كرة الثلج… سعد فواز حمادة

2 views

رادار نيوز – منذ بداية الازمة السورية التزم الكثيرين وخصوصا في لبنان الحياد الصامت تجاه  تغيير نظام حزب البعث الذي قاده الرئيس الراحل حافظ الاسد منذ الحركة التصحيحية، هو وثلة من الضباط حينها .

وكان اعلان بعبدا (بالنئي بالنفس) عن الصراع هذا قد وضع ثوابت له، وبشبه اجماع وبتوافق دولي، باستبعاد لبنان عن آتون النار المستعرة في سوريا.
وحينذاك لم يدرك الكثييرين بأن هذا التظاهر والتشابك السلمي سيأخذ منحى آخر كليا ليخرج عن سكته وينعطف لصراع دموي عسكري لا زال سعيره قائم حتى هذه اللحظة.
بالتحول العسكري هذا خرج الحراك من دائرة الهدف الحقيقي الذي اعلن عنه واصبح بين أيدي آخر، لتأخذه الى اتجاه ومنحى مختلف كليا.
خطفت (الثورة) واصبحت رهينة بين ايدي تتلاعب بها بمنتا ويسرا ودخلت حركات هجينة وغريبة على المجتمع السوري لتتحكم برقاب العباد، وترسم نمط حياة مختلف كليا.

تغير المعادلة
عند دخول الروسي المباشر على خط الازمة السورية اتضح جليا ان الرياح تجري بما لا تشتهيه اطراف الصراع الاقليميين الذين كانوا قاب قوسين من اعلان نصرهم!
لكن خاب ظنهم عند التقدم المطرد وبشكل منثق مع القيادة على الارض باشراف روسي – ايراني، غير المعادلة وخصوصا بريف اللاذقية حيث كان الرهان على اسقاط معقل النظام وعرينه.
بالرجوع قليلا الى جنيف واحد كان الاصرار على تنحي الرئيس الاسد الشرط الاساس لوقف اطلاق النار، ومن مصدر موثوق فقد كان ما يدور وراء الكواليس في تلك المرحلة يضغط على الاطراف الموالية في التفاوض للخروج بخلاصة تبعد الكثيرين في النظام عن مركز القرار.
الآن اختلفت المعطيات واصبحت المجريات على الارض تتحكم بالكثير من الامور، بما فيها مقررات اي تسوية او وقف لاطلاق النار.

ان التلويح بتدخل بري في سوريا قد اظهر مدى المأزق الذي وصل اليه وضع المعارضة ومن يدعموهم، وكل الوقائع تشير الى ان هناك سباق محموم بقطع الشريان الحيوي للمسلحين على الجانب التركي من الحدود، وما التخبط التركي الا برهان.

صدام ام تسوية
بالمحصلة فان الامور ذاهبت الى صدام حتمي بين الأصلاء، فالبدلاء قد استنزفوا واصبحوا يسلمون المناطق من دون قتال!
وهذا الواقع ان استمر وبوتيرة تصاعدية فان الامور ستنقلب رأسا على عقب وسيكون هناك تقهقر موصوف في المدى المنظور.

ان تجميع الاوراق نحو مفاوضات جنيف لا بد ان يكون لصاحب الارض الاقوى الكلمة الفصل وحصة الاسد.
من هنا سيكون السباق شاق بين العسكر واصحاب ربطات العنق.

وان لناظره قريب.

Previous Story

الفوائد الغذائية للقرنبيط الغير معروفة لدى الكثيرين

Next Story

اجتماع طارىء لـ حركة القوميين العرب لإتخاذ موقف حول شتم الصحابة والخلفاء

Latest from Blog