رادار نيوز – اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي انه “في مثل هذا اليوم من عام 2006 كان مجاهدو المقاومة ينفذون عملية ناجحة تمكنوا فيها من أسر جنديين إسرائيليين، وكان هذا اليوم بالذات إيذانا ببدء عدوان عسكري إسرائيليٍ على لبنان، وهذا العدوان لم يكن ردا على عملية الأسر بل كان جزءا من عملية سياسية غربية قام بتنفيذها الإسرائيليون وشاركهم فيها لوجستيا واستخباراتيا الولايات المتحدة والأميركية وبريطانيا ودول أخرى عربية وغير عربية، وهدفت هذه العملية الى استئصال المقاومة من أساسها ومن جذورها والقضاء على إرادتها عند اللبنانيين وتحديدا عند الجنوبيين منهم”.
وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة عيتيت الجنوبية: “إننا واجهنا العدوان الإسرائيلي على مدى ثلاثة وثلاثين يوما، وكانت المواقف المتحدية لشعب ولجمهور المقاومة قد حرصت على ألا يسجل الاعلام لا سيما المعادي منه أي صرخة خرجت من فم أحد تتأوه وتتأفف أو تبدي ألما، ولقد أدرك شعب المقاومة أن المعركة تقتضي الصمود والصبر ولذلك يجب ألا يسمع العدو منا كلمة التأوه، لأن هذه الكلمة تغريه بمزيد من القصف والعدوان رهانا منه على إمكان التركيع.
إننا نتذكر عام 2006 ليس لأنه جزء من التاريخ فحسب بل إن الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي آنذاك لا تزال قائمة حتى الآن، إذ بفعل هذه الحرب وردنا عليها تمكنا من تثبيت قواعد لا يجرؤ العدو على اختراقها، وحين حاول تعديل قواعد القتال ووجه بضربات مؤثرة وموجعة جعلته ينكفئ”.
واردف: “إننا نتذكر أحداث حرب تموز في العام 2006 تزامنا مع أجواء الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده على أرض فلسطين المحتلة ولا سيما في غزة، وينبغي أن نذكر العالم بأجمعه أننا نحن أكثر من على وجه الأرض ممن هو قادر على الاحساس بآلام الشعب الفلسطيني في غزة، فهذه البيوت التي تتدمر رأيناها من قبل عندنا بأضعاف مضاعفة، وصور الأطفال والنساء والشيوخ الذين يقتلون رأيناها عندنا في شتى الحروب، ولذلك نستطيع القول اليوم أننا نحن في المقاومة وفي حزب الله وفي الجنوب والبقاع والضاحية وفي مجتمع المقاومة في لبنان أكثر من يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني متضامنا وداعما بما تستلزمه موجبات التضامن والدعم من مسؤولية وموجبات.
إننا تحملنا مسؤولياتنا على الدوام في نصرة الشعب الفلسطيني ولا زلنا في هذا الموقع الذي هو النصير الأول للشعب الفلسطيني المقاوم، ولسنا في صدد تعداد قائمة بما قدمناه ونقدمه للمقاومة الفلسطينية، فإنما نقوم بواجبنا لا أكثر ولا أقل بل نقوم أيضا بما نعشق ونود في مواجهة الظالمين حين يمارسون طغيانهم على المظلومين، وإنطلاقا من معادلة عام 2006 نستطيع أن نرى اليوم ما يحصل في غزة، فنحن في عام 2006 عرضت سوريا من خلال موقف رئيسها الدكتور بشار الأسد أن تتدخل على نحو مباشر الى جانب المقاومة في مواجهتها للعدوان الإسرائيلي، وهذا الأمر سبقت الإشارة إليه على لسان سماحة الأمين العام من قبل حيث كان جوابه بأننا لا نريد تدخلا مباشرا فإن لنا الثقة بقدرتنا وبقدرة مجاهدينا على هزيمة العدو وعلى دحره إلى الوراء وعلى تسجيل الإنتصار، واليوم تستطيع غزة أن تحقق إنتصارا شبيها بالإنتصار الذي حققناه في عام 2006 إستنادا الى ما تمتلكه من قدرات صاروخية وقتالية تراكمت على مدى سنوات”.
وشدد على ان “غزة اليوم تقدم التضحيات دماء وشهداء وحجارا وأشلاء ولكننا نثق بأن هذا المشهد الأليم سوف يختتم بمشهد انتصار سيكون عرس فرح لكل الأحرار في العالم، وخلال 33 يوم رأينا التدمير ولكن في 14آب توافد قوافل العائدين الى الجنوب لترسم آنذاك أسطورة لا زالت قائمة حتى الآن وهي عودة المهجرين من أرضهم منتصرين إلى أرضهم، واليوم غزة تواجه العدو الصيوني ونحن على ثقة بأن ما تمتلكه من رصيد صاروخي تمكنها من مواصلة القتال لأمد طويل، وأن الخبرات التي اكتسبها مقاتلو المقاومة في غزة قادرة على هزيمة أي محاولة اختراق اسرائيلي بل إن الإجتياح البري الإسرائيلي لغزة سيكون بداية انتصارها وبداية تسجيل هزيمة بحق هذا العدو حين سيواجه بأس المقاتلين وقدراتهم.
إننا لم نغب يوما عن نصرة الشعب الفلسطيني، ولذلك نؤكد ونعلن بأننا نقف الى جانب هذه المقاومة الفلسطينية وقفة مسؤولة، فإذا كان من موقف نعلنه اليوم ونحن نستعيد نصرنا في عام 2006 فهو تذكير من لا يعلم أن ما تحقق في عام 2006 كان انتصارا بإعتراف الإسرائيلي نفسه، وإن هذا الإنتصار هو من حدد المسارات السياسية التي اتخذت فيما بعد، وعندما عجزوا عن سحق المقاومة في لبنان لملموا وجههم إلى ضرب الحلقة الواصلة بين مركز من مراكز المقاومة وبين مركز آخر فاستهدفوا سوريا، وكانت المقاومة هي المستهدفة في عام 2006 في الإجتياح وهي المستهدفة حين جرى الإعتداء ويجري على سوريا، فالمقاومة هي المستهدفة أينما كان سواء في لبنان أو غزة أو في أي مكان آخر لأن المراد أن لا يبقى إلا التكفيريون الضالون الذين يوجهون سلاحهم إلى الناس فيذبحونهم، وأن لا يبقى إلا المستسلمون الذين يريقون ماء وجوههم على اعتاب عدوهم”.
واشار الموسوي الى ان “مسؤوليتنا اليوم هي في أن نحافظ على بقاء المقاومة، وقد حافظنا عليها في عام 2006 وكان الواحد منا إذا سأل أمام بيته المدمر أو أمام طفله المذبوح عن موقفه كان جوابه كله فداء للمقاومة وسيدها، فهذه العبارة على تلقائيتها وعفويتها وبساطتها كانت هي الرد الأساسي على محاولة استئصال المقاومة، واليوم هذه المقاومة في لبنان باتت أقوى بأضعاف مضاعفة مما كانت عليه من قبل.
إن المعادلة لدحر العدو كما تعلمناها من عام 2006 تكمن في صمود المجتمع أن لا يصرخ متألما وفي استمرار المقاومة بقصف الصواريخ على أماكن العدو جميعا وفي تمكن المقاومين من كسب الهجوم البري، فبهذه العناصر تستطيع المقاومة في فلسطين أن تنتصر وستنتصر بإذن الله”.
وشدد على ان “المطلوب في لبنان من المعنيين هو أن يسهلوا عمل السلطات على النحو الذي من شأنه أن ييسر شؤون الناس وأن يحل مشاكلهم، واليوم نحن على باب إصدار نتائج الإمتحانات الرسمية التي يتوقف عليها تحديد مصائر أبنائنا الطلاب وهذا الأمر متوقف على إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وهذا ما يفرض على المعنيين أن يتجاوزوا مواقفهم المسبقة وأن يبادروا إلى إطلاق العمل التشريعي من أجل إقرار السلسة والرواتب وغيرها من الشؤون التي يتعلق بها مصير الناس”.
وختم الموسوي: “اننا ندعو مرة أخرى إلى إيجاد صيغة لإطلاق العمل التشريعي وإلى جلسة قريبة للمجلس النيابي لتعكف على مناقشة سلسلة الرتب والرواتب وأن تقرها، وأن تتخذ الإجراءات القانونية التي تتيح للحكومة أن تنفق في الإطار القانوني وأن لا تضطر إلى أساليب مطعون بها قانونا، فكما سبق لنا أن اتفقنا على آلية لإطلاق العمل الحكومي يجب اليوم أن لا نتأخر في المبادرة عن الذهاب إلى المجلس النيابي لإتخاذ المواقف اللازمة، واليوم الطلاب والأساتذة ينتظرون المجلس النيابي وبالتحديد الذين يعطلون انعقاده، ويجب أن يتحمل هؤلاء مسؤولياتهم حيال تضييع عام من عمر أبنائنا الطلاب، ولذلك ندعوهم إلى التوقف عن تعطيل العمل التشريعي وإلى أن نلتئم قريبا في جلسة للمجلس يحدد فيها مصير طلابنا وأبنائنا ومعلمينا والرقعة الواسعة من شعبنا، فهذا ما ندعو إليه على قاعدة العمل الوفاقي من أجل تحقيق ما هو صالح للناس”.