رادار نيوز- فرضت هيئة سوق المال الفرنسية أكبر غرامة في تاريخها على اللبناني جوزيف رعد وقدرها 14 مليون يورو، بتهمة جمع 6,2 مليون يورو، خلال تداول غير شرعي.
وصفت هيئة سوق المال الفرنسية رعد بأنه “خبير محترف في السوق”، بالحصول على معلومات حول عملية استحواذ وشيك من قبل شركة السكك الحديد الفرنسية SNCF على الشركة الاوروبية للمعدات اللوجستية “جيوديس” geodis.
وقد ساعده في ذلك ابن خالته شارل روزييه، وهو مصرفي في بنك “يو بي اس” للأعمال، بتسريب هذه المعلومات له في العام 2008. وقام رعد في حينه بشراء أسهم بقيمة 8 ملايين يورو في GEODIS خلال فترة أسبوعين فقط قبل الإعلان عن عملية الاستحواذ، وذلك عقب اجتماع ابن خالته مع مسؤول تنفيذي كبير في مصرف UBS على دراية بصفقة البيع.
ولفتت هيئة سوق المال الفرنسية إالى خطورة عمليات الاستحواذ التي قام بها جوزيف رعد، نظرا إلى الاتجاه النزولي والسيولة المتدنية لشركة GEODIS، واستنتجت انه لا يمكن تفسير تلك الصفقة سوى بأن رعد كان على يقين بأن سعر الاسهم سيرتفع. فقد تبيّن خلال تحقيق الهيئة الى أنه في 20 آذار 2008، وبعد أقل من 24 ساعة على معرفة شارل روزييه بصفقة الشراء، بدأ جوزيف رعد شراء اسهم شركة GEODIS، وفي غضون عشر جلسات تداول فقط، بلغ معدل شرائه 10 آلاف و779 سهما في الجلسة الواحدة، بما يمثل 87 في المئة من متوسط حجم التداول اليومي للشركة.
واوضحت الهيئة ان جوزيف رعد لم يبد، قبل صفقة Geodis – SNCF ، أي اهتمام في قطاع النقل والخدمات اللوجستية. ولكن خلال الإعلان الرسمي عن الصفقة، كان في محفظته 107 آلاف و787 سهما في GEODIS، ممّا سمح له بجني 6 ملايين يورو، فاعتبرته خبيرا محترفا في السوق وبقواعد التداول
وتمّ تغريم جوزيف رعد 14 مليون يورو اي نحو 19 مليون دولار، فيما بلغت غرامة ابن خالته شارل روزييه 400 الف يورو بسبب تسريبه معلومات سرية واستخدام منصبه المصرفي، في حين قالت الهيئة ان ممثليها طلبوا، بعد تحقيق فُتح في 21 نيسان، فرض غرامة بقيمة 1,5 مليون يورو على روزييه و”مبلغ لا يقل عن عشرين مليون يورو” على رعد، مشيرةً إلى ان لجنة العقوبات المستقلة، الهيئة الوحيدة التي يمكنها فرض غرامات، “قررت فرض اكبر عقوبة مالية منذ تأسيسها”، بعدما كانت فرضت على مجموعة “ال اف ام اش” للمنتجات الفاخرة اكبر غرامة في العام 2010 بلغت ثمانية ملايين يورو.
وكان جوزيف رعد، الذي لا يتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر، موظفا سابقا في قسم الاعتمادات في بنك الاعتماد اللبناني في بيروت، إلا انه غادر المصرف منذ 5 سنوات اي في العام 2008 عندما تمّت الصفقة التي قام بها، ولم تدم وظيفته في البنك لأكثر من 3 سنوات، حسب ما ذكرت صحيفة “الجمهوية”.