ميشال الحلو الدور والقضية…

السبت, 29 سبتمبر 2012, 12:46

رادار نيوز – من أين يبدأ الحديث عن شخصية متعددة الأبعاد بحجم عضو تكتل  التغيير والاصلاح النائب ميشال الحلو؟ من أي صفحة من سجله الفكري، القانوني، السياسي، والنضالي الطويل نبدأ؟ مسيرة تمتد الى ما يزيد على فترة من الزمن احتضن خلالها قضايا وطنه لبنان ومنطقته جزين بتجرّد ونزاهة فاستحق عن جدارة حب الأصدقاء واحترام المختلفين معه في الرأي والموقف. لن تتمكن هذه السطور القليلة من الإحاطة بالأوجه المختلفة، بل وحتى من الإشارة فقط الى العناوين المتعددة لجوانب سيرة حياة ميشال الحلو. فهذا اللبناني والإنساني، يبقى في نظر كل من عرفه يجسد ذلك السر الكبير لمقدرة البشر في التفاني والعطاء في سبيل القضايا الكبرى في حياة شعوبهم، فهو نموذج شامخ لإنسان وهب حياته في خدمة أبناء منطقته وهموم التطور التطور الأنمائي المتعدد الأبعاد.

وفي مثل حالة هذا القانوني، والسياسي المثقف لا يبتعد المرء عن الصواب إن استنتج بأن المنشأ الصالح في كنف منطقة جزين الفاضلة، هو أحد منطلقات هذه الشخصية المتكاملة مع ذاتها ومحيطها. ولا شك أن حب المعرفة التي أكتسبها من منطقته كان أحد المداميك التي استندت بنية شخصيته مما أهله للتكيف المستمر مع المسار التصاعدي لحياة ومسيرة حفلت بمشاق التزود المستمر بالعمل والقدرة المتجددة على تطويع المعارف المكتسبة لخدمة القضايا الكبرى التي آمن بها…

ولعل أوجه الغنى في كل جانب من الأبعاد المختلفة لشخصية بمقام النائب ميشال الحلو تجعل المتصدي لمحاولة تقديمها يصاب بالحيرة في اختيار أي الأبعاد فيها للتعريف بها بعد أن يكون قد اكتشف صعوبة التناول الجامع لها بكل أبعادها المتعددة الأسرة. كما أن حيرته تتضاعف عندما يدرك بأن أي محاولة لتسهيل الأمر وإيجازه بتناول بعض الجوانب فقط من تلك الشخصية ، لن يفي بغاية التعريف الحقيقي بها، بل إن مثل تلك المحاولة لا تبقى قاصرة فقط وإنما تكون مشوبة بخلل الاختصار المجحف بحق العطاء المتعدد الجوانب لمسار حياة لا زالت تثري واقعنا كل يوم بالمزيد من الإسهامات في مختلف جوانب السياسة والقانون ومجالات المعرفة والبحث.

في رأينا، يسهل للمراقب أن يدرك كيف أمكن لمكونات ذلك المشوار السيرة والمسيرة، أن تتجلى كمحطات حياتية فاصلة ارتبط مداها بمنعطفات أساسية في تاريخ أمة يحمل لها ذلك السياسي المخضرم ميشال الحلو كل المحبة الزاخرة بالخير لها وللأنسانية جمعاء. أيضاً يستشف من سيرته قناعة مبكرة بأن العمل السياسي هو في  خدمة أبناء الوطن، وهو لتطوير المواطن والمجتمع، في القوانين والتشريع والخدمات؛ وبأن الحفاظ على الذات يترافق حتماً مع الحفاظ على التراث، لا يعني الانطواء على الذات وإغلاق نوافذها، بل تكمن الانطلاق من الذات الثابتة الراسخة لحوار الآخرين.

ويبقى كل من عرف النائب ميشال الحلو يدرك أن سر الولاء والعطاء في حياة هذا السياسي الفذ هي في تلك المقدرة العجيبة على مزج التفاؤل المستبصر بالعمل الصبور، ما مكنه من أن يكون متصالحاً دائماً مع ذاته ليبقى مصدر اشعاع للطمأنينة والثقة بالمستقبل، لكل من حوله ومعارفه وأبناء منطقته وللبنان.

تأكيداً على ذلك، وفي أثناء زيارة العماد عون والوفد المرافق له منطقة جزين وبما ان حيث لحيثيات الجنرال، وحساباته السياسية والبرتقالية الخاصة، كان غداؤه المقرر سابقاً لدى مائدة النائب الحلو في منزله، حيث قال الحلو في حضوره: أنّ جزين باقية على نهج العماد ميشال عون في مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين ومعاقبة الّذين يكشفون داتا اللّبنانيين، وفي تنفيذ خطط الكهرباء والمياه ولو كان هناك من معطّلين، واعتبر ألا إنقاذ للبنان وإرساء لدولة القانون والمؤسسات إلا بوجود العماد عون والنّهج الّذي أرساه. وتطرّق النّائب الحلو للموضوع المشرقي وعن عن الرّبيع العربي انهى كلمته بالقول: إنّه القبور الّتي تأكل فيها المذهبية الأخضر واليابس.

ختاماً نقول نتمنى لوليمة مائدته النماء المتواصل، وليكن التوفيق حليفه في رسالته التي نذر نفسه لها، كما ولا نزال بخير ما دام فينا أمثال النائب ميشال الحلو في براعته ونزاهته وقدرته على العطاء.

                                                                            رئيس التحرير

عماد جانبيه

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop