هل دخل العالم الطور الاثني… بقلم سعدالله فواز حمادة

الأربعاء, 29 يونيو 2016, 10:30
 رادار نيوز – خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي زلزال لا شك انه سيتردد على ألسنة الأجيال القادمة، لفترات طويلة، بحيث سيذكر التاريخ يوما بأن العالم كان أمام مرحلة لوصفها الكثيرون بأنها قد طبعت على جبين التاريخ الحديث.
في بداية السبعينات وبداية تبلور ما عرف الأن بالاتحاد الاوروبي، كانت بريطانيا بمعزل عن هذا الاتحاد، وكانت فرنسا والمانيا والدول الغربية ذات الطابع الراسمالي القوي هم عماد هذا المكون، وصاغوه صياغة يجاري مفهومهم للعولمة الرأسمالية واسواق التجارة المفتوحة، التي رأيناها فيما بعد نضوجه، وكيف انه امتد الى ما يقارب ٢٧ كيان غير متجانس تجمعه فقط المصالح الاقتصادية والتجارة المغتوحة وتخطي الحواجز والعوائق. كان شارل ديغول من أكثر الرؤساء الاوروبيين توجسا من دخول بريطانيا في هذا المكون! وهذا مرده الى يقينه بأن بريطانيا لا بد انها ستطالب بإمتيازات لها وكيان خاص ضمن هذه المجموعة! وهذا ما ثبت فيما بعد ولم يدحض ما كان ديغول ادركه..
بالتحليل وبالنظر الى التركيبة (الجيواوروبية)، ما تمتاز به بريطانيا كونها تقع ضمن جزيرة منعزلة عن الوصل الاوروبي، وكذلك المكون الاثني وعامل اللغة، وهي الأم الاساس لما يعرف (بالسكسوفونية) وما تمثله، فأنها دائما كانت في موقع المعترض للكثير من سياسات هذا الاتحاد… الاثنيات وشد العصب…
اثبتت هذه الانتخابات والخروج المدوي والنتائج المترتبة عن هذا الخروج، ان العامل الاثني قد لعب دور كبير في نقض ودحض ما عرف عالميا بال ( globalization ) والانكفاء الى القاعدة والتشبث بها! هذه الخطوة دفعت الكثيرين الى وصف هذا الخروج بيوم الاستقلال (independence day)، كونه يعكس مفهوم هؤلاء الى الولاء لوطن لا يريدون ان يمزج بخليط خارج عن تلونهم وعاداتهم…
الكثير من المحللين في بريطانيا يرون ان العالم قد دخل في طور الرجوع العكسي الى حاضنته، وهذا يعزوه الى الخوف من اضمحلال الكثير من الكيانات والاثنيات في خضم هذا التطور الهائل والمتسارع في العولمة وتجميع كيانات ذات اقتصاديات كبيرة ببوطقة واحدة، وكتل متراصة.
هنا بريطانيا ستكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير واوقفت اندفاعة، كان لا بد ان تصل الى مرحلة الاشباع، بحيث ان تمددت ستنفجر حكما في وجه الجميع….
وهذا ما حصل بالفعل، فالاتحاد الاوروبي سيضم دول ذات اقتصاديات فقيرة نسبيا ولا بد ستكون اكثر عبئا على هذا الاتحاد…. العالم يتغير وهذه بداية! سنرى الكثير بالوقت القريب ككيانات تتلاشى، وسنرى منها الكثير تتقوقع حول شرنقتها واثنياتها وتعود الى حيث ما كانت..
إضغط هنا
Previous Story

إريكسون وسبرينت تكشفان الستار عن الجيل القادم من التجربة الرياضية

Next Story

القرار الشعبي أوقف الأعمال – المحامي ماجد دمشقية

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop