رادار نيوز – ستحمل مواجهة ألمانيا والأرجنتين عند العاشرة من مساء الغد أبعاداً كثيرة ستربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ولعلّ البعد الأهم الذي سيزيد حلاوة المواجهة ومتعتها، هي الفرصة المتاحة امام كل من الفريقين لإضافة لقب جديد الى سجلهما. إذ إنّ الفرصة سانحة أمام الألمان لإحراز لقبهم الرابع، وبالتالي معادلة رقم إيطاليا، فيما يملك الأرجنتينيون الفرصة لمعادلة ألمانيا وإحراز اللقب الثالث في تاريخها.
تتصدر البرازيل حالياً لائحة اكثر المنتخبات تتويجاً بـ 5 القاب، آخرها عام 2002، متقدمة على إيطاليا (4) آخرها عام 2006، وألمانيا (3) آخرها عام 1990، والأرجنتين (2) آخرها عام 1986، وأوروغواي (2) آخرها عام 1950.
أضف الى ذلك انّ المنتخبَين يملكان تاريخاً طويلاً من المواجهات النهائية في كأس العالم، فتمكنت الأرجنتين من الفوز على ألمانيا الغربية 3-2 في نهائي مونديال 1986 في المكسيك بقيادة الأسطورة دييغو ارماندو مارادونا، قبل أن تثأر ألمانيا بعدها بأربع سنوات وتفوز في نهائي 1990 على الأرجنتين 1-0.
تاريخ المواجهات بين المنتخبين لا يقتصر على هاتين المواجهتين، إذ شكّل المنتخب الألماني عقدة لمنتخب التانغو في السنوات الماضية بعدما أقصاه عن الدور ربع النهائي من النسختين الماضيتين (4-2 بركلات الترجيح عام 2006 في ألمانيا بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، و4-0 عام 2010 في جنوب أفريقيا).
وسيسعى إذاً المنتخب الأرجنتيني، الذي تخطى هولندا في الدور نصف النهائي 4-2 في ركلات الترجيح بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، أن يفكّ هذه العقدة في أفضل مكان وزمان ممكنين، حيث سيضرب عصفورين بحجر واحد ويُتوّج باللقب الغالي للمرة الاولى منذ 28 عاماً وفي عقر دار جاره اللدود البرازيل. لكنّ مهمة ليونيل ميسي ورفاقه لن تكون سهلة أمام العملاق الألماني الذي أدمى قلوب البرازيليين بسباعية تاريخية في الدور المنصرم ستبقى محفورة في الأذهان طوال العمر بعدما سجّل الألمان خمسة أهداف بعد مرور 25 دقيقة من عمر اللقاء.
وكشّر أبطال العالم ثلاث مرات عن أنيابهم بقوّة مثبتين انّهم الأحقّ في البطولة الحالية للفوز باللقب ومتسلّحين بمجموعة «إستثنائية» لا تشوبها شوائب كثيرة، وتعتبر مهيّأة للظفر باللقب العالمي للمرة الرابعة والأولى منذ 24 عاماً.
وممّا لا شك فيه انّ المواجهة ستكون حذرة وتكتيكية بامتياز، سيسعى خلالها رجال المدرب يواكيم لوف لإنجاز مهمتهم الأولى وهي الاستحواذ على الكرة امام دفاع أرجنتيني ممكن ان يهتزّ لو تعرّض للضغط المتواصل. وأظهر الالمان في البطولة قدرة عالية على تسجيل الأهداف ومن اكثر من مصدر، فيحتلّ توماس مولر المركز الثاني في ترتيب الهدّافين بعد الكولومبي خاميس رودريغيز الذي ودّع البطولة من الدور ربع النهائي، وبالتالي يملك مهاجم بايرن ميونيخ الفرصة لمشاركته الحذاء الذهبي.
كما انّ الألمان استعرضوا قواهم الهجومية في المباراة السابقة امام البرازيل، فتناوب على تسجيل الأهداف: طوني كروس (2) واندريه شوليه (2) ومولر وميروسلاف كلوزه الذي أصبح الهدّاف التاريخي لكأس العالم وسامي خضيرة. كما سجّل للألمان خلال البطولة مادس هاميلز (2) وماريو غوتزه ومسعود أوزيل.
بدورهم، يلعب الأرجنتينيون كرة هادئة ويسعون لاستغلال ايّ ثغرة للتسجيل، وهو ما حصل في غير مباراة في البطولة الحالية، فابتعد رجال المدرب اليخاندرو سابيلا قدر الإمكان عن الاستعراض والمراوغات المبالغ فيها. وسيأمل سابيلا ان يكون نجم ريال مدريد الإسباني انخيل دي ماريا جاهزاً للمشاركة في المباراة بعد غيابه عن المباراة نصف النهائية.
سيشهد ملعب ماراكانا ثاني مواجهة نهائية في تاريخه، بعدما استضاف النهائي الشهير عام 1950 عندما فازت أوروغواي على البرازيل 2-1. وفي الاعتبارات الجغرافية والتاريخية ايضاً ثمّة أهمية كبرى للمباراة، ففي حال انتصر المنتخب الألماني فسيكون اوّل منتخب اوروبي يفوز في القارة الأميركية على الإطلاق، امّا في حال فوز الأرجنتين فستبقى الأراضي الأميركية عصيّة على الاوروبيين.
حول المباراة
في المواجهات المباشرة، تملك الأرجنتين الأفضلية بتسعة انتصارات وخمسة تعادلات، مقابل ستة انتصارات لألمانيا. لكن في المواجهات الرسمية ضمن كأس العالم فازت ألمانيا ثلاث مرات وتعادلت مرتين مقابل فوز يتيم للأرجنتين.
تحتلّ المانيا المركز الثاني في التصنيف العالمي والأرجنتين المركز الخامس. هدّاف ألمانيا في البطولة هو توماس مولر (5) وهداف الأرجنتين هو ليونيل ميسي (4).
سجّلت الأرجنتين 8 أهداف فقط في طريقها الى النهائي مقابل 17 لألمانيا منها 7 ضد البرازيل البلد المضيف في دور الأربعة. لم تتلق الأرجنتين ايّ هدف في مرماها خلال الأدوار الإقصائية مقابل 3 في البطولة ككل، امّا ألمانيا فلتقّت 4 اهداف.
ستكون كل العيون شاخصة على ميسي (27 عاماً) والذي يخوض مباراته النهائية الاولى في كأس العالم. وستأمل الأرجنتين ان يستطيع افضل لاعب في جيله ان يسير على خطة دييغو أرماندو مارادونا ويقود «التانغو» الى اللقب.
بعد خيبات متكررة خلال النسخات الثلاث الماضية ومرارة الوصول الى الامتار الأخيرة ومن ثمّ فقدان اللقب، تعتبر ألمانيا الأوفر حظاً لنيل اللقب والخسارة ستكون بمثابة ضربة كبيرة للكرة الألمانية المشتاقة الى معانقة اللقب بعد سنوات من الإعداد والتحضير بقيادة يواكيم لوف (استلم منصبه عام 2006 خلفاً ليورغن كلينسمان).
توقيت مباراتي النهائي وتحديد الثالث والرابع
اليوم الفريق1 الفريق2 الساعة
السبت البرازيل هولندا 23,00
الأحد ألمانيا الأرجنتين 22,00