رادار نيوز – نفذ الأساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية إعتصاما، بعد ظهر اليوم في ساحة رياض الصلح، مطالبين باقرار التفرغ، وتلت الدكتورة ميرفت بلوط بيانا جاء فيه:
“أيها السياسيون، انقذوا الجامعة اللبنانية، أقروا التفرغ من وجع المعاناة أتينا، من مرارة الغربة في وطننا علت صرختنا أن ضمدوا جرح الجامعة النازف.
من الشمال إلى النبطية، من الحدث إلى الفنار، ومن البقاع إلى صيدا، جئناكم جميعا لنقول لكم: انقذوا الجامعة الوطنية التي تجمعنا جميعا على كل انتماءاتنا ومذاهبنا وتمثل أهم عنوان للوحدة الوطنية.
انقذوا جامعة الوطن يا زعماء هذا الوطن. لا تدعوا نار خلافاتكم وتجاذباتكم السياسية تحرق ارزة لبنان الشامخة التي هي الجامعة اللبنانية. هذه الجامعة التي رفع خريجوها إسم لبنان عاليا في كل دول العالم. هذه الجامعة التي تضم أكثر من 70000 ألف طالب وطالبة لا يستطيعون بغالبيتهم تحصيل التعليم الجامعي في الجامعات الخاصة. بالله عليكم إذا إنهارت الجامعة فأي جيل للوطن سنبني وأي مستقبل لأبنائه نحضر. أنحضرهم للبطالة وحمل السلاح؟
لقد شبعنا شعارات رنانة من كل المسؤولين حول النهوض بالجامعة اللبنانية وأهمية ملف التفرغ والحاجة الملحة الى اقراره. أما آن الأوان كي تقرن الأقوال بالأفعال؟! إن إقرار التفرغ لا يشكل أي إنتصار لفريق على الأخر بل هو إنتصار للجامعة والجامعة فقط.
إن هذه القضية الوطنية تستحق أن تكون من أولويات حكومة المصلحة الوطنية. حيث أن إفراغ الجامعة من اساتذتها وانهيارها وهجرة الأدمغة لهو أشد خطراً من أي خضة أمنية في البلد لأن نتائجه ليست آنية بل كارثية ومدمرة للمجتمع ولمستقبل الآف الطلاب.
من هنا نتوجه اليكم أيها السياسيون لنقول لكم اتفقوا ودعوا مناكفاتكم جانبا فالواجب الوطني يناديكم أن اقروا التفرغ في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، أن انقذوا الجامعة، انقذوا الجامعة قبل أن تنهار.
نعم، لقد بدأنا إضرابا مفتوحا منذ أسبوع ولا تراجع عنه ولا يتحمل مسؤولية ضياع العام الدراسي على الطلاب سوى رجال السياسة الذين غاصوا في وحول مناكفاتهم على مدار اعوام عدة ونسوا أن الضحية الأولى هي الجامعة وأن المجزرة الكبرى هي في حق اساتذتها. نعم هذا الإضراب هو كي يبقى شعارنا خالدا لا يموت: الحكومات تتبدل ونور الجامعة لا ينطفئ. اننا سندافع عن هذا الصرح التربوي ليبقى نوره يشع على مدى الأجيال. نعم إنه إضراب العزة والكرامة، إضراب النصرة لجامعتنا وللجامعة فقط.
تصلنا بعض مواقف المديرين للضغط على الاساتذة لتسليم الأسئلة نقول لهم: المطلوب اليوم تأمين استاذ للجامعة لا عامل بالسخرة وبالمصالحة من أجل مصلحة الطلاب.
وأخيرا، نردد كما في كل مرة، لن ندخل إلى القاعات إلا بعد صدور قرار التفرغ ونشر اسمائنا في الجريدة الرسمية. لن نترك الساحات حتى إقرار تفرغنا.
لا تسليم أسئلة قبل ان يجيب المسؤولون عن اسئلتنا، لا تصحيح قبل ان يصحح المعنيون أوضاعنا، لا امتحانات قبل أن ينجح المسؤولون في امتحانات اقرار ملف التفرغ”.