رادار نيوز – حين تزدحم الأفكار في الرأس، كمثل ازدحام البحر الأبيض المتوسط بالأساطيل والبوارج والسفن، لمواكبة مسارات الربيع العربي المزعوم، لا يعود تنفع كتابة أو تحليل. ما ينفع هو مجموعة أسئلة بسيطة، أجوبتها أكثر بساطة لديك، لكنها عاصية على أصحاب القرار ومن يمشي في ركبهم.
سؤال أول: طَبَلَتْ الولايات المتحدة الدنيا بأنها تريد معاقبة سوريا لاستخدامها السلاح الكيميائي في حربها على معارضيها، وقتل أطفال ونساء وشيوخ. وهذا أمر لا يجوز.
وثمة لجنة دولية تحقق في مسألة استخدام السلاح الكيميائي، والجهة التي أطلقته.
كيف تحكم الولايات المتحدة وتقرر أن تعاقب، ولم تصدر بعد نتائج التحقيق؟
الجواب ربما عند لافونتين في قصة الحمل الذي كان يشرب من مجرى النهر، فاتهمه الذئب بأنه عكَّر له النبع.
سؤال ثان: حددت الولايات المتحدة وحلفاؤها ساعات صفر عدة لتنفيذ الهجوم على سوريا. قيل كلام كبير، ورُسمت سيناريوات كثيرة، وفُتح الباب أمام من يرغب في المشاركة. الجميع تراجع شيئًا فشيئًا. الجميع خذل العم سام، حتى كونغرسه…
الهجوم لن يحدث… لماذا؟ الجواب بسيط، قاله المثل اللبناني: من يكبِّر حجره لا يضرب.
سؤال ثالث: رق قلب الولايات المتحدة الأميركية وحنَّ ولم تتحمل – قال – مقتل أطفال بسلاح كيميائي في سوريا، وغضبت وثارت…
ألا يستأهل من يُقتل بسلاح عادي أن ترق قلوبنا ونثور من أجله؟
الجواب: سينما هوليوود تفضل “الأكشن” أكثر… وثمة اتجاه إلى إعادة “رامبو” إلى الشاشة.
سؤال رابع: لماذا تبدي جهات عربية حماسة للهجوم الأميركي على سوريا، أكثر من كثر من الأميركيين أنفسهم؟
الجواب… لأن هؤلاء العرب يخترعون الأمثال ولا يطبقونها، لأنهم لا يقرأون. أليسوا كالقرعاء التي “تشد ظهرها” وتستقوي بشعر ابنة خالتها؟ أوليسوا كذاك المقصِّر الذي كل شيء فيه حامٍ، لا “ريحه” بعد وجبة حبوب دسمة، فحسب؟ أولم يقرأوا ما كتب جرير منذ مئات الأعوام في منافسه اللدود الفرزدق… “زعموا الفرزدق أن سيقتل مربعًا، فابشر بطول سلامة يا مربعُ”؟
سؤال خامس: لماذا تجعل الولايات المتحدة نفسها أضحوكة في أعين العالم غير المبهور بهوليووديتها السياسية والعسكرية، حين تتعنتر ولا تضرب سيفًا واحدًا، وإذا ضربته ففي الماء أو في الهواء؟
الجواب أن ثمة بورصة شغَّالة، وأسهمًا تعلو وتنخفض، وشركات ورأسماليين يجنون ثروات طائلة. وعش يا فقير.
سؤال سادس: من جاء بالدب إلى كرمه؟ أليست الأنظمة العربية، في معظمها، ومنذ عقود وعقود، حليفة للولايات المتحدة؟ أوليست هذه الأنظمة هي التي انهارت تباعًا، وهلَّلت الولايات المتحدة لسقوطها، وراحت تؤيد – قال – ثورات شعوبها، وتطلق عليها شعارات وصفات ونعوتًا؟
الجواب: الدُّب، هنا، كما الحمار… من أصعده إلى المئذنة فلينزله.
سؤال سابع: لماذا يشعر خصوم الولايات المتحدة وأعداؤها أنهم منتصرون؟
الجواب: ليس لأنهم هم الأقوياء وهي الضعيفة.. بل لأن الأمر يشبه بيتًا يحرسه كلب مربوط، يمر أمامه أحدهم، أو يسمع ضجة أو حتى قصف رعد… فينبح الكلب، ليس إلَّا، ولا يعضّ لا المارّ الذي يكمل طريقه في سلام، ولا الرَّعد طبعًا.
سؤال ثامن: لماذا تبدو أوروبا، قارة العقل، فاقدة رشدها وعقلها، وجرمًا في فلك أميركا؟
الجواب: رحم الله القيم… رحم الله شارل ديغول.
سؤال تاسع: أين لبنان من كل ما يحدث؟
الجواب: يقلِّب، وهو ينأى بنفسه، محطات التلفزة، لعله يقع على فيلم أميركي طويل، أكثر طولًا من الفيلم الأميركي الطويل المستمر منذ عقود والذي يؤدي فيه كثر من حكامه وسياسييه، أدوار كومبارس ليس إلَّا.
سؤال عاشر أخير (في هذه العجالة): من هي أكثر شخصية تاريخية ينقسم عليها أهل الأرض اليوم، بين مؤيد ومعجب، من جهة، وشاتم ولاعن من جهة ثانية؟
الجواب: كريستوف كولومبوس… لو لم تجنح سفينته!!!