مواقف وكلمات للرئيس ميقاتي

السبت, 15 نوفمبر 2014, 0:18

رادار نيوز – قال الرئيس نجيب ميقاتي “إن المعلومات الأولية تدل على أجواء إيجابية للحوار الغربي مع إيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما سيؤدي إلى إتفاق- إطار مبدئي سيتابع بعد الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني”. وآمل “أن يواكب ذلك جهود أميركية- أوروبية لإشراك كل دول المنطقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، في هذا الإتفاق الذي نأمل أن يرسي الأمن والسلام في المنطقة “.


كلام الرئيس ميقاتي جاء خلال زيارته العاصمة الألمانية برلين للمشاركة في “ملتقى برلين الرابع للسياسة الخارجية” الذي عقد على مدى يومين في جامعة همبولت بدعوة من “مؤسسة كوربر” الألمانية التي تعنى بشؤون السياسة الخارجية عن الشرق الأوسط وإنعكاسات أوضاعه على لبنان.


وقد شارك الرئيس ميقاتي في جلسة عمل بتاريخ 11/11/2014 بعنوان “الشرق الأوسط في عين العاصفة” ضمت كلاً من كريستوف هويسغن المستشار الأمني للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السفير الدكتور الرضى معيري رئيس المركز الوطني الإيراني لدراسات العولمة والدكتور عبد العزيز زاغر رئيس مركز الخليج للأبحاث في جدة.


إستهل الرئيس ميقاتي مداخلته بشرح “الواقع الذي يعيشه لبنان حالياً جراء الأزمة السورية والتفاعلات التي أحدثها النزوح السوري الكبير إلى لبنان “.


وقال “إن هذا النزوح أدى إلى تأثيرات ضاغطة على مجمل التركيبة اللبنانية الإقتصادية والديموغرافية، إضافة إلى البنى التحتية الأساسية، ولا يمكن لنا نحن اللبنانيين أن نستمر في تحمل أعباء هذا الواقع بمعزل عن دعم المجتمع الدولي الذي نطالبه بالقيام بدور أكثر فاعلية وإنتاجية في هذا المجال”.


وإذ شكر “ألمانيا على وقوفها إلى جانب لبنان وتنظيمها مؤتمراً لبحث قضية النازحين في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً “، قال “إن التعاطي الدولي مع قضية معالجة تداعيات النزوح لم يكن على المستوى المطلوب، وقد لمست هذا الأمر خلال تولي رئاسة الحكومة، حيث أن مشروع “الصندوق الإئتماني” الذي أنشأناه لدعم إغاثة النازحين والمجتمع اللبناني جراء تداعيات النزوح لم يلق التمويل الدولي المطلوب، وبقيت أغلب مواقف التأييد من دون ترجمة أساسية”.


وتطرق إلى موضوع ما يسمى “الدولة الإسلامية” والنزاعات الحالية في الشرق الأوسط فقال “إن هذه التسمية فيها تجنّ وتشويه للمعاني الحقيقية والقيم السماوية النبيلة للإسلام، الذي هو دين رحمة وتسامح والقبول بالآخر، بحيث لا إكراه في الدين، وأقول هذا الكلام من موقع الإنسان المسلم والمؤمن بتعاليم ديننا ومبادئه”.


أضاف: قبل التطرق إلى ما يحصل حالياً من صراعات وحروب ينبغي علينا أولاً فهم الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الواقع. وهذه الأسباب تتلخص بجملة عوامل داخلية وخارجية أبرزها صراع النفوذ الإقليمي والدولي المستمر في المنطقة والخلاف السني- الشيعي، إضافة إلى الفقر والجهل المستشري في العديد من المجتمعات العربية وغياب التعليم السليم في بعض الأحيان ناهيك عن الأخطاء المتتالية من قبل القيادات العربية التي تعاقبت على بسط ديكتاتوريات أدت إلى إنغلاق المجتمعات وإرتفاع منسوب الفقر وعدم مواكبتها لحركة النمو الإنساني والإقتصادي والإجتماعي . أما السبب الأبرز لهذا التصدع فهو بالتأكيد الصراع العربي – الإسرائيلي وفشل كل التجارب الماضية وعدم الضغط الكافي على إسرائيل للقبول بالإنسحاب من الأراضي العربية المحتلة وإرساء سلام عادل”.


وردا على اسئلة الحضور قال: في لبنان انقسام حاد حيال مقاربة موضوع حزب الله، وانا من جهتي اعتبر ان حزب الله له حضور سياسي وشعبي وازن وهو مشارك في الحكومة اللبنانية، لكن في المقابل ادعو الحزب إلى الانسحاب من النزاع في سوريا، ولنعمل نحن اللبنانيين على تحصين وطننا عبر النأي بانفسنا عن الصراع السوري، وهذا النهج كنت أرسيته خلال حكومتي السابقة”.


ورداً على سؤال قال “تدل المعلومات الأولية على أجواء إيجابية للحوار الغربي مع إيران بشأن البرنامج النووي الإيراني ما سيؤدي إلى إتفاق- إطار مبدئي سيتابع بعد الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني. وإنني آمل أن يواكب ذلك جهود أميركية- أوروبية لإشراك كل دول المنطقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، في هذا الإتفاق الذي نأمل ان يرسي الأمن والسلام في المنطقة”.


وعن الوضع في سوريا قال “الأساس هو وقف الدم والدمار وآمل من جميع الأطراف المعنية بالنزاع السوري بأن تتحلى بالواقعية في مقاربة هذا الملف، وإذا تحقق ذللك يصبح الطريق أسهل لإنجاح مهمة الموفد الأممي ستيفان دو ميستورا تمهيداً لإعادة استئناف الحوار وإنعقاد مؤتمر جنيف ٣ “.


وعن دور تركيا ومصر قال: لتركيا ومصر دور مهم في المنطقة، وأنا أتمنى أن تقوم مصر بهذا الدور بعد غياب سنوات عن الساحة السياسية العربية والدولية بسبب المشاكل الداخلية التي عانت منها. وأنا أرى أنه يمكن لمصر أن تقوم بمد جسر العبور بين المملكة العربية السعودية وإيران. ولكن السؤال الأساسي هو من سيعيد بناء الثقة ومد الجسور بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا؟


وفي الختام سئل الرئيس ميقاتي كيف يتطلع إلى الشرق الأوسط في المستقبل فأجاب: إننا نتطلع إلى إرساء ديموقراطية فعلية في كل العالم العربي وتفعيل الإهتمام بتنشيط الإقتصاد ورفع مستوى التعليم ودخل الفرد وإنتاجيته وتعزيز دوره، وهكذا نكون قد أرسينا فعلاً أسس الشرق الأوسط الجديد، وأنا متفائل بذلك. أما المدخل إلى الحل النهائي في الشرق الأوسط فهو التوصل إلى إتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يستند إلى المبادرة التي أطلقها عاهل المملكة العربية السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز في القمة العربية في بيروت عام ٢٠٠٢
.


*****


وأبدى الرئيس ميقاتي، أمام زواره في طرابلس بتاريخ 14/11/2014، إرتياحه “لعودة الأمن والإستقرار إلى ربوع المدينة”، معتبراً “أن الإستقرار الأمني هو الشرط الأساس لجلب الإستثمارات وتحريك عجلة الدورة الإقتصادية في المدينة”.


وقال “إن المرحلة الثانية، بعد عودة الأمن، يجب أن تنصب على إعادة إعمار المناطق المتضررة وتسريع دفع التعويضات للأهالي”. وإذ نوّه “بالدور الفاعل للمبادرات الفردية ولمؤسسات المجتمع المدني والمساهمات المشكورة التي قاموا بها من أجل المساعدة في لملمة جراح الطرابلسيين”، أكد في الوقت نفسه “أن ذلك لا يعفي الدولة من تحمل مسؤولياتها تجاه مدينة طرابلس التي دفعت في السنوات الماضية الثمن عن كل اللبنانيين متحملة نتائج الخلافات السياسية بعد أن تم تحويلها إلى ساحة لصراع أمني ،سياسي ومذهبي”.


وقال “من هنا فإننا نقول أن لطرابلس حقاً على الدولة يجب أن تقوم بالوفاء به في أقرب فرصة، وعلى رأسه مبلغ المئة مليون دولار التي تم إقرارها في الحكومة السابقة لتنفيذ مشاريع إنمائية عاجلة لطرابلس”.


الوضع الفلسطيني


وفي مجال آخر تطرق الرئيس ميقاتي إلى الوضع الفلسطيني فقال ” إن إحراق المساجد في الضفة الغربية والتعدي الممنهج على المسجد الأقصى وضرب أساساته وتكرار إقتحامه من قبل المستوطنين اليهود، والتمدد في عملية بناء المستوطنات في القدس، ومصادرة الأراضي وطرد السكان الأصليين من القدس،يندرج في إطار مخطط العدو الإسرائيلي لتهويد القدس ومحو التاريخ الفلسطيني العربي، مسيحياً كان أم إسلامياً”.


وقال “لم يكن العدو الإسرائيلي ليتجرأ على المضي في هذا العدوان السافر على هوية القدس وفلسطين، مراراً وتكراراً، لولا التفكك العربي والصراعات المستعرة في كل مكان من العالم العربي، ولو لم يدخل العربي في آتون الصراعات الطائفية والمذهبية. إننا نأمل أن يكون موقف الإتحاد الأوروبي الأخير الحازم برفض الإستيطان الإسرائيلي مقدمة لوقفة دولية وعربية كاملة في وجه هذا الصلف الإسرائيلي. وحسناً فعلت السويد بالإعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما يستعد مجلس النواب الفرنسي للتصويت قبل نهاية الشهر الحالي على قرار يدعو الحكومة الفرنسية للإعتراف بالدولة الفلسطينية”.


وقال: “القدس مهد الحضارات والديانات لن تكون سوى لأهلها الذين يناضلون ويواجهون العدو الإسرائيلي الذي يسعى لهدم ماضيها وحاضرها ومستقبلها، في حين يواجه أهلها العدوان الإسرائيلي باللحم الحي من أجل الحفاظ على هويتها الحقيقية. ستبقى فلسطين والقدس قبلة أنظارنا جميعاً، مسلمين ومسيحيين، وملتقى الديانات السماوية، ولن تنفع محاولات العدو الإسرائيلي لتغيير الواقع والتاريخ. وكما أقول دائماً وأردد، فإن مشاكل العالم العربي بدأت مع إحتلال فلسطين ولن تنتهي إلا بعودة فلسطين إلى أهلها”.

إضغط هنا
Previous Story

أجندة السبت 15 تشرين الثاني 2014

Next Story

انتخابات نقابة الصحافة اللبنانية في 7 كانون الاول 2014

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop