و أَسمعُ للماءِ صَوتاً
إن رَماهُ عَلى وَجْههُ
صارَ أَمواجاً في صَدري
بِوَجْنَتيه يَصْطَدِمُ
بِعَينَيهِ يَغْرقُ
و بِمَساماتِ تَفاصيله تَحجَرَ
يستندُ عَلى خِزانَتهِ
مُتَمَلمِلاً
الرماديُ أَجْمَل
بَل الأسودُ أَرقى
و تَشْتَدُ حيرتهُ الساحِرة
فَأُتَمتِمُ لَهُ ..
هم الأَجْمَلُ و الأَرْقى بِكَ
فيا لِحَظِ الذي ستَخْتار
و يا لِفَخْرِ مَنْ لَمْسكَ لهُ تَكَرَرَ
يَقفُ عَلى البَلاطِ المُزَركَشِ
ذاك الذي يَشِعُ أَلواناً
كَمْ أحْسِدهُ .. صاَر يَنْطِقُ
سُروراً
و عَن مُرورِ أَوسَمِ الرِجالِ
سرد لِلأثاث و أَخَبَرَ
يَلْتَقِطُ رَبْطة عُنقهِ
فأَجْري نَحوهُ .. هَذهِ مُهمَتي
يَصلبُ حاجِبيهِ
و يَبْتَسِمُ قائِلاً .. سَأَتأخر
أُلَمْلِمُ لَهْفَتي و أُرَتِبُ طُفولَتي
و أَرجعُ لِسَريري
عابِثَةُ مُتأفِفة
كَمْ مَرةً قالَ تَأَخَرتُ
كَمْ مَرَةً تَذَمَرَ
فَيَهْمِسُ لي ..
مثولكِ بِحَذوِ أَنْفاسي
كارِثَة لِمَوعِدي
قَدْ سَرَقْتي بَعْض الوَقتِ
و يَصْرخُ .. تَأَخَرت
فَتَثَنى قَلْبي بِعَتَبه
و مِنْ بَينِ أَضْلُعي إِليهِ سافَرَ
يَتَراقَصُ المشط مُتَفاخِراً
بِدَبابيسهِ
كَقِطارِ السَهْمِ الذَهَبي
ذَهاباً و إِياباً
و كُل صَباحٍ ..
يَحْزَنُ لِرَحيله عَن فيكْتوريا
و يَطيرُ فَرِحاً بِعَودَتِهِ إِليها
كَما ذاكَ القِطار ..
المِشط بَينَ خَصلاتهِ تَفاخَرَ
فَأَتَدَحْرَجُ بكل ما بِهِ
مُنغَمِسة بِلِذَةِ تَفاصيله
و أَكادُ أَتَفَتَتُ ..
عَلى هامِشِ دَهْشَتي
و أَتَعَثَرُ بِلَمْعَةِ نَظَراتي
المُلْتَفَة حَولَ تَحَرُكاته
الثائِرة
عَلى رِسْلِكَ يا فَجْرَ أَيامي
بِتَفاصيلِ عَشْرِ دَقائِق
خارَت قِوايَ
شَرَدتَني بِفصولِكَ
و لَكَ مِنَ الخَمْسِ ما تَهْوى
و تَتَصَوَرَ
يَقِفُ أَمامَ مِرْآته كَما المَلِك
أَشْتَعِلُ بِغيرَتي و ذهولي
يَنْتَقي مِنَ العِطر
ما يَليقُ بِعَظَمَته
و أَنْتَقي مِن دَهْشَتي
ما يُثلِجُ اللهفة
لِأَرى شَغَفي عِنْدَ حُدوده تَسمَرَ
يُمَسِدُ أَكْمامَ مِعْطَفه و يَرْتَديه
و يُناديني أَسْرِعي
هَذهِ مَهمتكِ طِفلَتي
عانِقيني و عَطْريه
أَفْرِغي شَظايا أُنوثَتكِ
و بِبَعْضِ فَراشاتٍ مِن شَعْرِكِ
زَينيه
لا تَتَمَهلي يا مُدَلَلتي بِوَداعي
أَنا فِعْلاً تَأَخَرتُ
و بِلَمْحَةٍ
أَجدهُ عَلى أَذْرُعي .. تَكَوَرَ
مِنْ بَينِ أَصابِعه أَتَبَخَرُ
و عَلى شَوقي أَنْصَهِرُ
ما بالُ الدَقائِقِ تَسردُ أَلفَ حِكاية
ما بالُ العَقارب لا تتَوَقَف ها هُنا
و لا تتَجَمَدَ مَن يُعانِقها الجِدارُ
تِلكَ الساعَةُ الفاخِرة !
يَصِلُ هو البابَ
و أَصِلُ قُرْبَ الجنون
ذاكَ البَلاطُ المُزَرْكَشُ
بَدَأَ يَتَحَوَلُ لونه لِلرَمادي
و السَتائِرُ البَيضاءَ اشْتَعَلت سَواداً
و أَما الساعَة الثَمينة
صارَت بِزُهْدِ الأثمانِ تُشتَرى
عَلى حَافةِ الخَمْسةَ عَشرَ دَهْراً
امْتَلأت غُرفَتي ضَجَراً
و كَأَنَ الليل سَيسكُن صَباحي
فألمحُ سَيدَ القَلب
عادَ مِن عَتَبَةِ حُزني
مَلهوفاً
و بِأَحداق شَوقي هاجَرَ
ارتَمى بِأَحْضان طفولَتي
لا يَتَذَمَرُ ولا يُكَرِرُ تَأَخَرتُ
يَأْبى الرَحيلَ
يَأْبى المُغادَرة
مِنَ الوَقْتِ بِضْعَ دَقائِقٍ سَرَقْنا
فَما جاء الليلُ
و لا دَامَ عِناقُ الصباح
و لا اكْتَمَلَ جنوني بِبَقائهِ
هو فَقط بِضع عشق
عَن مَوعده تَأَخَرَ
………………………..
جبلة ..
3 \ 12 \ 2012