رادار نيوز – ضمن برنامجها “ما بتعتّم عصوت لبنان” الذي يبث عبر أثير إذاعة صوت لبنان (93.3)، تناولت الإعلامية ريما صيّرفي مراحل إنتخاب الرئيس اللبناني الراحل الياس سركيس في العام 1976 حتى وفاته في العام 1985، وذلك في ذكرى إنتخابه رئيساً خلفاً للرئيس الراحل سليمان فرنجيه ( 8 أيار 1976).
وسردت في الفقرة المخصصة عن الرئيس سركيس كيف تم إنتخابه قبل 4 أشهر من إنتهاء ولاية فرنجيه، لتجنيب لبنان الدخول في الفراغ الرئاسي، مقارنة بما يحصل اليوم وفي هذه المرحلة تحديداً، والمخاوف من دخول لبنان الفراغ الرئاسي في حال لم يتم الإتفاق على رئيس “توافقي”.
وخلال الحلقة أجرت صيرفي مداخلة مع إبن شقيق سركيس، رئيس بلدية “الشبانية – المتن الاعلى” كريم سركيس الذي رسم مقارنة بين سياسيين الأمس واليوم، وكيف كان سابقاً يوجد بُعُد وفكر سياسي بعكس ما يجري اليوم من إستهتار وإستخفاف من قبل النواب بحق الشعب اللبناني. مضيفاً أنه “في مرحلة إنتخاب الياس سركيس قبل 4 أشهر من الإستحقاق الرئاسي، ورغم الحرب الأهلية والقصف العنيف في كافة مناطق بيروت إلا أن كافة النواب إجتمعوا في قصر منصور – المتحف (الذي كان مقراً لإجتماع النواب بدلاً من المجلس النيابي الذي تعرّض للدمار في وسط بيروت)، لانه كان لديهم إجماع نيابي على ضرورة إجراء هذه الإنتخابات مسبقاً، وقبل أن تتطور الأمور (إشتداد الحرب الأهلية)، ويذهب لبنان إلى النفق المجهول.
وفي سؤال من ريما حول صحة المعلومة المتداولة بين الأوساط السياسية والإعلامية عن أن الرئيس الياس سركيس ترك القصر الجمهوري في العام 1985 تاركاً مبلغاً وقدره مليون ليرة لبنانية في عهدة المصرف المركزي دونما إستخدامه أو صرفه، كنوع من الآمانة ونظافة كف سركيس. أكّد كريم سركيس أن هذه الحادثة صحيحة وان المبلغ المذكور جاء كهبة من السعودية إلى لبنان، حينها قام الرئيس سركيس بوضعه مناصفة بإسمه وإسم حاكم مصرف لبنان (قيمته اليوم حوالي 20 مليون دولار أميركي) معتبراً أن هذه الهبة أتت بإسم لبنان وليس بإسم سركيس، لذا لم يمد يده على المبلغ.
وتناولت الحلقة مرحلة مرض ووفاة الرئيس سركيس في العام 1982 عن عمر يناهز الستين عاماً، في فرنسا إثر إصابته بمرض نادر يشبه “الباركنسون” فتك بعضلاته وخلايا جسمه وأدى إلى وفاته بعيدا عن الوطن، وذلك قبل يومين من قراره العودة إلى لبنان.
كما تطرق كل من صيرفي وسركيس إلى طبيعة الرئيس الراحل الياس سركيس حامل لقب “الرئيس الصامت” كونه كان مهذباً جداً ونظيف الكف، وإعتبر إبن شقيقه أنه لو بقي الرئيس الراحل إلى يومنا هذا لما كان تأقلم في هذا الجو المليء بالسرقات والنهب والرشاوى.
تجدر الإشارة إلى أن الياس سركيس هو الرئيس اللبناني الوحيد الذي بقي عازباً ولم يتزوج.