مؤتمر عن مواجهةالتطرف وحل النزاعات في بعلبك

الأحد, 12 فبراير 2017, 18:21

رادار نيوز – نظم “منتدى التنمية والثقافة والحوار”، و”الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي”، مؤتمرا في بعلبك بالتعاون مع البلدية، تحت عنوان: “مواجهة التطرف وحل النزاعات”، في حضور عضو هيئة الرئاسة في “حركة أمل” العميد عباس نصرالله، مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي، وحشد من الفاعليات الجامعية، الدينية، الثقافية، السياسية والاجتماعية.

استهلت مديرة البرامج في المنتدى رضوى صلاح، المؤتمر بكلمة قالت فيها: “نحن هنا اليوم لنتباحث في ما بيننا لنبذ التطرف الذي حرمه كل دين، وترفضه المواثيق الدولية، وفي طليعتها شرعة حقوق الإنسان التي تمثل الضمير الإنساني”.

اللقيس

بدوره قال رئيس البلدية العميد حسين اللقيس: “أهلا وسهلا بكم جميعا في بعلبك مدينة التاريخ، والتراث، والحضارة الانسانية، والتي تجسد اليوم الوحدة الوطنية بأبهى صورها وتجلياتها، حيث الألفة والمحبة والتضامن بين أهلها بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم الدينية والسياسية، وتفتح ذراعيها لاستقبال الزائرين من مختلف أنحاء العالم بكل مودة ومرؤة”.

وأكد أن “من مصلحة كل فرد منا، بل وكل شعوب العالم عدم اللجوء إلى العنف في حل النزاعات ، فالعنف يؤدي إلى الدمار والخراب لكل أفرقائه، والحوار يعبر عن أسمى درجات الرقي الاجتماعي والإنساني، وعن مستوى عال من الثقافة والوعي، وهذا هو هدفكم اليوم بالإضافة إلى مكافحة التطرف والتعصب”.

ورأى أن “ثقة الفرد أو الجماعة بالحوار سبيلا لحل النزاعات، وتحقيق العدالة بين الناس يفترض وجود ضمانة أمنية وقضائية موثوقة، سواء على الصعيد الوطني أو على صعيد المجتمع الدولي، وهذا للأسف الشديد غير متوفر في عالمنا هذه الأيام، حيث يسود منطق القوة في كل أشكالها، والعدالة مفقودة في معظم أنحاء العالم”، مضيفا “من هنا ينبغي التركيز على أهمية مستوى الوعي الاجتماعي والثقافي لدى المواطنين لخلق رادع ذاتي، يساهم بفعالية في تحصين مجتمعاتنا وشعوبنا ضد التطرف والتعصب والإرهاب الذي بات يهدد أمننا الوطني والقومي، وسلامة واستقرار بلداننا ومستقبل أجيالنا”.

جرجورة

وتحدث الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأمين العام للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي رئيس منتدى التنمية والثقافة والحوار القس الدكتور رياض جرجورة قائلا: “ان موضوع الحوار الديني هو حقا من المواضيع الهامة جدا، في حياة الشعوب ولا سيما الشعوب المتعددة الأديان، والمذاهب، والثقافات، والإثنيات”، مؤكدا أن “هذه الشعوب هي دائما أمام خيارات إستراتيجية وحياتية متناقضة بسبب تعددياتها، إما أن تكون سببا لثرائها، ولوسعة آفاقها، وعمق خبرتها الإنسانية، أو تكون سببا للأزمات الصغيرة، والكبيرة، ومدعاة للقلاقل والتناقضات السلبية حتى الإنقسامات والضياع”.

وأضاف: “لبنان هو البلد الذي عرف بميزة خاصة، لصغر مساحته و لعدد سكانه، بالتعددية الدينية والمذهبية، ومن ثم لم يعد هناك اقلية واكثرية، بل هناك ثقافات متجاورة متحاورة سلمية او غير سلمية، وقد تكون اما في خدمة بناء السلم الاهلي، او في خدمة التقسيم والشرذمة، على هذا فإن احد هذه المنطلقات التي يجب ان يتأسس عليها الحوار هي النظرة إلى شرعية التعددية”.

وتابع جرجورة: “علينا ان نعمل جميعا على بناء حوار إسلامي – مسيحي بناء وفاعل، يرتكز على الاستكشاف المتبادل للمساحات المشتركة، وما اكثرها على صعيد الدين والأخلاق، والقيم، والثقافة، وما يشكل تحديات مشتركة تهدد المصير الواحد، فالبحث عن القيم الروحية والإنسانية المشتركة في تراث الدينين، وفي سلوك اتباعها، وعن النماذج المشرقة لتجارب العيش المشترك والتضامن وإبراز تلك النماذج، إنما يشكل تمهيدا لارضية واسعة ومؤاتية لإنجاح اي مشروع حواري مشترك، هكذا نكون فاعلين في بناء وطن يمارس الوحدة في التنوع”.

واعتبر أن “ما ينبني عليه في مشروع تعميق العيش المشترك من خلال الحوار الإسلامي -المسيحي هي القناعات الراسخة بأن الدين، وخاصة المسيحية والإسلامية، إلا مصدر محبة، وسلام، وعدل، وارتقاء لإنسانية الإنسان، في توقها إلى الله المطلق الوحيد”، معربا “أن النتائج الإيجابية لإشاعة ثقافة الحوار، لا سيما في أوساط الشبيبة التي هي عماد مستقبل وطننا، تصحيح آفات ثلاث هي: جهل الآخر، تشويه صورة الآخر ، والخوف من الآخر”.

وختم جرجورة: “أما الوسائل التي يحسن استخدامها لتنشيط الحوار وتصوبيه، فهي بشكل خاص:
أولا: الصراحة والتصارح، والإيضاح والإستيضاح في كل مشروع حواري نبدأ به، والإبتعاد عن الرياء المتبادل والمجاملة والنفاق.
ثانيا: الابتعاد عن ممارسة الحوار المؤسس على المناظرات العقدية والمساجلات الدينية الجدلية،التي تستدعي المقارنة والمفاضلة وإظهار التفوق والاستعلاء.
ثالثا: نقل الحوار الاسلامي المسيحي من “القمة” في الهرم المجتمعي ومن “النخبة” الثقافية، الى”القاعدة”الشعبية الواسعة.
رابعا: رسم خطط عملية ومتكاملة على مستوى الخطاب الديني والسياسي والإعلامي، وبالأخص على مستوى النطام المدرسي والتربوي التثقيفي لبناء حوار إسلامي- مسيحي، يساهم في معرفة الاخر كما هو اي كما يعرَف هو عن ذاته للقائه على اساس المواطنة الواحدة والانتماء الواحد والمصير الواحد”.

قانصو

وتناول الدكتور وجيه قانصو في كلمته “جذور التطرف” فقال: “ظاهرة التطرف تقدم نفسها بصورة نرجسية ووجدانية، تتمكن من الاستقطاب وتجنيد وتعبئة مناصرين لها، وكلمة التطرف مصطلح نستعمله بكثرة في وسائل الإعلام، وعلى منابرنا وفي منتدياتنا، كلمة أصبحت مصدرا للأزمات والنزاعات والصراعات ، وباتت محلا للاتهام المضاد، بحيث كادت أحيانا تفقد معناها بسبب التداول المتسمح لها”.

وتابع: “كلمة التطرف في دلالاتها ، هي مولد سلوك أحادي البعد ، مصحوبة برفض الآخر، ونشوء جماعات مغلقة، والعلاقة مع الآخر في مساحات الوجود العام تكون علاقة غلبة، إذ طالما أن منطقة الاشتراك مع الآخر منتفية، فتكون الإمكانات الأخرى مغلقة ، فيبقى الخيار إما أن أكون مثله أو يكون مثلي”.

رامي اللقيس

وأشار بدوره مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب رامي اللقيس الى ان “العنف سلوك، والتطرف ثقافة، لذلك اذا اردنا معالجة السلوك العنفي يجب علينا الدخول الى المؤشرات الثقافية”، مشيرا “اننا نعتبر بان المجتمع المدني يلعب دورا اساسيا في تحويل النزاع، لأنه يشكل مساحة في الحرية والمشاركة، ودوره يبدأ بالدور الاستباقي في عملية تحويل النزاع من خلال التربية على القيم المدنية، والمواطنة، والإحساس بالشراكة والانتماء ضمن وطن واحد من خلال عدم الاحساس بالتهميش، وعبر التوعية على معنى وأهمية قيم التسامح والاعتراف بالآخر، كما ان المجتمع المدني لديه القدرة بطبيعته على توسيع الحوار، وهو لديه القدرة على صهر الناس وعلى جمع افكارهم وفتح قنوات حوار في ما بينهم”، مضيفا “كما ان للمجتمع المدني قدرة مميزة على اشراك المرأة والشباب في الحياة العامة، وله ايضا دورا مهما على المستوى الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل وفي تظهير وتنمية الحاجات الاجتماعية”.

الحجيري

وألقى محمد الحجيري كلمة رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري اكد فيها ان “عرسال ستبقى رمز الاعتدال، وهي لن تنقطع عن محيطها، وهي سباقة في الحوار، وندعو الى تكثيف الجهود في هذا المجال لان المنطقة بحاجة الى التعاون”.

وتابع: “لقد مرت منطقتنا بالعديد من المشاكل، ولكن اهالي البلدة بالتكاتف مع اهالي الجوار هو ما ادى الى اعادة الامور الى نصابها”.

واعلن ان “عرسال التي يبلغ عدد سكانها 35 الف نسمة تستضيف 120الف نازح سوري وهذا ما ادى الى الفوضى في ظل غياب المحاسبة، والى الارهاب كما ان تهميش المنطقة وارتفاع معدلات الفقر تؤدي الى التطرف والارهاب”.

وطالب الحجيري ب “ايجاد حل لمشكلة الصرف الصحي في البلدة التي أدت إلى تلوث جميع آبار البلدة، وهذه كارثة بيئية وخطيرة بسبب وجود عدد كبير من النازحين وصعوبة تصريف المياه الآسنة”.

مطر

وأشار رئيس بلدية القاع بشير مطر الى ان “التطرف يبدأ عندما يشعر المواطن نفسه مهمشا وفقيرا، وفي بلدة القاع مررنا بأوقات كثيرة شعرنا فيها بذلك، وكانت ارضنا وخيراتنا مستباحة للشريك الآخر في الوطن الذي هو شريك في الفقر وفي الحرمان”.
وقال: “نحن في البلدية نركز على الجيل الصغير من خلال العمل مع المدارس انطلاقا من مبدأ ان الامن الاستباقي يبدأ بالتربية”، مضيفا “ان ما حصل في القاع من خلال التفجيرات الاخيرة التي نفذها الانتحاريون كانت هويتهم سورية، ورغم ذلك عملنا ونجحنا على ان لا يدفع النازح السوري المقيم في البلدة الثمن، ونتيجة ذلك لم يتم حتى احراق خيمة واحدة”.

صوايا

وتحدث ممثل مدير مكتب البقاع في المفوضية العليا للاجئين السوريين بول صوايا فقال: “اننا كمفوضية منظمة حيادية غير سياسية تقف الى جانب المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، وننسق دائما معهم لتلبية الاحتياجات وتقديم المساعدات للنازحين السوريين، وأيضا للبنانيين، ونحن نعترف بان حجم المساعدات لم يصل الى الحد المطلوب ونحن نعمل ونطالب بزيادتها”.

صلح

وتحدث ناصر صلح عن دور البلديات ومنظمات المجتمع المدني والأهلي، مشيرا الى “ان جمعيات المجتمع المدني في بعلبك لعبت دروا لا بأس به وعلى كافة الصعد، ولكن بالنظر الى واقع حال هذا المجتمع نجد انه ما زال امامه الكثير، لان الكثير منها تطرح عناوين بعيدة عن واقع وحاجات المجتمع، وتحاكي رؤية وتطلعات الجهات المانحة وهذا ما يعرضها للفشل”.

وطالب البلديات ب “العمل مع الجمعيات المحلية والدولية والنقابات باتجاهاتها كافة على تحديد حاجات المجتمع المحلي، واقتراح المشاريع وفقا لهذه الحاجات”.

إضغط هنا
Previous Story

وديع الخازن أبرق إلى الرئيس الألماني الجديد مهنئا

Next Story

وهاب: لا يظنن أحد أنه عند كل استحقاق نيابي يستطيع أن يجر المواطنين الى مواجهة

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop