رادار نيوز – يبدو أن المنافسة الاعلامية بلغت مستوى جديدا من الحدة، يدفع المؤسسات الاعلامية إلى تخصيص حيز واسع ومهم من نشراتها الاخبارية لمهاجمة زميلاتها، وإطلاق الاتهامات الخطيرة بحقها. هذه الصورة القاتمة للواقع الاعلامي الرازح أصلا تحت وطأة عدد من المشكلات، تدفع إلى التساؤل عن دور المجلس الوطني للإعلام في معالجة هذه الظاهرة، وعن مشروع ميثاق الشرف الإعلامي الذي كان عميد الصحافة الراحل غسان تويني أول من طرحه على طاولة الحوار الوطني منذ العام 2008.
وفي السياق، أوضح رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ أن “هذه الظاهرة ناجمة عن التنافس على الموقع الأول، والاعلان والدور، وتاليا فإنها أمر مشروع. غير أن خطورة الوضع الراهن، في ظل الانقسام السياسي والطائفي، تكمن في أن كل شيء في البلد يتشظى، حتى الاعلام. ذلك أن المؤسسات الاعلامية تعاني مشكلات مالية ومهنية كثيرة. لذلك، يفترض بها أن تلتقي على معالجتها، علما أنها التقت على محاولة معالجة وضعها المالي، ما جعلنا نتفاجأ بالتراشق الجاري الآن لأنها يفترض أن تهدئ الأجواء”.
وأعرب محفوظ عن أسفه “لأن الاعلام اللبناني يبدو اليوم كأنه يستجيب للغة الغرائز، وهذه ظاهرة سلبية. ونحن ندعو إلى رأب الصدع ومعالجة مشكلات القطاع الاعلامي. وأعتقد أن ما يجري اليوم عاصفة وتمر، والمجلس الوطني للاعلام سيدعو المؤسسات إلى تدارس واقع الاعلام المرئي، وسندعو المؤسسات إلى اجتماع بعد عطلة عيد الفصح”.
وشدد على أن “ميثاق الشرف ملزم أخلاقيا، لا قانونا. وحتى الآن، بات لدينا الـ 65 ميثاق شرف ولم يحل ذلك دون الخلافات والمشكلات ومخالفة مواثيق الشرف. القضية تحتاج إلى أن يعمل الاعلام على تعزيز فكرة الدولة، لأن ضعفها يؤدي إلى كل السلبيات التي تطفو اليوم على السطح، إلا إذا تداركت النخب هذا الأمر، علما أن هذه النخب لا تلعب دورها كما يجب. لذا يجب أن نستفيد من نداء غسان تويني لنعود إلى تغليب أخلاقيات المهنة ومعالجة المشكلات الجانبية بالحوار”.