رادار نيوز – صدر عن عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب ايلي كيروز البيان التالي:
“تعليقا على الضجة المثارة لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي وما رافقها من حملة مغرضة تناولت الدكتور سمير جعجع، يهمني الإضاءة على جملة نقاط والتباسات لخدمة الحقيقة في هذه القضية:
أولا: إن كلام الوزير السابق فيصل عمر كرامي بما تضمنه من تجن على رئيس حزب القوات اللبنانية، يعكس منطقا مستهجنا وإصرارا على تعمية الواقع بخلفيات سياسية وعلى المتاجرة بدم الرئيس رشيد كرامي بمواكبة من مجموعة رموز معروفة بارتهانها للنظام السوري.
ثانيا: إن الحكم الصادر بحق الدكتور سمير جعجع في هذه القضية، وفي حقبة الوصاية السورية، لا ينطلق من وقائع جنائية حقيقية، بل من قرار سياسي بمعاقبة سمير جعجع بسبب موقفه السياسي من الوصاية ومشروعها للبنان. لقد سعى الحكم الى تركيب الوقائع لإدانة سمير جعجع بدل التفتيش عن الحقائق لمعرفة الفاعل الحقيقي.
ثالثا: لقد أغفل الحكم المفبرك جملة وقائع وحيثيات تثير تساؤلات كبيرة وتستدعي أجوبة جذرية:
لماذا رفض القاضي منيف عويدات في حينه، والذي كان أول من باشر التحقيق في هذه القضية، الإستمرار في تسلم الملف؟
ولماذا بادر القاضي الذي تسلم الملف من بعده الى الإستقالة بعدما أكد لمقرب من الرئيس رشيد كرامي أنه سينسحب، إذ لا يمكنه أن يتسلم ملفا الخصم فيه هو المخابرات السورية؟
أضف الى ذلك، أنه صباح الإغتيال، حضر الرئيس رشيد كرامي الى مهبط الطوافة التي ستقله الى بيروت في الساعة الثامنة صباحا كالعادة، وكان دائما يسبقه إليها الوزير الراحل عبد الله الراسي، لتنطلق الطوافة فور وصل الرئيس كرامي.
لكن يومها سجلت ملاحظتان:
الملاحظة الأولى هي أن مسؤول الإستخبارات السورية في الشمال حضر الى منزل الوزير الراسي فجأة وتعمد تأخيره في مغادرة منزله للوصول الى الطوافة بحجة أمور عاجلة للمناقشة.
والملاحظة الثانية هي أن الرئيس الراحل فوجئ لدى وصوله بوجود شاحنة سورية معطلة في المكان نفسه الذي تحط فيه الطوافة كالعادة، وعندما سأل أين الطوافة، جاءه الجواب أنها موجودة خلف المبنى بسبب تعطل الشاحنة العسكرية، ونحن جاهزون في انتظار وصول الوزير الراسي.
رابعا: بمعزل عن الحكم السياسي في قضية الرئيس كرامي، فإنه لا يقلل أبدا من أهمية تصريح الرئيس عمر كرامي لإذاعة “صوت الشعب” في 17 تشرين الأول 1990، ونشرته جريدة النهار في 18 تشرين الأول 1990، والذي أكد فيه “أنه سيدعي على العماد ميشال عون في اغتيال شقيقه” بوصفه القائد المسؤول يومذاك عن الجيش اللبناني.
خامسا: ولا بد من التذكير بشهادة نقلها الوزير السابق الدكتور ايلي سالم في كتابه “الخيارات الصعبة” عن العماد ميشال عون حين كان قائدا للجيش وكان “عون يردد أنه لا يشك في أن عميلا أجنبيا دخل الطوافة أثناء توقفها في طرابلس ووضع المتفجرة فيها”.
سادسا: هل يتذكر الوزير فيصل كرامي سبب الخلاف بين الرئيس عمر كرامي والأستاذ معن كرامي والذي أدى الى قطيعة بينهما؟ أفلم يكن السبب موقف الرئيس عمر كرامي من القتلة الحقيقيين للرئيس رشيد كرامي؟”