رادار نيوز – عماد جانبيه
تزامنآ مع الوقت الذي كثر فيه الحديث والتأويلات والتكهنات في معظم الأوساط الإعلامية والسياسية التي تقلق الرأي العام المحلي والاقليمي، أضاء مؤسس الحركة التصحيحية القواتية “حنا عتيق” على العديد من مواضيع الساعة ضمن برنامج حوار اليوم مع الاعلامي جورج ياسمين.
عرض الاعلامي ياسمين، في مقدمة البرنامج، الدخول الروسي على خط الحرب السورية، الذي أدخل المنطقة في مواقع جديدة، وغيّر كل الحسابات في المنطقة، ودفع بالعلاقات الايرانية السعودية الى ادنى مستواها واعلى درجة من التدهور والانهيار. لم يسبق لهذه العلاقة ان كانت بهذا السؤ والتراجع والسلبية. المتغيّر الخطر هو تدهور العلاقة بين الخليج وايران، ويتمثل بحرب دبلوماسية مراعاةً للسعودية ومجاراةً للرياض. في لبنان كل شيء تغيّر وسيتغيّر ما كان ممكناً قبل اسبوعين على صعيد الحلحلة السياسية ومتفرعاتها في الحكومة والمجلس النيابي، والترقيات اصبحت من الماضي. الرهان على التفاهم الايراني السعودي الألف سين تبخّر ومعه احلام الحوار واوهام الرئاسة. وحده اللواء عباس ابراهيم ما زال يعطي الأمل للمؤسسات، وحضوراً وخروجاً من القوقعة الى الانفتاح وتذكير العالم بأن هناك بلد اسمه لبنان. البابا فرنسيس يستقبل المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم، ويؤكد له محبته للبنان وصلاته الدائمة من أجله، واتصالاته المستمرة للمساعدة على حل قضاياه في ظل هذه الصورة السوداء والمشهد القاتم ليبرز نور وضؤ من الفاتيكان عساه أن يبدد ظلمة المشهد…
بدأ حنا عتيق في حديثه، كيف أن الفاتيكان كعادته يهتم بلقاءات مع رجال ومسؤولين لبنانيين مؤكداً على ما ورد في مقدمة ياسمين، ان هناك نوراً اتياً من الفاتيكان سيعم كل لبنان والشرق الأوسط.
وأشار، عن كيفية دخول الأميركيين والتحالف الدولي الى المنطقة بقليل من الجدية، وأوقفوا زحف داعش واخواتها نحو كوباني، فالأهداف التي ضربت في سوريا ليست اهدافاً استراتيجية كي تغيّر مجرى الأحداث هناك، والدليل على ذلك ان داعش كان وما زال يمتد في سوريا والعراق. الأميركيون هم من كانوا مسيطرين على الملف العراقي بشكل أساسي وبالشكل العسكري فعلياً، وجدياُ لم يفعلوا شيئاً لصالح الدولة العراقية، ونعلم قدرتهم، حيث انهم خرجوا بخيبة أمل من الشرق بعد احتلال العراق، وعادوا اليه من باب داعش. كما وان الأميركيين لم يغيروا شيئاً بالمفهوم العسكري، لنرى ان داعش امتد على حساب الدولة السورية.
وفي رأيه عن مقاييس المعركة قال، لقد تبدلت اليوم بوجود الروس على الأرض بكل ما لديهم من سلاح طيران وغير ذلك. فأتوا لتحقيق النصر لروسيا أولاً مع تغيير للواقع بأماكن سيطرة الارهابيين وفتح الطريق أمام الجيش السوري لإسترجاع وتحرير مواقعه ومراكزه من المسلحين ضمن منظومة عسكرية متكاملة.
ورأى ان القرار الروسي بالدخول إلى سوريا جاء بعد تقييم قدرات الجيش السوري من قبل الروس والإيرانيين وحزب الله والجيش السوري بالتحديد. فإنعكس هذا التدخل على المجموعات في لبنان سواء المؤيدة منها والتي أعلنت عن موقفها منه، أو المعارضة التي تنتظر التعليمات من الخارج.
واندرج في سياق كلامه أن الهدف من الثورات العربية كان إقتلاع الأنظمة. والحرب في سوريا بدأت مع مجموعات ثائرة ترمي إلى المطالبة بالحقوق وإلى قلب النظام، فانتهت بمجازر طالت المسلمين السنّة قبل الشيعة والعلويين ولم تصل إلى حد إحلال نظام جديد.
وتطرق عتيق، بالتعريف والتصنيف، على مواكبة الجيش السوري للضربات الروسية التي ستحسم المعركة لصالح الجيش النظامي أولاً، أقلّه من حمص إلى الحسكة وضمناً إدلب وحلب، وسيتجّه الجيش جنوباً على ضو الإنتصارات التي سيحققّها على الجبهة الشمالية.
وأضاف انه لا نسبة في موازين القوى بين روسيا وإسرائيل، جلّ ما في الأمر تطمينات للدولة الإسرائيلية.
ومن البديهيات التي لا يختلف عليها اثنان كان وصفه للحرب في سوريا مطابقاً للواقع، وبتأثيرها القوي على الوضع اللبناني والدليل على ذلك، العبوات والتفجيرات ودخول الإرهابيين من عرسال وتفشي الحركات الأصولية، وإنعكس ايضاً على المجموعات، فأمام هول كارثة اختطاف العسكريين والكل في الحزن والخوف عليهم سواء، قال عتيق بأنهم أولادنا وعلى السياسيين اعطاء الجيش اللبناني الضوء الاخضر لحسم هذا الموضوع كما في عرسال وجرودها.
وذكر، هناك التفاف شعبي حول مؤسسة الجيش اللبناني ولكننا بحاجة الى تقوية هذه المؤسسة العسكرية والاستثمار بها من حيث القدرات البشرية والاسلحة المتطورة. والمهم الآن هو الإتكال على الاستراتيجيات العسكرية والسياسية البعيدة الأمد على الحرب الإستباقية، كون أفضل سبل الدفاع هو الهجوم وعليه يقاتل حزب الله اليوم في سوريا كما تقاتل أمريكا وروسيا ظاهرة الارهابيين التكفيريين قبل وصول الخطر المحظور اليها.
ذكر عتيق، لقد حاربنا الجيش السوري خلال احتلاله للبنان، وحاربناه، ولو لم ينسحب فكنا وما زلنا نحاربه حتى يومنا هذا، وإن حصرنا استراتجيتنا بمنطق “الأخذ بالتار” كنا وقلنا فلنبدأ بتركيا. فالهاجس اننا نعاني اليوم من خطر وجودي للمسيحيين وغيرهم، حيث يتطلّب منا تطوير فكرنا لمصلحة شعبنا.
يقول عتيق ان ما يتنافى مع المنطق والواقع، ما تردد على لسان القيادات المسيحية التي تدّعي بأن لا وجود فعلي لداعش وبأنّ المسيحيين بألف خير، فهي ليست “بقيادات مسيحيّة” وتصريحاتها هي لخدمة الخط السياسي الذي تنتمي اليه. فهذا الكلام هو جزء من الغباء السياسي والهروب من المسؤولية نحو المجتمع المسيحي.
أضاف عتيق نحن مع إعادة خدمة العلم وهي من مصلحة الدولة اللبنانية وكافة مكونات المجتمع اللبناني كما نطالب بإنشاء حرس وطني تحت قيادة الجيش كي لا تعود الامور الى اعادة انشاء ميليشيات. وهناك خوف من اعداد النازحين السوريين والإمداد الجغرافي لهم اللذان يشكلان قنبلة موقوتة في لبنان. وهنا على الدولة اخذ الاجراءات اللازمة لاعادتهم الى المناطق الآمنة في سوريا. وحذّر أيضاً من مشاريع التوطين.
فإختصر حديثه، بتأييده للحراك الشعبي الذي يلقي الضوء على الفساد واللامبالاة. وأن إعلان النوايا قد جاء متأخّراً. والنوايا لم تنتج رئيساً للجمهورية ولا قانوناً إنتخابياً يضمن التمثيل الصحيح للمسيحيين في مؤسسات الدولة. كما يتوجب على المسيحيين وضع إستراتيجية تضمن بقاءهم ل 25 سنة المقبلة على الأقل.
تمنى عتيق أن يكون هناك جدية لتأسيس جبهة لبنانية مسيحية ومن ثم جبهة لبنانية وطنية. وبالنسبة لتفاؤله، ذكر أن الأمل دائماً موجود، شرط إتخاذ القرار في المقاومة والصمود. ووجّه عتيق رسالة إلى الرفاق في معراب أو في الإغتراب، التي عبّر فيها بالقول عن الحركة التصحيحية القواتية، كيف حافظت منذ إنطلاقتها على توجّهاتها وإستقلاليتها. ووجدت لتصحح المسار وتسترجع الحقوق المهدورة. وبناء على ما ذكر، المسيرة مستمرة على أمل أن يطال التغيير كل لبنان وتشمل كافة المؤسسات. كما وطلب أيضاً في حديثه من الهيئة القضائية، الإستقلالية للتخلّص من الفساد والترهّل .
كان عتيق في حديثه عن رفاقه شهداء المقاومة المسيحيّة الذين رحلوا ويفتقدهم، انه محزون لفراقهم، داعياً أن يصبّر الرفاق المصابين وكافة المقاومين الذين يعانون من قلّة الوفاء.
وأضاف، نحن دافعنا ومستعدين للدفاع مجدداً عن أرضنا وعرضنا ولو خُيّرت لكنت اليوم أحارب مع الآلاف من شباب الحركة التصحيحية في القوات اللبنانية في سوريا دفاعاً عن البلدات المسيحية ومقدساتنا واستباقا لوصول داعش واخواتها الى لبنان وعلى القيادات المسيحيّة التحضير في حال تحقّق المحظور.
خلاصة القول من الصعب علينا، أن نقدم شهادة وافية بحق حنا عتيق المؤسس، المفكر والمحلل السياسي، صاحب العديد من المواقف الوطنية الجريئة الصلبة التي لا تهاب الموت… فهو إنسان متواضع النفس لأنه كبير… جريء الصدر لأنه حر… مطواع الكلمة لأنه مالكها… صريح الرأي لأنه رجل… وهو صاحب النقلة النوعية في تأسيس الحركة التصحيحية القواتية.
هو المبادر المقدام، والمبدع أفكار سرعان ما يحولها الى حقائق، الذي يخلق الامكانيات ويحشد القدرات، ويهيء المناخ الملائم بعقلية منفتحة يعتبرها ضرورة، بعيداً عن القهر والاستبداد، في هذا الزمان الفاجع ومنعرجه الخطير، لمواجهة تحديات الداخل والخارج، في هذا العصر، عصر المتغيّرات والتطورات الحادة والعنيفة…
لقد فرضت الحركة التصحيحية القواتية، حضورها في فترة وجيزة منذ تأسيسها، وقطعت شوطاً مهماً، وستظل الأجدر بالولاء والانتماء، وسيظل بانيها ومؤسسها الأحق بالتقدير والاحترام، ففي الاثنين تتكامل الفكرة وتتوحد الأجزاء وتتواصل الاطراف. فلا شك أن دور الحركة التصحيحية سيتعزز بفضل من هو معروف، المؤسس حنا عتيق (الحنون) وهمة أعضاء مجلسها التنفيذي…
نتمنى عليهم المزيد من الحراك الدؤوب في الدفاع عن وجودنا وعن جوهر هويتنا في هذا العصر…




