رادار نيوز – نقلت وسائل الاعلام عن أوساط فاتيكانيّة تخوفها “من الفراغ في الرئاسة الأولى، الأمر الذي ينعكس على دور المسيحيين داخل السلطة بمزيد من التهميش والتغييب”، مشيرةً الى ان”كل المؤشرات تظهر أن الاستحقاق الرئاسي ما زال أولويّة مسيحية فيما يجب أن يكون أولويّة وطنيّة، لأنّ انتظام عمل المؤسسات لا يتكامل إلا من خلال الرئاسات الثلاث والسلطتين التشريعيّة والتنفيذيّة.
واعتبرت الاوساط أن تأليف الحكومة أراح المجتمع الدولي من خطورة الفراغ، خصوصاً في ظلّ حكومة ائتلافيّة جمعت تيار “المستقبل” و”حزب الله”، فضلاً عن أنّها نجحت في تخفيف الاحتقانات وتنفيس الشارع، وبدأت خطّة أمنيّة وأعادت الحياة الى مجلس النواب، الأمر الذي يعني في نظر البعض أنّ عدم انتخاب رئيس جديد لن يكون آخر المطاف طالما أنّ الوضع مستتبّ والأمور تسير على ما يرام”.
وأكدت الأوساط أن “هذا التفكير يدلّ على أنّ أولويّة بعض العواصم الغربيّة تتركز على البحث في طريقة جَمع المكوّنَين الشيعي والسنّي حول طاولة واحدة من دون إعطاء أيّ اعتبار للمكوّن المسيحي، وهذا التفكير، في حال ترسّخ من خلال الفراغ، يؤدّي الى نتيجتين سلبيتين:
– الأولى: انهيار النظام اللبناني بالشكل المتعارف عليه، أي لبنان الرسالة والنموذج والعيش المشترك، لأنّ أهميّة هذا البلد لا تكمن في ادارة النزاع أو العلاقة السنيّة – الشيعيّة انما تكمن في ادارة التنوّع بين المسيحيين والمسلمين، وبالتالي، تغييب العامل المسيحي يعني نهاية لبنان الذي نعرف منذ قيام دولة لبنان الكبير عام 1920، ثمّ ميثاق 1943 واتفاق الطائف عام 1980، والدخول في تجربة جديدة لا تشبه لبنان القديم”.
– الثانية: يخطئ من يعتبر أنّه يمكن إضعاف المكوّن المسيحي أو إهماله وتهميشه نتيجة التوافق الشيعي – السنيّ الذي أنتج استقراراً في هذه المرحلة، لأنّ هذا الاستقرار معرّض للانهيار في أيّ لحظة خصوصاً أنّ التوتّر السنّي – الشيعي ليس من طبيعة لبنانيّة انّما له امتدادت إقليميّة، من هنا تبرز الحاجة الى تعزيز الحضور المسيحي داخل الدولة ومؤسساتها من أجل أن يؤدي في الوقت نفسه دور العازل للفتنة بين السنّة والشيعة ودور الجسر بينهما”.