رادار نيوز – أن اصيب القصد كله أو بعضه في دقائق معدودات فطموح لا أدعيه، حتى ولو كان الوقت أوسع والمجال أرحب. فكيف بي في هذه الدقائق المعدودات أن أقوم بإرتياد معالم سيرة مشرفة، سيرة رائد من رواد الأغتراب، وفارس من فرسانه، أعني به (السيد رياض العلي)…
انني حين أصبوا إلى الحديث عنه لا أطمح الى أكثر من أن أخط بعض الأسطر، جل أمنيتي فيها أن تصيب من سيرته الحافلة بالإنجازات والمواقف… رياض العلي المثقف تفكيراً وسلوكاً، والإنسان تسامحاً وفهماً وقبولاً، ابن القرية اللبنانية الأصل نشأة وتربية تل عباس الغربي إحدى قرى قضاء عكار في محافظة الشمال..
سمعنا منه كيف كان يذكر الماضي كعاشق يستعجله موعد مع المكان الذي أعاد الينا الزمان، الحاضر معه في العقل والوجدان، وفي جو من المعاناة والمقاساة ومن حيث لايدري اني سأكتب عنه…
انه تربى على حب الارض والإنسان، آسفاً مثل الكثيرين من ابناء جيله كيف أن الحرب الأهلية التي مرت على لبنان سرقت طفولته واحلامه، وحمّلته المسؤولية، بينما كان في الرابعة عشرة من عمره إلى جانب والدته ولوحدهما، نسبة الى الظروف الصعبة التي اصابت والده المعيل الأول لعائلتة من خلال حادثة سير أقعدته سنوات…
جاء رياض العلي في أحاديثه العفوية، ليعيد صياغة الماضي بالمستقبل، فكان هو المحور والأساس الذي عمل في الأرض والطموح، حيث قدم نفسه طيراً حلّق بعيداً.. هرباً من نيران الحرب المميتة…ليستقر في وطن ثانٍ عاصف مليء بالتحديات … علّه يجد الأمان .. وفي خضم هذا كله، يقال ان ما يحدد الأمم ليس الحدود بل الأفعال والطموحات وبالتالي الثقافة…
فكان رياض العلي من هؤلاء ومن بين الناطقين بإسم لبنان وأول المتحدثين بصيحته الهادئة التي أخذها معه وتجاوز حدود لبنان العظيم الى العالم الغربي وبلاد الانتشار..
ختاماً تحية لهذا الأنسان الرائع الذي هو مدرسة في العطاء وحب البذل في سبيل المبدأ. تمنياتنا له الاستمرار بالتوفيق وأن يمده الله بأسباب القوة التي تمكنه من إنجاح مشاريعه وفي مواجهة تحديات هذا العصر، عصر المتغييرات والتطورات…
وأخذ الله بيده لما فيه الخير له ولأمثاله من لبنان النجباء…