رادار نيوز – لكل زعيم عربي طريقته الخاصة بالخروج من السلطة، واستقالة الرئيس سعد الدين الحريري من خارج البلاد هي حالة استثنائية. لعل السياسة الخارجية التي تلتقي مع العدو الصهيوني هي مكمن لبنان الدائم ومقتل اللبنانيين ومصدر حروبهم الأهلية التي لا تنتهي.
ما زال هناك فرصة لكي يظهر الرئيس الحريري ويطل خلال الأيام المقبلة، قبل فوات الأوان.
ترامب أصدر اشارة لا لبس فيها الى السعودية بأن الآوان قد حان للخروج من عقود العزلة والتطلع الى المستقبل… فالجمود لم يعد مسموحاً، والتغيير ممكن، بل هو ضروري لأنه يحول دون اندلاع انتفاضات غير محسوبة وغير مضبوطة يمكن أن تسقط جميع العروش، وعلى رأسها العرش الأميركي الذي ورث من المستعمر الأوروبي دولاً فارغة وشعوباً تتوق للالتحاق بروح العصر.
هنا بادرت السعودية في قرارها الذي هو قلب الطاولة في لبنان، والدخول في تحد مع الخصوم اياهم، معتبرة أن الفرصة مؤاتية، رغم التحديات الداخلية والأهداف التي ستسجل في حق ابناء العائلة الحاكمة…
كما ان لدى العدو الاسرائيلي تقديرات وحسابات لما هو شائع عن دور حزب الله في لبنان وسوريا، لا يستبعد حاجته الى الحرب، وهو احتمال وارد أساساً.
المحاسبة أجّلت التغيير ولاتلغيه في السعودية، والمرحلة الانتقالية ما بين الآب والابن، لن تسمح بالعمر الطويل لأصحابها، ولن تكون فترة طبيعية. بل ستشكل مغامرة خطرة للداعين الى اعتمادها.
توقيفات بالعشرات ومداهمات لمعارضين بارزين اوقفوا في فنادق 5 نجوم أو في السجون بصمت، لكي لا يشعلوا الشارع السعودي…
قطف ولي العهد ثماراً لم تنضج تماماً، دبت الرعب في ابناء العائلة الحاكمة، وسمح للإعلام الالكتروني أو غير ذلك، بإختراق حواجز الصمت والكبت وحتى الرقابة، وتحول الى ظاهرة عالمية بالشكل وبالطبع مغايرة للمضمون من حيث التركيبة..
كما وان النكات على شبكات الانترنت والهواتف الهبت العالم العربي وأفقدته القدرة على انتزاع ولو ضحكة واحدة منه…
ولعل ادق الاستنتاجات وأغربها عن اللحظة السعودية الراهنة هو ان الحكم شديد الافراط في التعبير عن الثقة بنفسه وعن قوته وشعبيته. لم يعد ينصت لأحد، حيث اتسم اداؤه ببراعة استثنائية في كسب العديد من الخصوم…
لا شيء سوى الانتظار، الذي يعتقد انه لن يدوم كثيراً…
تجربة راهنة تتطور على مدار الساعة، لتبدأ العملية السعودية الحديثة…