رادار نيوز – بعد ايام على الذكرى التاسعة لاستشهاد جبران تويني، قلّد السفير الفرنسي باتريس باؤلي رئيسة مجلس ادارة “النهار” ورئيسة تحريرها نايلة تويني باسم وزير الثقافة والاتصال الفرنسية سابقا اوريلي فليبيتي وسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة فارس وكانت مناسبة لتجديد الوعد بتحقيق حلم جبران تويني.
نايلة تويني، التي قال عنها السفير باؤلي “نمنح هذا الوسام لوارثة تقليد صحافي وادبي وسياسي عريق مرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ لبنان” جددت امس في كلمتها العهد الذي قطعته لوالدها الشهيد في جنازته واستعادت جوهره بأن تكون صوته المدوي وقلمه الحر ضمن معادلة ثابتة جددت فيها العهد ان “جبران تويني لم يمت و”النهار” مستمرة”.
هكذا عبّرت امس تويني محاطة بأسرة “النهار” ورفاق الدرب وعائلتها والاصدقاء قالت: “قطعت وعدا على نفسي بأن اكون على قدر حلمه، على قدر قسمه الذي تعمد بالدم”. وجددت ايضا تمسكها بكشف الحقيقة قائلة: “املي في ان يكشف القضاء هوية الجبناء الذين كسروا قلمه لكنهم لن ينجحوا ابدا في كسر ارادتنا في الصمود وتمسكنا بالحرية وبانسانيتنا عند كل محنة نواجهها”.
في قصر الصنوبر، طغى جو عائلي على الاحتفال الذي تقدمه وزير الاعلام رمزي جريج ممثلا الرئيس تمام سلام، النائب جان أوغاسبيان ممثلا الرئيس سعد الحريري، وزير الثقافة ريمون عريجي، الوزيران السابقان سليم الصايغ وزياد بارود، النائب آلان عون، رئيسة “مؤسسة الوليد بن طلال” الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الارشمندريت ألكسي مفرج ممثلا متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده وناشر جريدة “السفير” طلال سلمان. وشاركت ايضا عائلتها الصغيرة الاعلامي مالك مكتبي والصغيران جبران وشريف وأفراد من العائلة الاكبر، شقيقاتها ميشيل وناديا وغبريالا والنائبان ميشال المر ومروان حماده والسيدة سيلفي المر، الدكتور بيار ابو شرف والسيدة ميرنا المر أبو شرف، رئيس بلدية الشياح بيار غاريوس والسيدة لينا غاريوس والسيدة شادية تويني والسيدة سهام تويني.
“دفاعا عن لبنان العظيم”
بدا باؤلي شغوفا في الكلام على تأريخ “النهار” ومراحلها التي كانت دائما في وجهة محددة “دفاعا عن لبنان العظيم”. توجه الى المكرمة قائلا: “نحتفي، من خلالك، بصحيفة “النهار” وتقليدها العريق: هذا التقليد القائم على الجودة والاستقلال والالتزام السياسي. منذ انشائها، ترفع “النهار” عاليا قيم حرية الصحافة والتعبير. عندما خنقت تعددية الاصوات في مختلف أنحاء المنطقة، كانت “النهار” صرحا شامخا أبيا بادارة جدك ورفعت صوتا متحررا من كل الولاءات”.
وقال: “هذا الاستقلال الذي ضحى والدك بحياته من أجله، هو ايضا استقلال لبنان الذي لم تكف “النهار” يوما عن الدفاع عن تماميته”.
وتحدث باؤلي في كلمته عن كفاية تويني التي، في العام 2009 “تسلمت رئاسة مجلس ادارة الشركة وأصبحت النائبة الاصغر سنا في مجلس النواب بعد فوزك عن المقعد الارثوذكسي في بيروت”. ونوه بقدرتها على تحمل مسؤولياتها الصحافية والادارية في الجريدة “وعلى رأسها بلا شك النهوض بالالتزامات التي قطعها جبران تويني”. وعدد مشاريعها معتبرا أن “جمعية نهار الشباب التي تعتبر مبادرة فريدة في لبنان هي الاولى من نوعها في المنطقة، تمنح الشباب فسحة للتعبير عن آرائهم باعتبارهم فاعلين سياسياً، وذلك عبر تعزيز الحوار، ونسج روابط دينامية بين الشباب والسياسيين”.
وتوقف عند مشروع “حكومة الظل” ومشاريع اخرى وقال: “شهدت “النهار”، بدفع منك، تنويعا وتحديثا في الخدمات التي تقدمها، مع اعادة اطلاق الملحق الاسبوعي “نهار الشباب”، واصدار الملحق الشهري “نهار جونيور”، واطلاق “ويب تي في” الذي لم يكف عن التطور”. واضاف: “اجريتم تغييرا كاملا في تصميم الصحيفة التي اضيف اليها الملحق الاسبوعي “نهارك” فضلا عن اطلاق موقع الكتروني باللغات الثلاث: العربية والفرنسية والانكليزية، في خير تعبير عن التنوع اللغوي اللبناني”.
واستعادت تويني في كلمتها “كيف كان غسان تويني يجد متعة كبيرة عندما كان قلمه يتحول الى الكتابة من اليسار الى اليمين مستعيرا لغة موليير. اذكر في هذا الاطار كتاب “قرن من اجل لا شيء” (Un siecle pour rien) الذي وضعه مع جان لاكوتور وجيرار خوري وآخرين، وسواه من الاعمال التي هي ثمرة فكره العابر للغات، والتي طبعت بقوة الارث الفكري للصحيفة التي لي شرف ادارتها”. وقالت: “كتب غسان تويني: “لبنان هو المختبر الوحيد في العالم للتعايش او بالاحرى العيش معا، الاسلامي – المسيحي (…) في عالم يتعولم ويتجزأ في الوقت نفسه، يبقى لبنان الدليل القاطع الذي يثبت انه لا يزال بمقدور المجتمعات، شرط احترام التعددية السياسية بانصاف وحرية، أن تتصدى، على حدة ثم مجتمعة، للأصولية والتعصب”.
واستعادت ايام الحرب “حربنا” او “حرب الآخرين” (أو الحرب من أجل الآخرين). وقالت: “هكذا فهمت، منذ نعومة أظافري، كم ان التنوع الطائفي واللغوي والثقافي والفني هو مصدر غنى (…) وقد سنحت لي الفرصة لأعيش كنوز العالم، ومساحة الشعر، وظلال الفكر، ولحظة الحلم… ولم أرد ان أحجب، في هذا المشهد، التشوش الذي يمكن ان يجتاحنا في لحظة اغتيال أو خسارة أو كابوس (…)”.
نشير أخيراً الى أن السفير باؤلي تحدث عن محاولة اغتيال النائب مروان حماده وتوقف عند مجريات جلسات المحكمة الخاصة بلبنان متوجهاً الى حماده بالقول: “نتابع من كثب الجلسات ومنها التي شاركتم فيها طبعا الاسبوع الماضي”.