رادار نيوز – شارك رئيس الجمهورية الرئيس ميشال سليمان، رئيس واعضاء المجلس البلدي، حفل تدشين القصر البلدي في الحازمية.
وحضر الأحتفال كل من الشخصيات السياسية والعسكرية والإجتماعية: وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، والنواب أغوب بقرادونيان، حكمت ديب، الان عون، انطوان زهرا، جان اوغاسبيان، جوزف المعلوف، ميشال موسى، زياد القادري، انطوان سعد، فادي الهبر، هادي حبيش، هنري الحلو، ناجي غاريوس، والوزراء السابقين ناجي بستاني، سليم وردة، عدنان قصار، فوزي حبيش، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، المحافظ القاضي انطوان سليمان، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عواد، رئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر، المدير العام للادارات والمجالس المحلية العميد الياس الخوري، المدير العام لدار “الصياد” الهام فريحة، وحشد من السفراء العرب والاجانب ورؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات روحية واقتصادية واجتماعية. ولقد وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عند الساعة السادسة والربع مساء الى القصر البلدي في الحازمية، حيث يقام الاحتفال وكان في استقباله كبار الرسميين ورئيس واعضاء المجلس البلدي في الحازمية، وفرقة فلوكلورية.
وفور وصول الرئيس سليمان اعلن عن بدء الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم نشيد الحازمية، تلاه فيلمان وثائقيان عن الحازمية ومشروع GIS، وبعدهما كلمة كبار المستثمرين في الحازمية ألقاها المهندس وضاح الصلح.
الاسمر
وألقى رئيس مجلس بلدية الحازمية جان الاسمر كلمة رحب في مستهلها برئيس الجمهورية، شاكرا إياه باسم المجلس البلدي وباسم مخاتير الحازمية وأبنائها على مشاركته، ومعاهدا إياه على “متابعة المسيرة تحت رايته الوطنية، دون خوف من العواصف والرياح التي تهب على لبنان وحوله، واثقين بأنه سيرسو على شاطئ الامان تحت قيادته الحكيمة”.
وشكر الاسمر الوزير شربل الذي “كانت له اليد الطولى في تحديد عادل للنطاق البلدي للحازمية، وهو حل عادل فيه إحقاق للحق بعد مرور خمسين عاما على هذه الاشكالية”، متطرقا الى أهم الانجازات التي قامت بها بلدية الحازمية وفي مقدمها تمديد شبكة كاملة مميزة لمياه الشفة بتمويل من دولة الكويت الشقيقة، بعدما سبق ذلك حفر بئرين ارتوازيتين وتجهيزهما لدعم مصادر مياه البلدة، شاكرا أمير الكويت بواسطة سفيرها في لبنان وممثلي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وأشار الى إنجاز جملة حدائق وملاعب نفذ القسم الاكبر منها ويستكمل ما تبقى، إضافة الى مشاريع تحديث الادارة والمكننة والمراقبة الامنية ومشاريع مستقبلية أبرزها إنشاء الارصفة وتطوير شوارع الحازمية وتعبيدها بالكامل.
شربل
وألقى شربل كلمة قال فيها: “إن حفل تدشين القصر البلدي لمدينة الحازمية، واطلاق اسمكم على أحد شوارعها، وفاء لتاريخكم الحافل بالعطاءات للبنان، مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا، وان حضوركم شرفنا وزادنا عزما وعزيمة، ومشاركتكم الشخصية تدل على الاهتمام الكبير الذي تخصون به السلطات المحلية المنتخبة”.
أضاف: “إن رعاية البلديات وتطويرها مهمة تتقدم على سائر المهمات لدى وزارة الداخلية والبلديات، عملا بتوجيهات فخامتكم، الذي أعطاها منذ أن كان قائدا للجيش ولا يزال من موقعه الاول في الدولة اللبنانية، كل اهتمامه ليكون بناؤها على صخر، باعتبارها تجسد النموذج المحلي عن الدولة، وتشكل نواة تطويرها ونهضتها وتنميتها التي تؤدي الى استقرار اجتماعي يقوي تماسك النسيج الوطني، فيشعر أبناء الوطن بمختلف مناطقه، بأن الدولة تحتضنهم وترعى شؤونهم، وباعتبارها أيضا تقدم دائما كما اليوم، من خلال بلدية الحازمية، دليلا قويا على أن السلطات المحلية المنتخبة، قادرة على تأدية مهماتها، والاستمرار في إنجازاتها ونشاطاتها، بالرغم من التحديات التي تطرحها ظروف حكومات تصريف الاعمال، من دون أن تتأثر بالسياسات العامة الكبيرة”.
وخاطب رئيس الجمهورية: “لقد رفعتم موضوع البلديات الى مستوى القضايا الأساسية، وأخذت منكم الاهمية التي تستحق، لجهة دورها في مشروع قانون اللامركزية الادارية، وشكلتم مع رئيس الحكومة الاستاذ نجيب ميقاتي، أواخر العام الفائت، لجنة أنهت وضع المشروع بجميع بنوده، انطلاقا من اتفاق الطائف، وبهدف منح السلطات المحلية المنتخبة صلاحيات واسعة، عبر الاستقلالين الاداري والمالي، لتحقيق الانماء المتوازن فعليا للمناطق على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، لأنكم أدركتم يا فخامة الرئيس، دور البلديات الذي لحظه المشروع، كوحدات لامركزية للقيام بمهماتها على صعيد الانماء المتوازن، حتى لا يبقى مجرد شعار، يطرح في التداول السياسي فقط، وواكبتم أدق تفاصيل المشروع، ولا سيما لجهة تحقيق غايته في تنمية المناطق كافة، باعتبارها ركنا أساسيا من أركان وحدة الدولة، واستقرارها السياسي والاجتماعي وترسيخ وحدتها الوطنية”.
وهنأ المجلس البلدي برئاسة جان الاسمر، “ليس فقط على هذا القصر البلدي الذي يليق بمنطقة الحازمية، ولا سيما لما يتضمنه من أبنية وقاعات مخصصة للمخاتير، والمطالعة الالكترونية والكتب، والرعاية الصحية والأعمال الثقافية والفنية، والمراقبة بواسطة الكاميرات المزروعة في جميع أنحاء المنطقة، هذه رؤية مهمة لأنه لا يجوز الفصل بين العمل البلدي والاختياري ومتطلبات الحاضر والمستقبل، ونموذج للتكامل بين انماء البشر واعمار الحجر، والتعاون بين المؤسسات لتسيير شؤون المواطنين على أكمل وجه من دون تباطؤ”.
أضاف: “إذ يسعدني ويشرفني أن أجدد الترحيب بكم في القصر البلدي، يأتي احتفالنا اليوم في واحدة من أصعب اللحظات في تاريخ المنطقة ولبنان، حيث يمر وطننا، كما بلدان كثيرة مرت في محن بالغة التعقيد والخطورة، ولم يكتب لها الخلاص، إلا بوحدة أبنائها، ورهانهم على المؤسسات الوطنية القادرة على مواجهة التحديات السياسية والامنية والاجتماعية، وأجزم بأن التضامن والوقوف مع الخيرين، وعلى رأسهم فخامتكم، حيث راكمتم في الاشهر الاخيرة مساعيكم الداخلية والخارجية للخروج من النفق المسدود، هو الطريق الوحيد لخلاص لبنان، وتجنيبه التداعيات السلبية للازمات الاقليمية، ودرء المخاطر التي تهدده”.
وتابع: “هذا النهج الذي يتمسك به فخامتكم، دفع برؤساء مجموعة الدول الداعمة للبنان الى الإعلان عن تقديرهم لقيادتكم الشجاعة والاستثنائية خلال فترة بالغة الصعوبة، لأن تصميمكم على المحافظة على وحدة لبنان واستقراره، هو مهمة وطنية وتاريخية، ستنظر اليها أجيالنا بفخر واعتزاز، فجهودكم تشكل المرتكز الأساسي لصون وحدة لبنان واللبنانيين، لكن مثل هذا الجهد، يجب أن يستقوي بإرادة لبنانية جامعة، ويصبح همكم هو هم كل القوى السياسية لترجمة الدعم الدولي، عبر الاسراع في الخروج من المراوحة التي تحول دون تأليف حكومة جديدة، قادرة على مواكبة الاهتمام الدولي واتخاذ القرارات اللازمة للافادة منه”.
وقال: “اننا اذ ننظر من خلال توجيهاتكم، الى طغيان ملف النازحين السوريين على الوضع اللبناني العام، نرى ان مهمة معالجته لا يمكن ان تكون لبنانية فقط، بل هي معالجة عربية ودولية، لأن الاعباء الناتجة من التزايد غير المسبوق لأعدادهم تفوق طاقة بلدنا، الذي ليس لديه القدرة على التصدي له منفردا، من دون أن يتحمل المجتمع الدولي والعربي مسؤولياته، كما يتحمل لبنان المسؤولية الخاصة به، وهي مسؤولية انسانية واخلاقية وقومية”.
واردف: “ليس جديدا على اللبنانيين، يا صاحب الفخامة، أن يواجهوا تحديات الأزمات الكبرى، فإن مثل هذه الأزمة التي نمر بها، استطاع اللبنانيون ان يتجاوزوها في التاريخ القديم والحديث، والرهان الأن على دوركم، واصراركم على حماية لبنان، لبنان المؤسسات، لبنان الرسالة، ولبنان الشراكة، لبنان الواحد الموحد. ونجزم بأن الرهان على هذه الثوابت، فيه الربح الحقيقي للوطن والمواطنين”.
وختم: “مبروك لكم هذا القصر البلدي المنجز بجهد كبير، من أجل الحازمية وأهاليها والقاطنين فيها، والمشيد ليكون مساحة أمل بالغد الأفضل، وجامعا للناس ومن أجلهم، فالى أعضاء المجلس البلدي فردا فردا ورئيسه وكل من اهتم بإنجاز البناء، تحية من فخامة الرئيس ومني، وأطيب تمنياتنا لكم جميعا ولابناء المنطقة”.
رئيس الجمهورية
ثم ارتجل الرئيس سليمان كلمة اشار فيها الى ان “الحازمية هي منطقة العيش المشترك كما لبنان الذي يتميز بهذه القيمة الثمينة”، وشدد على “دور البلديات والمسؤولين عنها للقيام بواجبهم في خدمة المواطنين، ولا سيما لجهة المحافظة على القانون والتنظيم المدني والبيئة في المناطق اللبنانية كافة، خصوصا في الحازمية التي تضم معالم أثرية مثل قناطر الزبيدة التاريخية”.
ولفت الى ان “البلدية هي العين الساهرة على الامن، والشرطي البلدي يمكنه ان يكون أول شاهد في مراقبة المخالفين والمخلين بالامن، ليبادر على الفور الى ابلاغ القوى العسكرية والامنية عنهم والقاء القبض عليهم”، مشيرا الى انه “من الضروري تعزيز الامن عبر الشرطة البلدية”، موضحاان “هذه المسألة تأخذ بعدها بشكل كبير مع اقرار قانون اللامركزية الادارية الذي تمت صياغة جميع بنوده بالتعاون مع وزارة الداخلية وباشراف القصر الجمهوري ومشاركة كبار القانونيين والاختصاصيين في هذا المجال، وسيحال المشروع الى الحكومة فور تشكيلها”.
واذ اكد ان “اللامركزية تعزز الخيار الانتخابي للمواطن”، شدد على انها “ليست شكلا من اشكال الفيدرالية، وهي أصبحت ضرورية وملحة لمواكبة التقدم لان المركزية لا تستطيع تلبية المتطلبات العصرية واحتياجات المواطنين الى الخدمات”.
وختم موجها تهنئته الى المجلس البلدي ب”هذا الانجاز، على ان يستتبع بانجازات أخرى تخدم الناس وتريحهم”.
بعد ذلك قدمت الفنانة بريجيت ياغي أغنية خاصة بالرئيس سليمان، بالتعاون مع طلاب مدرسة الاليزيه في الحازمية، ثم هدية رمزية اليه، جرت بعدها إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وسط إطلاق الاسهم النارية.
تهنئة من ميقاتي وسلام
وكان المجلس البلدي تلقى تهنئة من الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام.