رادار نيوز- شارك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور في مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي المنعقد في دورته الاربعين في كوناكري عاصمة غينيا في حضور اعضاء الوفد اللبناني الذي ضم سفير لبنان في السعودية عبد الستار عيسى والقائم بأعمال سفارة لبنان في غينيا فرح فرح ومدير مكتب الوزير منصور ريان سعيد، وقد القى منصور في جلسة المؤتمر التي انعقدت ظهر اليوم بتوقيت بيروت الكلمة التالية:
“يسرني ان استهل كلمتي هذه، بشكر جمهورية غينيا على حسن تنظيم هذه الدورة، وحفاوة الضيافة. كما اتقدم بالشكر والتقدير لمعالي البروفيسور اكمل الدين احسان اوغلي على ما بذله من جهود ومساع لتحديث واصلاح المنظمة وعلى جعلها احدى المنظمات الدولية الفاعلة والمرموقة”.
اضاف: “اود ان أهنىء ايضا معالي الدكتور اياد مدني لتوليه منصب الامانة العامة، ونحن على ثقة من انه سيزيد من فعالية وحضور المنظمة بما عرف عنه من نشاط مميز”.
وتابع: “تنعقد هذه الدورة والدول الاسلامية تمر بالعديد من التحديات السياسية والامنية. ولعل اول هذه التحديات الصراع العربي الاسرائيلي الذي لا يزال يشكل القضية الاساس لعالمنا العربي والاسلامي، وكان من احد اسباب تأسيس هذه المنظمة. فالتحدي الإسرائيلي المتمثل بإنتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان في الاراضي الفلسطينية وإستمرارها في مصادرة الأراضي وتهجير السكان وتغيير الديموغرافيا في القدس الشريف. وإستمرارها في عدوانها وخرقها اليومي للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا ضاربة عرض الحائط القرارات الأممية، وزرعها لشبكات التنصت الموجهة ضد لبنان ومؤسساته الأمنية والعسكرية، منتهكة بذلك القوانين الدولية والحريات الفردية والخصوصية للمواطن اللبناني”.
واردف: “إن لبنان يحتفظ بحقه في تحرير اراضيه ومقاومة اسرائيل وهو حق وطني اقرته الشرعية والاعراف الدولية وهنا يجب التمييز بين هذا الحق والارهاب الذي يعاني منه لبنان اسوة بكثير من الدول الحاضرة في هذا الاجتماع. فالحركات الدينية المتطرفة التي ترفض الأخر، والتي لن توفر بلدا، والتي تمارس أعمالا إرهابية تشهدها يوميا دولنا في المشرق في العراق وسورية ولبنان. هذا البلد الذي شهد مؤخرا سلسلة تفجيرات كان أخرها التفجير الإنتحاري الذي إستهدف السفارة الإيرانية في بيروت، وأوقع عشرات الضحايا أغلبهم من المدنيين الأبرياء. إننا مدعوون لمكافحة الإرهاب أينما كان وأينما حل، ومدعوون لتجفيف مصادره ومنابعه المالية والعسكرية، لأن موجات الإرهاب التي تتمدد في دولنا بإستمرار، وإن وفرت دولة من دولنا اليوم فإنها لن توفرها غدا”.
وقال: “إن الازمة السورية تقلقنا جميعا ونحن مدعوون اليوم للبحث عن حل سياسي من خلال الحوار بين مختلف الأفرقاء، ولا شيء غير الحوار. فإستمرار تدفق السلاح والأموال والمقاتلين القادمين من أكثر من 40 دولة إلى سورية لا يؤدي إلى الحوار، ولن يزيد الأوضاع إلا دمارا وقتلا وخرابا. وهنا تكمن مسؤوليتنا في العمل على إنجاح جنيف 2 لإخراج سورية من أزمتها وإعادة الإستقرار والأمن لها”.
اضاف: “إن الأزمة السورية تسببت أيضا بمأساة إنسانية شهدتها دول الجوار، وذلك من خلال نزوح مئات الالاف من السوريين إليها، و منها بلدي لبنان الذي تدفق إليه ما يزيد عن مليون و200 ألف نازح سوري الأمر الذي شكل عبئا ثقيلا – وهو البلد الأصغر- حيث كان لهذا النزوح تأثير سلبي على الصعد الإقتصادية، الأمنية، الإجتماعية، السياسية، الصحية و التعليمية. وهنا نذكر أننا قدمنا لاجتماعكم الكريم تحت بند المواضيع الانسانية مشروع قرار بشأن النازحين السوريين في لبنان يثمن الجهد الجبار الذي تقوم به الدولة اللبنانية في استقبال ورعاية النازحين بالرغم من ضآلة امكانياتها، كما يدعو القرار الدول الاعضاء والمنظمات الدولية الى تقديم الدعم اللازم للبنان لمواجهة الاعباء المترتبة عن هذا الوضع”.
وتابع: “بناء على ما تقدم فإننا ندعو كافة الدول الاعضاء القادرة الى تقديم الدعم المادي للحكومة اللبنانية اما مباشرة او عبر الآلية التي وضعها لبنان بالتعاون مع الامم المتحدة في نيويورك في ايلول الماضي. إن لبنان يرحب بالقرارات المتعلقة بحظر الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الاوسط ويثني على ادانة اسرائيل لحيازتها هذه الاسلحة الفتاكة. كما يعبر عن قلقه الشديد للتأجيل المتكرر للمؤتمر المعني بجعل المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل. ونرى في هذا التأجيل مثالا واضحا على سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الدول الراعية للمؤتمر التي لم تستطع حمل اسرائيل على المشاركة فيه”.
وختم: “إننا نتطلع إلى منظمة فاعلة، واعدة لشعوبها تسعى إلى تحقيق الأهداف النبيلة من أجل حرية الإنسان، ومستقبله وتحقيق التنمية والتقدم التي تطمح إليه شعوبنا. فالتعاون الجدي فيما بيننا لتطوير مجتمعاتنا وتحسين ظروف الحياة فيها ومحاربة الفقر والمرض والأمية، وخلق فرص عمل جديدة والإستفادة الجدية من الطاقات البشرية والموارد الطبيعية والإقتصادية والمالية والعلمية المتاحة، ما يعزز قدرتنا على مواجهة التحديات التي تعترض مجتمعاتنا”.
جلسة خاصة
وكان وزراء خارجية منظمة دول التعاون الاسلامي عقدوا صباح اليوم جلسة خاصة حول القدس الشريف في العاصمة الغينية كوناكري ناقشوا خلالها افكارا لحماية هذه المدينة المقدسة من التهويد والمزيد من الاعتداءات الاسرائيلية المتتالية.
مداخلة
وقد كانت مداخلة لمنصور اشار فيها الى انه “منذ اليوم الثاني لاحتلالها للقدس الشرقية العام 1967 وحتى اليوم تقوم اسرائيل بسياسة القضم والضم ومصادرة الاراضي وتغيير الديموغرافيا وطرد السكان، ولم تأبه يوما للقرارات الدولية ولا للمؤتمرات والتوصيات”.
اضاف :”اما الافكار المطروحة حول التحرك لدى الهيئات الدولية فلن تفي بالحاجة ولا تكترث اسرائيل لها”.
وسأل: “ما هي الاجراءات التي يجب ان نتخذها ضد اسرائيل؟ علينا ان نتخذ اجراءات حاسمة وجدية دبلوماسية وسياسية واقتصادية وتجارية ومالية تجاه اسرائيل لان هذه الاجراءات وحدها كفيلة بأن تحقق ما نريده للقدس ولا شيء غيرها.




