تكتسب معركة جرود القاع وراس بعلبك بالنسبة الى الجيش اللبناني أهمية استثنائية، ليس فقط على المستوى الميداني وانما ايضا على المستوى المعنوي المتصل بترسيخ ثقة المؤسسة العسكرية في ذاتها وثقة اللبنانيين فيها، حتى ان هناك من يقول ان «الجيش» بعد موقعة الجرود لن يكون كما قبلها.
والارجح ان الجيش سيصبح بعد انتصاره اقل تسامحا ومرونة مع الاصوات التي اعتادت التشويش عليه، والتشكيك في مهامه ونياته، كما حصل في اعقاب مداهمته مؤخرا لبعض مخيمات النازحين في عرسال. وقد أعطى مصدر عسكري رفيع المستوى اشارة في هذا الاتجاه بقوله: «عندما تنتهي معركتنا مع داعش سيكون لنا حديث آخر..» من دون ان يفصح عما يقصده بالتحديد، تاركا المجال مفتوحا امام الاجتهاد في التفسير.
ووفق العارفين، يتجاوز الاهتمام بالمعركة المقبلة الحدود اللبنانية الى الاوساط الخارجية، لا سيما ان المجتمع الدولي برمته بات مسكونا بهاجس الحرب على الارهاب ومنخرطا فيها الى هذا الحد او ذاك، وبالتالي فهو معني بما ستفضي اليه المواجهة مع «داعش» في جبهة الجرود، والارجح ان أداء الجيش خلالها سيكون تحت مجهر المراقبة والمتابعة، خارج الحدود.
وعليه، فإن من شأن انتصار الجيش على «داعش» ان يعزز موقع لبنان وحضوره في الساحة الدولية، وان يعود بمردود ايجابي عليه، لا سيما لجهة زيادة الدعم للجيش وتحسن «التصنيف السياسي» للدولة. وأغلب الظن، ان محاولات فرض الحصار او العقوبات على لبنان ستفقد الكثير من زخمها بعدما يربح احدى الجولات المفصلية ضد الارهاب.