رادار نيوز- أكد الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله في حديث إلى محطة “أو.تي.في” أن “الاتفاق النووي له تداعيات كبيرة جدا، وإن الرابح الأكبر شعوب المنطقة، خصوصا منطقة الخليج ومنطقتنا. بعض الدول كان يدفع باتجاه الحرب ضد ايران، ولو تم ذلك، لكانت نتائجه خطيرة جدا، ولكنني لا أقول إن هذا الاتفاق الغى خيار الحرب نهائيا، لكنه دفعه الى بعيد”.
أضاف: “لا أعتقد أن اسرائيل يمكن أن تقدم على خطوة قصف المنشآت الايرانية من دون ضوء أخضر أميركي. لذا، فإن الرابح الاكبر باستبعاد خيار الحرب هي شعوب المنطقة. ومن النتائج المهمة للاتفاق تكريس تعدد الاقطاب في العالم، بحيث صارت هناك مجموعة دول وليس قطبان فقط، مما يفتح الآفاق ويمنع الهيمنة ويفتح الباب لمناورات، ويعطي فسحة لدول العالم الثالث في البحث عن الحلول”.
وردا على سؤال عما دفع الغرب الى هذا الاتفاق، قال: “هناك تحولات مهمة جدا حصلت مع العالم، فالاتفاق مرحلي، ولكن هناك من سارع الى وصفه بأنه اتفاق بين ولي الفقيه والشيطان الاكبر. إن الأميركي في عهد المحافظين الجدد ذهب الى حروب كبرى، وكان له مشاريع كبرى منها الشرق الاوسط الجديد واحتلال العراق وافغانستان، لكن كل ذلك ادى الى فشل في هذه السياسة. كما انهم فشلوا في السيطرة على سوريا، ولم يستطيعوا اسقاط وعزل ايران، رغم قساوة العقوبات عليها”.
أضاف: “مقابل ذلك هناك ازمة مالية واقتصادية تهدد دولا اوروبية، ونحن نلاحظ كيف ان المانيا تشكل رافعة للاقتصاد الاوروبي. هذه نتائج سياسة اميركا، وهذا ما وصلت اليه ايران، رغم محاولتها تعليق التخصيب مرارا، لكن المحافظين الجدد كان لديهم مشروعهم الرافض لأي حل مع ايران”.
ولفت الى “عدم رغبة اميركا في خوض حروب جديدة، وهذا مؤشر لفتح حوار”.
وأشار إلى أن “الأميركي كان يريد فتح ملفات غير النووي في الحوار مع الايراني، من خلال الروسي والعماني”، وقال: “ليس من مصلحة ايران فتح كل الملفات مرة واحدة”.
وتطرق إلى “مسألة الخطاب الايراني منذ الإمام الخميني الراحل، والمتعلق بالعداء للمشروع الاسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين”، مشيرا الى “ان الايراني كان يقول اذا فاوضنا الاميركي من الند إلى الند، من أجل أن يعطوا شعوب المنطقة حقوقها، فنحن جاهزون للحوار”.
وأكد أن “التحول حصل عند الاميركي، وليس عند الايراني”، وقلل من “أهمية الكلام عن الاصرار على حصول تطبيع في المدى المنظور بين اميركا وايران”.
ولفت إلى “مناصبة بعض دول الخليج العداء لإيران عكس ما كانت تحاوله ايران من سعيها للتواصل مع هذه الدول”، مشيرا إلى “محاولات الايراني تطمين الخليج وخصوصا السعودية، لأن دول الخليج الأخرى رحبت بالاتفاق النووي”.
وعن احتمال تحسن علاقة ايران مع السعودية، قال: “هناك مشكلة حقيقية في هذا الموضوع، فإيران منذ سنوات تسعى إلى فتح الأبواب مع السعودية، ولكن كل محاولات فتح الأبواب شلت. وإن السعودية عملت على إغلاق الأبواب. وهناك وساطة باكستانية بين الطرفين، لكن السعودية رفضت”.
وعن رهانات السعودية، قال: “مشكلتها أنها تعاطت منذ البداية مع إيران بعدائية، عبر دعمها لحرب صدام حسين على إيران لمدة ثماني سنوات، فهذه الحرب ادت الى أن يدفع شعبا البلدين، إضافة إلى الفلسطينيين والخليجيين الأثمان. ورغم ذلك، لم يوقف السعودي حربه على ايران لا اعلاميا ولا غير اعلامي. إذا، إن المشكلة الجوهرية تكمن في هذا الجانب مع السعودية، التي تشن حروبها بالواسطة وبالمال في العراق وسوريا ولبنان وافغانستان وباكستان، وحتى في داخل ايران. وإن الحل الأول يكمن في تحديد النقاش حول العلاقة التي تريدها السعودية”.
ولفت إلى “أن تصريحات الوزير ظريف تضمنت إبداء الرغبة بزيارة السعودية، وحتى الآن لم يسمع ردا”.
وعن توصيفه لمعنى المشكلة الجوهرية، لا سيما ما يتعلق بتصريح الامير الوليد بن طلال قال: “لا اريد التعليق على كلامه، لكني قرأت تصريحات انتقدت رأيه تمثل اهل السنة والجماعة”.
وطالب ب”إبراز التفويض الذي أعطاه إياه اهل السنة كي يقول ما قاله”، مذكرا أن “السعودية كانت على مشاكل مع عبد الناصر، فهل كان شيعيا. إن السعودية تفترض نفسها قائد العالم الاسلامي، ولا تقبل بشريك، فهذه مشكلة حقيقية. لذا، أنا اصنف المشكلة مع السعودية بأنها سياسية لا مذهبية”.
وكشف عن “زيارة لمبعوث قطري قبل يومين له”، واصفا المبادرة القطرية ب”شأن مخطوفي اعزاز بالطيبة”، نافيا “أن يكون حزب الله قد أساء لـي طرف في خطابه السياسي، بما فيها السعودية”.
وقال: “منذ بداية الأزمة في سوريا، قلنا إن لا خيار الا بالحل السياسي”.
وكشف عن “عدم انقطاع خط التواصل مع قطر، رغم وجود خلاف في السياسة في ما يتعلق بسوريا. ورغم الخلاف الشديد مع تركيا لكن علاقاتنا معها لم تنقطع أيضا لا مع سفيرها ولا في الزيارات المتبادلة. أما الجديد فهو على صعيد العلاقات الايرانية – التركية حيث يحاول التركي ترتيب علاقاته، لأن تركياـ بحسب رأيي، خسرت في سياساتها التي ادت بها الى مشاكل مع سوريا والعراق، والى حد شبه قطيعة مع ايران. وأتوقع عدم تمكن اردوغان من أن يصلي في المسجد الاموي، كما اعلن مرارا. وتركيا خسرت أيضا في علاقاتها مع مصر، ولديها مشاكل داخلية”.
وعن القضية الفلسطينية، قال: “إن موقف ايران منها هو عقائدي، وخطابها السياسي لم يتغير لا قبل ولا بعد. وكذلك، فإن موقفها من المقاومة لا يتغير. لذلك، ان ايران لا تضع ملفاتها دفعة واحدة على طاولة النقاش”.
وتساءل “عما وصلت اليه المفاوضات؟ وعلى ماذا حصل الفلسطيني في هذه المفاوضات؟ وقال: “هل ان مسار التفاوض مع الاسرائيلي وصل الى تحقيق الحد الادني؟ هذا المسار محكوم بالفشل مع الاسرائيلي، وطبيعة هذا المثلث بلا أفق”.
وردا على سؤال حول إيران، قال نصر الله: “إنها الدولة الاقليمية الأشد تأثيرا بين دول المنطقة، وهي تتشاور معنا وتأخذ برأينا، ولا يقتصر ذلك على الدائرة اللبنانية، إنما في المنطقة ايضا. ولو أن علاقة الفريق الآخر مع أسياده، كما علاقتنا مع ايران، لما كانت في لبنان مشاكل، فنحن لا نسأل ولا نستأذن ايران، في ما سنفعل. ونتمنى أيضا لو ان الفريق الآخر لديه ولي فقيه”.
وأشار إلى أن “ايران حصلت على ما تريد من الاتفاق النووي مرحليا، وهي لا تريد تصنيع سلاح نووي”، مشددا على ان “هذه التسوية لن تقلق لا سوريا ولا نحن، ولكن على غيرنا ان يقلق في حال حصول تسوية سياسية اوسع”.