رادار نيوز – مليوني قتيل في غزو العراق ولم نتعلم !
اتذكرون عندما قرر جورج بوش غزو العراق لتحرير الشعب من الديكتاتور وتنظيف الأرض العربية من النووي ؟ بنفس هذه الذريعة والنفس الأمارة بالسوء مع إختلاف اسم الرئيس من بوش إلى اوباما قررت واشنطن غزو دمشق بمباركة عربية إعتادها المشهد العربي المخزي بتحالف والتوحد مع الغرب ضد اي دولة عربية اخرى , غير مكترثين للأهداف الغربية الإستراتجية بتدمير اقوى ثلاث جيوش عربية كان اولها الجيش العراقي إنتقالا الى الجيش المصري وصولا إلى الجيش السوري لتبقى نقطة القوة متمركزه عند العدو الإسرائيلي . ولنجري نظرة سريعة على مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي وضع في حسابات الإدارة الأمريكية منذ عام
ليبيا: وبعد قتل القذافي ترك الحكم للشعب والقتال للعشائر والمزيد من الإنفجارات.
تونس: وبعد هروب بن علي البلد ينقسم بين العلمانية والتطرف مما يزيد الوضع تعقيداً امام خيار الوقوف على محك الحروب التي لا يُحمد عُقباها.
اليمن: وبعد صمود صالح لا مكان للإصلاح والى المزيد من الضياع وإتساع الفجوة بين الشعب والسلطة.
البحرين: ومع صمود السلطة يبقى خيار الردع قائم إلى ما شاء حكام الخليج إنهاء هذه الأزمة.
مصر: وبعد إسقاط مبارك وخلع مرسي وصلت الدماء الى اعناق الشعب وانقسموا بين مؤيدين للسيسي ومعارضين له بين الإنقلاب وحفظ الدولة من شر الإخوة المسلمين.
لبنان: بين الدولة والدويلات تقف على خط الإنفجارات والتوزع بين محورين سوريا- لبنان \ لبنان – الكيان الصهيوني وسياسة النأي بالنفس.
سوريا: بصمود السلطة تغرق الدول المساندة لجبهة النصرة ليضيق الخناق عليهم فلا يبقى بديل سوا الحرب المفتوحة وبتالي ستجد ان الشرق الأوسط الجديد امام خيارين الأول ان يتخذ قرار المواجهة و الثاني الإستسلام للسيناريو الصهيوامريكي . وبالمحصلة الهم البشري الوحيد ان تتخلى الأطراف المتصارعة عن قرار الحرب العالمية الثالثة التي حُدد اطرافيها وزمانيها ومكان حدوثيها تماما كما كنا ندرس في كتب التاريخ. الشعوب لا تريد خيار الأرقام التي تدون في الكتب كحصيلة نهائية لعدد القتلى والجرحى لتدرس فيما بعد لجيل جديد “هذا إن بقى لنا جيلٌ جديد” .
قرار باراك اوباما بتوجية ضربة إلى سوريا يفتح الأبواب امام مشهد إقليمي ذو روايات كثيرة. فقرار الضربة يعود للتخلص من النظام السوري قبل التخلص من الرئيس بشار الأسد فما يزعج الولايات المتحدة الأمريكية هو بقاء نظام ذو طابع عربي قومي حقق لشعبه امنٌ ذاتي و قدرة إنتاجية جعلته يصمد امام اي عقاب إقتصادي بالإضافة إلى انه صاحب دور رئيسي في مثلث الجمهورية الإيرانية وحزب الله وحلقة الوصل بين المقاومة و السلاح.
توجة ليلة امس الرئيس الأمريكي باراك اوباما بخطاب متأرجح ختم بأنه ليس هناك حسم عسكري بقرار الهجوم على سوريا، فبعد تهديد الحرس الثوري الإيراني بتوزيع الأكفان على الجنود الأمريكين وغموض القرار الروسي وتأهب حزب الله وصلت الرسالة إلى البيت الأبيض والتي تنص على ان قرار الحرب سيكون بيد اوباما لكن قرار وقف الحرب سيكون بيد الأسد. ومن هنا تراجع الخيار الأمريكي ولو مؤقتا لحفظ ماء الوجه بالتحجج بضرورة انتظار تقرير المحققيين الدوليين ابطال السيناريو الأمريكي .
إسيرائيل كانت بهذا الوقت منهمكه بإستدعاء اعداد من جنود إحتياطها و تنظيف سلاحها الجوي وفتح الملاجئ الشرقية تحسباً للهجوم مع انتظار وتوقع محلليها إطلاله للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتحدث عن اخر التطورات وعن دور حزب الله في هذه الحرب لأنه جزء لا يتجزأ من المعركة السورية إلا ان بعض المحللين وبحسب القنوات العبرية وجدوا ان تأخر رد حزب الله مقلق وان السيد لو قرر التحدث فسيكون خطاب يعلن فيه عن الخطوات والتجهيزات التي ينوي القيام بها وهذا التأخير يأتي في مخطط الغموض الذي يعتمده الحزب في خططة العسكرية فالجهوزية التي يعتمدها حزب الله هذه المره تختلف عن ما سبقها في حرب تموز اي منذ سبع سنوات، المقاومة الإسلامية وبنظرة سريعة على وضعها تنتشر بأمنها و جهوزيتها من اللبوة التي تم “إيقاف اكثر من شاحنة محملة بالسلاح فيها” وصولا الى القصير التي تخضع لحمايتهم ومروراً بالجنوب والضاحية الجنوبية مما يعني إتساع بقعة الأراضي التي ينتشر فيها عناصر حزب الله عن ذي قبل مما يزيد قلق الإسرائيليين والأميريكيين معاً .
يأتي التراجع الأمريكي عن قرار الهجوم ايضاً في سياق حماية امن طفلتها إسرائيل فتهديد الإيراني الذي جاء على لسان رئيس الحرس الثوري بأن رد دمشق على الصواريخ الأمريكية سيكون في تل ابيب اعاد اوباما ادراجه وهدء من ثورتة الخريفية حول حماية العرب من مخاطر النووي والكميائي التي تجهلها يوماً عندما قصفت إسرائيل غزة بالفوسفور الأبيض. كذلك الأمر بالنسبة للنفط وتخوف الأمريكي من إغلاق إيران لمضيق هرمز من جديد والذي يصدر ما يزيد عن 40% من النفط للدول الأوروبية فحُكم على باراك اوباما بالتريث وعدم المضي بهمجية جورج بوش .
وبالرغم من كل هذه المزاعم يبقى خيار الحرب قائم لدى الغرب والأبواب مشرعة امام دمشق بحفظ حق الرد متى وكيف يشاء الرئيس بشار الأسد وحلفائة في المنطقة.