رادار نيوز – أعيش في ازدواجية متناقضة – داخلي يتصارع مع داخلي – أمثّل طيلة نهاري على كل من حولي، أصطنع الفرح والمرح، أرسم بسمة منافقة وأتدثّر بثوب القوة العارمة لأشابه في ذلك الدجالة المحترفة، وحينما يحل الليل، تنجلي عني علامات الكذب ولا أصطبغ بصفات معاكسة لي إنما أعود إلى حقيقتي الشفافة… يتدحرج النفاق في ممرات ضيقة بداخلي، ليختبئ ويظهر من جديد مع بزوغ الشمس التي أخاف أن تسطع بنورها على حقيقتي فتنكشف للناس علناً…
على عكس الليل الذي تجمعني معه علاقة إستثنائية حيث يعانقني بسواده ويداعبني بسكونه لأصل إلى نشوة الصدق مع الذات بعيداً عن عيون كانت تراقبني في نهاري، فأتصالح مع نفسي لبضع ساعات تمتد من أواخر الليل إلى أولى ساعات الفجر أمضيها مع قلمي الذي يسامر وجداني، يحاكيني ويُحيكني بخيوط متشابكة مصنوعة من تجارب حية تشكّل عقارب ساعتي ليتكون شريط زماني فيرافقني قلمي طيلة مساءاتي وتلثمه أصابعي وتغمره يدي فيفترش حبره أحد أوراقي ليتمدد على سرير الصدق، ومعه أجد حقيقتي وأبات حرة طليقة، ويدور بعدها عدّاد الزمان في الكر والتكرار للفرار من عالم الليل الشفاف إلى عالم النهار المنافق.
وهنا يكمن صراع الإزدواجية في داخلي بين عالمين، عالم الناس في النهار وعالمي الخاص في الليل ما يقسمني إلى شطرين لا يلتقيان البتة، فتسيطر المزاجية على كل ذرة من كياني وأشعر ألاّ شبيه ولا رفيق لي على وجه الكرة الأرضية لأبقى وحيدة تعيسة… هذه نقمة الله عليّ…
أتوسل إليك إلهي… اعطني القدرة على كسر السور بين هذين العالمين لأتوق إلى المصالحة مع الذات وأرتقِ للعيش بسلام داخلي وأعرف من أنا…!!!