في ذهابهن أسقطن كل المبادرات!!

رادار نيوز – ها هن يحققن، وينفذن للنصرة وداعش ما يريدون

مما لا شك فيه، بأن التفاوض هو احد اصعب المهام التي يمكن القيام بها، وتفهم الطبيعة البشرية للمقابل،  والإستعداد على تحمل مسؤولية الاخطار الناجمة عن تبعات ذلك.

نستذكر العواطف الجياشة تلك التي مارستها كل من نبيهة والدة الجندي المخطوف جورج خوري وماري خوري شقيقة الاخير فالتقين جورج لمدة ساعة برفقة الشيخ مصطفى الحجيري أبو طاقية في منطقة تقع بين الجرود وبين مواقع تمركز “النصرة”. وعلمنا أيضاً ان الثلاثة سمعن من جماعة “النصرة” كلاماً إيجابياً، إذ قال لهن أحدهم: “إنشاء الله خير. ونحن ننتظر تجاوب الحكومة مع التبادل. ونحن مستعدون لذلك”.

وكذلك فعلت زوجة الجندي المخطوف علي  البزال، رنا الفليطي وأشارت الى أن مطالب جبهة النصرة هي عدم التعرض للسنة واللاجئين السوريين وأهالي عرسال ، والافراج عن كل الذين احتجزوا منذ بداية حرب عرسال. وأعلنت أن عناصر من النصرة أكدوا لها أنهم لا يستطيعون ايقاف عملية القتل لكنهم سيؤجلونها.

وطالبت زوجة البزال السيد حسن نصرالله  فتح مجال المفاوضات لاعتباره الآمر الناهي في مبدأ المقايضة. كما طالبت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط، أن يبعدوا خلافاتهم عن قضية العسكريين المخطوفين، وشددت على ضرورة تضامنهم  ولو مرة .

هذا وتوجهت رنا الفليطي زوجة البزال للرئيس تمام سلام مؤكدة أن الحل موجود عنده في لبنان، وقالت : “كفاك تهرباً منا نحن الأهالي ولو كنت رئيساً قادراً لحققت المفاوضات”.

للعواطف دور هام في التفاوض لانها صعبة التحكم أو القبول من قبل الطرف المقابل، لكنها تحمل ردود أفعال وإرباك في كيفية التعامل في جو مشحون عاطفياً، وهنا بيت القصيد: فقدن الاحساس خائفات، لا يسمعن المنطق ولا يشاهدن ما هو واقعي، وحزنهن سيكون سبباً في خسارة الجميع. لقد ضربن عرض الحائط بذهابهن وتنازلاتهن، لكنهن مخطآت في خطواتهن، ومن المؤكد انه لا جدوى من أية جهود قمن بها حتى يلزمن السلطة والدولة والجيش بالتراخي والخضوع والاستسلام للسفاحين والارهابيين الذين يزجون بالمنطقة الى الهاوية…

أشعر بألمكم، وأقدر عذابكم ومعنى الخوف الذي تعيشونه في خضم هذا الوضع. ولكنني هنا أتساءل، والتساؤل حق إذا استحالت المساءلة، لأنني أتألم ايضاً مما يصيب شعبنا وجيشنا اللبناني. ففي هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا ونحن نواجه عدواً ينتهك ويتطاول بوقاحة على مصيرنا: هل يعلمن هؤلاء النسوة في ذهابهن عند النصرة او داعش انهن اوقعن الدولة وكل الشعب اللبناني في مأزق تفاوضي قد يسبب خسائر ليست بالحسبان؟ الا يعلمن ان هؤلاء، اشباه البشر، التعامل معهم متعب وممل عندما تتحاور مع شخص غير منظم، غبي، ولا يعلم مايريد؟ الم يلمسن هؤلاء النسوة ان مطالب النصرة وداعش دائمة التعديل في عروضهم التفاوضية، أو بالتصعيد المضاد؟

هل يتميزن هؤلاء النسوة بالحدس والاستبصار للقضايا المباشرة لما متوقع حدوثه؟ هل عند صعودهن مع ابوطاقية احتسبن المطالب التي يصعب مناقشتها، والتي تشكل خطورة على من يتبناها؟

نقول لهن إن الجيش اللبناني الذي قاتل بشرف دفاعاً عن ارضه هو الأقدر والأوحد الذي يحدد كيفية استعادة الحقوق المستباحة، وعودة عناصره المختطفة…  كفى شعارات وخطب فارغة الا يكفينا مزيد من التجارب أم اننا فعلاً إخترنا العيش في قلق وعدم استقرار.؟!