من فرط تكرارها تعبنا…

الخميس, 15 أغسطس 2013, 12:23
148 views

رادار نيوز – الوطن، كما هو معروف، الأمان والاستقرار، ومن يفقد هذا الشعور والاحساس معذور ان كفر بوطنه وكل القيم والمبادىء، لأننا نعيش اليوم أياماً لا نحسد عليها..

بطالة سياسية لم يعرفها لبنان من قبل… انعدام التواصل بين القوى السياسية الفاعلة… قطيعة بين الشعب والدولة، وشبه قطيعة بين الشعب نفسه… لا امكانات في تصحيح الأوضاع… تراجع في المشتركات اللبنانية… حتى الهيئات الثقافية والمدارس والجامعات والمصانع مطبوعة بهويات سياسية مذهبية. حتى الاعلام فئوي موجه الى جمهور فئوي يقوم بما عليه من وظيفة في تقوية جماعته على جماعة الآخر.

 مخاوف امنية، أزمات اجتماعية، معالجات ملتوية، وصرخات أوجاع مشتتة.

حوادث أمنية فردية، خطف، قتل، سرقة، اعتداءات، وموت على الطرقات. لا كهرباء، لا ماء… وغلاء. مطالب قطاعية لا تلقى التضامن، تقابل بالعزوف او الاستنكار، واحتجاجات شعبية محلية في المحافظات والمناطق والقرى.

غياب المصداقية… غياب القدرة على اقامة حوار وطني…  فصل بين القوى السياسية بكل فروعها… ركود يقابله تشنج طائفي ومذهبي يتمحور حول المحكمة الدولية، وسلاح المقاومة، ومواقف من الأوضاع في سوريا.

كما وفي جميع المناطق اللبنانية يتردد السؤال عن مصير الجماعة لا عن مصير لبنان… الكل يعيش على ليلاه، والكل يتحايل على الواقع… يخترعون الأعذار ويدفنون رؤوسهم في الرمل كالنعام…

ولكن ما ذكرناه ليس هو الشكوى، بل سلطة الاقصاء والالغاء وثقافة التكفير والتحريم والتشويه. ليس سليماً القول أن أي فئة كانت تنتظر التحول الاقليمي لتحسم مصير لبنان، وليس من فئة قادرة وحدها على ذلك، كما وان اللبنانيون بوصفهم جماعات طائفية قفزوا فوق الدولة، وبسياسة الاستقواء ومشاريع الغلبة لا يمكن ان يبنوا دولة واحدة بحكم انهم ينتمون الى هويات غير هوية المواطنة.

الا يكفيهم تجارب القلق والخوف وعدم الاستقرار؟ الا يكفيهم الخلط بين المشروع الوطني وبين الإدارة السلطوية والمذهبية؟ الا يكفيهم طحن كل الظاهرات الوطنية؟ الا يكفيهم انشطار وانشقاق وطني وعدائية؟ الا يكفيهم تعسكر في جبهات متقابلة؟ الا يكفيهم استنفار يشحن باللعبة الدولية وأدواتها المتعددة لإنزلاق البلاد نحو الفتنة في أكثر من مناسبة؟ الا يكفيهم خطابات سياسية تصدم الشعور وتعطل لغة الفهم والعقل؟

ثمة حاجة لإحتواء الخطر الطائفي والمذهبي، وثمة حاجة لمعالجة فائض الخطاب السياسي في القضايا الوطنية لإعادة بناء الثقة بين المكونات اللبنانية، من حياة، ومصالح، وهموم مشتركة. ثمة حاجة الى ثقافة اجتماعية تعيد النظر بالمسلمات والأنماط السياسية السائدة، وثمة حاجة الى وضع خطط انمائية تتعين فيها مجالات الانتاج الممكنة. ثمة حاجة الى ما يطلبه الشعب من احتياجات، وما تطلبه البلاد من أعمال وخدمات، وبين ما يجب أن يتبع تحقيقاً لمطالبه وصولاً الى العيش الرغيد… ثمة حاجة الى الاتحاد بين الأفراد، فالتاريخ يشهد ان الأمم والشعوب ترقى وتنهض ما دام الشعب موحد الكلمة والهدف… ويسوس الجميع سياسة واحدة لينال كل فرد ما يستحق تبعاً لعمله وكفاءته لا تبعاً للمحاصصة وتوظيف الأزلام.

فلترتفع اصوات اليقظة من أجل مواجهة صارمة وشديدة ضد ظاهرة التطرف والفوضى والاستبداد… ويخطىء من يظن ان الحبل يلتف على رقبة فئة دون غيرها، فالحبل هذه الأيام يلتف حول رقاب الجميع ويطال الجميع دون استنثاء…

عماد جانبيه

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop