رادار نيوز – “من ليس له ماضٍ ليس له مستقبل”. هذا ما قاله رئيس جمعية وأمين عام تجمّع البيوتات الثقافية شوقي دلال، الفنَان التشكيلي، والناشط الإجتماعي، الذي طالما لمع اسمه من خلال نشاطاته التي أغدقها وما يزال على الوطن. جاء ذلك خلال المؤتمر الذي أطلق من خلاله الفنّان مشروعه الجديد “Stop Raj3ne”. ومما لا شكّ فيه أن مساهمات دلال الكثيرة، هي نابعة من ذلك الحسّ الملتزم بالوطن ومن حبّه وانتمائه المخلص إليه إضافة إلى التزامه بالمثلّث الابداعي الذي يرافقه في معظم أعماله: الفن، الثقافة الاجتماعيٍّة وإلانسانية. من هنا، جاء السعي الأخير لشوقي دليل في خانة تحصين التراث الوطني من الوقوع في فخ الحضارة الزائفة والتشوّه الغير المعتمد الذي تدعمه وتغزّيه صيحة التمدّن المتسرّع..
تبنَى دلال اليوم من خلال جمعيّة “محترف راشيا” مشروعا جديدا أطلق عليه عنوان “Stop Raj3ne”، وذلك بعد أكثر من 25 عاماً من العمل الدؤوب في المجال الثقافي الإجتماعي، المنتشر على قرابة معظم البلدات والقرى اللبنانيّة.
وفي إطار إطلاق هذه الحملة التي أقيمت في مقرّ الجمعية في بيروت، ذكر دلال في كلمته “أنَنا اكتشفنا في الجمعيّة أنّ العمارة التّراثيّة التي تشكّل هويّتنا الماضية تتناقص يوماً بعد يوم في القرى بسبب عوامل عدّة أبرزها ازدياد العمارة الحديثة وارتفاع أسعار الأراضي ممّا تسبّب بهدم مستمرّ للأبنية التّراثيّة من دون حسيب أو رقيب”.
وأوضح قائلا أنّ “الحملة انطلقت تحت عنوان “الحفاظ على العمارة التراثيّة في لبنان” من خلال أرشفة هذه العمارة عبر تصويرها وإقامة معارض داخل القرى والبلدات التي تتواجد فيها وتكوين ملفّ لكل بلدة عن عماراتها التّراثيّة لكي يصار إلى ترميمها لاحقاً”، مشيراً إلى أنّ “الجمعية عقدت اتّفاقاً مع شركة “السّاحة” المتخصّصة في العمارة التّراثيّة عبر رئيسها المهندس جمال مكّي لمواكبة الحملة من خلال تقديم الدراسات اللازمة للبلدة المنويّ ترميمها بشكل علميّ ودقيق، وذلك لحفظ هذا التراث ومنع العبث بخصوصيّته”، مضيفاً “أننا نشهد اليوم ترميماً عشوائيّاً لبعض الأماكن التّراثية ممّا يبدّد الحالة الجماليّة للتّراث وينزع عنه صفة العمارة التّراثية الحقيقيّة”.
كما أعلن أنَ هذه الحملة قد حصلت على مباركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وستنطلق بالتّعاون مع وزارة الثّقافة ومديريّة الآثار، بشخص وزيرها غابي ليون، الذي عاون في وضع أسس هذا المشروع، وأثنى على أعمال الجمعية الدائمة وعلى هذا المشروع المهم بالذات لأنه يصب ضمن خانة أهداف الوزارة التي تسعى جاهدة للحفاظ على العمارة التراثية في لبنان. وقال ليّون مؤكدا :” إنَ هذا ما عملنا من أجله في بيروت بشكل خاص واستكمالا في طرابلس وباقي المناطق اللبنانية والسعي لإيقاف كل من ينتهك هدم العمارة التراثية اياً يكن، كما ونعمل دوما لإصدار القوانين الملزمة بالحفاظ على الأبنية التراثية وتصنيفها”.
لافتاً إلى أنَ وزارة السّياحة ستُسهم في التّرويج سياحيّاً لهذه الحملة، إضافةً إلى التعاون مع شركات السّياحة والسّفر بهدف خلق استثمار في التّراث، مشدّداً على أصحاب المباني التّراثية المحافظة عليها بغية كسب أموال من خلالها.
ثمَ توجّه دلال بنداءٍ، إلى مختلف البلدات التّراثيّة لضرورة التّواصل مع الجمعيّة وإدخال بلداتهم في هذا المشروع الوطني الكبير، مشيراً إلى “أنّنا نشهد أوّل مشروع في لبنان يضع الأسس العلميّة والثّقافيّة والسّياحيّة للعمارة التّراثيّة والتي هي مسؤوليّة الجميع للحفاظ عليها”.
أمَا مديرة مشروع “Stop Raj3ne” المهندسة المبدعة مروة علوان، فقد أعلنت عن الملصق الذي سيتم طبع شعار الوزارة عليه، والذي سينطلق ويوزَع في جميع المناطق اللبنانية بالتعاون مع وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والأجنبية بهدف الإعلان والتعريف عن الحملة التي تهدف إضافة إلى إحياء الإرث الوطني والعمل على أرشفة العمارة التراثية في لبنان وترتكز على ما يلي:
“1-أرشفة المواقع التراثية بالصور الفوتوغرافية.
2- إقامة المعارض في كل بلدة يطالها المشروع لتمكين المواطنين التعرف على تراث بلداتهم من خلال الصورة وعرض الأفلام الوثائقية.
3- إصدار كتيب عن كل بلدة يضم صور المعرض ليكون مادة إعلامية، سياحية للبلدة يساعد البلديات في تكوين ملف خاص بالعمارة التراثية، بغية الترميم في وقت لاحق كما ستتكفل الجمعية بتقديم الدراسات والنصائح لإعادة الترميم والبناء في العمارة التراثية تحت قاعدة (الإستثمار المجدي) وبالتعاون مع كبار المهندسين المختصين في هذا المجال.
4- التوجه للتنظيم المدني بكتاب مرفق مع هذه الملفات لإصدار القوانين الملزمة لتصنيف هذه المناطق كقرى تراثية يمنع فيها إعطاء رخص البناء العشوائية إن لم تكن تراعي العامل الاثري والتراثي.
5-ربط هذا المشروع مع وسائل الاعلام اللبنانية والعالمية بهدف حماية ما تبقى من العمارة التراثية في لبنان.
6-الترويج السياحي لهذه العمارة من خلال مطبوعات سياحية متخصصة.
7-العمل مع وزارة الخارجية والسفارات اللبنانية في العالم لاقامة المعارض في دول الانتشار اللبناني وتمكين اللبنانيين المهاجرين والمُتحدرين من أصل لبناني .من التعرف على بلداتهم الجميلة ووطنهم لبنان”.
وللمزيد من المعلومات، هناك فريق متخصص يسعده الرد على استفساراتكم عبر البريد الالكتروني.
Stopraj3ni85@hotmail.com
تنسيق واعداد/ سوزان سرور هيكل
