رادار نيوز – فاض الخطاب السياسي عن حدود الوظيفة الانتخابية. وعادت الحدّة الى ما قبل كل الاتفاقات وما يفرض من تهدئة ووقف الحملات. رغم ان انعاش الذاكرة لن يقدم او يؤخر في النتائج التي انحسمت بالتمديد، تقنياً كان او عير ذلك.
آن الآوان ان نكشف عن النواة المبيتة، فلا يمكن تجميل التجاذب الطائفي الحاصل بشعارات واستعارات لفظية، ويستحيل ان ينفرد فريق في حكم البلاد. لا
يجوز الاستخفاف باي فريق. علينا ان ندرك طبيعة المشكلة كما هي. وليس عيباً ان نعترف بواقعنا الطائفي، بل العيب كل العيب ان نتجاهل حجم الأخطار
الوافدة الينا من صراعات اقليمية لتفكيك المنطقة واخضاعها.
حمل اللبنانيون في الماضي ويحملون اليوم قضايا وطنية وعربية وانسانية، وحملوا طموحات لها كل المشروعية والمصداقية، لكن احد اسباب إخفاقهم تلك
الفجوة العميقة بين الفكر والممارسة، بين المشروع وأدوات تحقيقه، بين الخيال والواقع. تغيّر العالم من حولنا ويتغيّر محيطنا وما زلنا نتصرف بأفكار الماضي
وبخيارات لا تخدم تقدمنا الانساني.
ان عودة المشروع الاستعماري الجديد لا يتعطل الا من خلال انجاز واحد هو باحتواء الخطر الطائفي والالتزام بالحياة والمصالح المشتركة، بالمساواة، واستقلال
الشعب اللبناني بارادته واللازم لوحدته الوطنية، الا يكفي اوجاع، الا يكفي مفرقعات في سماء هذا الجو المذهبي المحموم. فالخطر الطائفي لا ينتج دولة ولا
وطناً ولا عيشاً ولا امناً ولا استقراراً، من غير الممكن ربح معارك موضعية، ومن غير الممكن استثمار حماسة الشباب لموجة تغيير سياسي لا تؤسس
لمشروع إنساني ثابت وقوي في لبنان والبلاد العربية.
ليس صحيحاً القول، ان فئة، اياً كانت تنتظر التحول الاقليمي لتحسم مصير لبنان. وليس من فئة واحدة في لبنان قادرة على ذلك. هناك ما يكفي من الشواهد
والمعطيات لشرح وعرض هذه المخاطر. ما يحتاجه اللبنانيون اليوم هو حوار وتفاوض شاملان حول مشروع الدولة وصيغة النظام السياسي، والبحث
في عقد وطني اجتماعي جديد لا مجرد مشاريع.
من هنا يجب أن نبدأ… من هنا يجب أن نفكر في قضايانا اللبنانية وحتى العربية…
رئيس التحرير