رادار نيوز – أن يلقى تنظيم إرهابي دعمًا من أنظمة سياسية أو منظومات مالية، لأمرٌ مألوف في زمن السياسة العالمية الرديء، المتلطي خلف شعارات حقوق الإنسان والسلام العالمي، والمحلِّق في سماء الإعلام بجناحي ملاك طاهر!!!
ولكن أن يتحول هذا التنظيم في ليلة ليلاء، نظام حكم ويقضي على حضارة عريقة، ويعمل سكينه ذبحًا في رقاب الناس الذين لا يؤيدونه،ويهدد ليس الجوار فحسب، بل والعالم بأسره، وسط تواطؤ أو سكوت أو عجز، فهذا ما لم يستطع عقلي أن يقبله، ولن يرضاه عاقل على وجه الأرض.
لن أزيد أكثر في هذا الزمان الداعشي، سوى ما كتبته لحظة اجتاح هذا التنظيم الخارج من كتاب ما قبل التاريخ، جزءًا كبيرًا من العراق، وهو اليوم يتهيأ لإعلان دولته… لعل من لا يفهم بلغة البشر، يفهم بالشعر، لغة الآلهة:
يَحْيَا الزَّمَانُ الْفَاحِشُ
دُوَلٌ؟ أَقُولُ: هَوَامِشُ
أَلْمَالُ فِيهَا زَارِعٌ
وَالْجَهْلُ فِيهَا نَاكِشُ
وَالْحِقْدُ مِنْ أَجْسَادِهَا
يَقْتَاتُ – وَيْحِي – نَاهِشُ…
فَمَعَ الْغَنِيِّ وَدُودَةٌ
وَمَعَ الْفَقِيرِ فَوَاحِشُ
وَسُيُوفُهَا بَتَّارُ ذَا
بِصَلِيلِ ذَاكَ… وَبَاطِشُ،
نَامَتْ عَلَى إِرْهَابِهَا
فَازْوَرَّ مِنْهُ كَادِشُ
إِلَّا عَلَيْهَا مَا جَرَتْ
أَنْيَابُهُ… فَتَنَاتَشُوا
يَا عُرْبُ… مَا بَقِيَتْ لَكُمْ
هَذِي الْبِلَادُ وَنَاقِشُوا
فِي الْجِنْسِ، فِي التَّكْفِيرِ، فِي
تَرَفِ الْفَتَاوَى، نَاقِشُوا
لَا وَعْدُ أَمْرِيكَا وَلَا…
سَيُعِينُكُمْ… فَتَطَارَشُوا
أَلْيَوْمَ بَيْنَكُمُ اسْتَوَى
مَلِكًا عَلَيْكُمْ “دَاعِشُ”
هُبُّوا؟ لَعَمْرِي صَرْخَةٌ
مَنْ قَالَ يَصْحُو الْخَارِشُ؟
هَيْهَاتِ أَنْ تَصْحُوا، فَلَا
يُرْجَى، كِتَابُ، الْهَامِشُ
زَمَنُ الْحَضَارَةِ قَدْ مَضَى
هَذَا الزَّمَانُ… دَوَاعِشُ!!!
أللهم إني عبَّرت…
هامشان:
- هامش أول:لعبة الفقراء لا يستطيع مشاهدتها إلا الميسورون والأغنياء. إنها سياسة الفيفا التي أفقدت كرة القدم جماليتها وعفويتها وبراءتها ومتعتها، وحولتها مؤسسة تدر أرباحًا بالملايين، ليس إلَّا.
فأن تُحرم شعوب متابعة هذا الحدث العالمي، أيًّا تكن الحجة أو السبب، لجريمة تتغاضى الفيفا عن ارتكابها، لأن من واجبها الاشتراط على أي ناقل رسمي للعرس الكروي أن يعوِّض ما أنفقه لنيل الحق الحصري في التغطية والبث، من المعلنين الميسورين، لا من الشعوب “المعتّرين”، مثل فضل حكايتنا.
أول مونديال أحس فيه أنني أحيا في عصر ما قبل التاريخ… ألسنا في زمن “داعش”؟
- بين دمعتين لا بين هلالين: جاورته على هذه الصفحة من نحو سنة… شباك مقالي يفتح، مرة في الأسبوع، على سنديانة روحه، هو الكتائبي الأصيل العريق الملتزم مبادئه، المناضل الوطني من موقعه الحزبي، والاسم الذي تمر به أسماء كثيرة وتنحني.
النائب الثالث لرئيس حزب الكتائب المحامي أنطوان ريشا، مؤرخه وذاكرته، وإن لم أكن على معرفة شخصية عميقة به، ولقاءاتنا محدودة، جعلني غيابه أحس أني فقدت فيئًا كان يظللني، كلما تجاور مقالانا.
يا جار القلم… دمعتا حبرٍ على رحيلك. لكنني سأظل كلما فتحت شباكي، أرى صورتك في جناح عصفور غطَّ يستريح على تلك السنديانة.
حبيب يونس