أهداف “أوفسايد” – حبيب يونس

الإثنين, 14 يوليو 2014, 9:23

رادار نيوز – سُدل الستار على مونديال البرازيل. شهرٌ أسر العالم في الملاعب وعلى الشاشة الصغيرة، إذ طغت وقائع المهرجان العالمي على ما عداها.طويت صفحات الخيبات والدموع، الحزينة منها والفرحة. برز نجوم، أفل نجم آخرين. حُطمت أرقام. سجلت مفاجآت… ومرَّ الحدث، في سلام، وقد حمته ذراعا تمثال السيد المسيح على الجبل المعروف بـ”مونتي كريستو”، في ريو دي جانيرو… الذي لم يجرؤ المعلقون الفاشلون لتلك المحطة الرياضية العربية (ما خلا واحدًا)،على ذكر من يمثل، واكتفوا بعبارة “التمثال الشهير”، كلما دارت عليه الكاميرا.

فازت ألمانيا… واكتشفنا، بانتصارها المستحق، لون أسنان مدربها يواكيم لوف الذي لا يضحك، عادة، للرغيف السخن. وفشلت البرازيل، في استضافتها الثانية كأس العالم، على أرضها، في أن تتوَّج على ملعب الماركانا، أحد أشهر الملاعب في العالم، وتركت غصصًا في قلوب عشاقها، لغياب لمسات لاعبيها الساحرة، وعقم خطط مدربها.

سُدل ستار المونديال… لكن مونديالًا آخر مستمرًّا عندنا ومن حولنا، لا تسجل فيه الأهداف إلا من تسللات فاضحة، يحتسبها الحكم الدولي صحيحة، ولا مين شاف ولا مين دري.

–      هدف “داعش” الأوفسايد المفضوح، بإقامتها دولتها وإعلان “الخلافة”، من دون أن يهتم العالم لخطر هذه الجماعة الإرهابية الآتية من مجاهل التاريخ، إلا بالكلام… أما في لبنان الذي ما زال، إلى الآن، يدرأ انعكاسات “الداعشية”، فوُجد من يصفق لذاك الهدف، ويردِّد مع المعلق “وسسسسسسع”!!!

–      هدف إسرائيل الأوفسايد الوقح، وهو ليس الأول لها ولن يكون الأخير، في مرمى غزة… بكل ما خلفه من إجرام طاول أطفالًا وأبرياء، ومن دم ودموع ودمار، من دون أن يكتب لها النجاح في عمليتها، أو “تُوَفَّق” في اغتيال قيادي، ولو من الصف الثاني ممن تستهدفهم غاراتها، أو تَردع صواريخ الغزاويين عن السقوط على مدنها… هي تُـ”وَسسسسسع” ملاجئها، وما يسمى المجتمع الدولي يـ”وسسسسع” ذمته تبرئةً لها، وقد نسي ضميره ربما في خزانة أحد أكبر المصارف.

–      أهداف التسلل بالجملة التي تسجلها في مرمى الإنسانية والحضارة، دول محظية لدى دول القرار، إما لموقعها وإما لثروتها، فلا ترعوي عن دعم إرهاب، أو تمويل مسلحين، أو التخطيط لانقلاب هنا أو لحرب هناك. وكلما فشلت وأمعنت في الفاولات والتجاوزات، “وسسسسسع” لها الحكم الدولي المرمى أكثر… ولسان حالها “يا رب تجي في عينو”.

–      أهداف الأوفسايد المتوالية على مرمى النسيج الاجتماعي، بالتجنيس غير المستحق، بالسلاح المنضبط وغير المنضبط في المخيمات، بقنبلة اللاجئين السوريين التي لا أحد يدري متى تنفجر، وقد تُركت تكبر ويزيد خطرها، على رغم أن من حذَّر منها، حين كان أعداد هؤلاء اللاجئين يعد بالمئات، “وسسسسع” له الغيارى على الإنسان والأخوة والعروبة، قاموس اتهاماتهم، ولاسيما منها الاتهام بالعنصرية، وشتائهم ومزايداتهم… وها هم اليوم، هؤلاء الغيارى ما غيرهم، يقفون عاجزين أو متواطئين، وعسى أول شظية من تلك القنبلة، لا تصيبهم بسوء. سلامتهم من أي شر.

–      أهداف التسلل بالجملة والمفرق التي دكها اتفاق الطائف في مرمى الوحدة والشركة الوطنيتين، وفي غياب حكم الساحة وحكمي الراية والحكم الرابع… حل الشغور الرئاسي، للمرة الثانية منذ تطبيق ذاك الاتفاق، وفرطت المؤسسات، وتركت الأمور على غاربها، وهيهات لمن استأثر بالكرسي أن يـ”وسسسسسع” لأحد أن يشاركه فيها. ونعم المشاركة.

–      هدف الأوفسايد البشع الذي سجله إرهابي لبناني في مرمى هيبة السلطة، إذ ما إن قُبض عليه، حتى أُخرج من السجن بموكب رسمي وبطنة ورنة، وصار رمزًا ومضرب مثل لممتهني الإرهاب. يأسرون المدن،يروِّعونالناس، يستهدفون الجيش اللبناني، يعبثون بالأمن، وحين يصبحون خلف القضبان، في إمارتهم التي كانت تُسمى سجن روميه، يجدون من يجعل من إرهابهم قضية، وتحت ضغط هؤلاء يخرجون معززين مكرمين، وتُـ”وسسسسسع”لهم الساحات وتُزين. فالساحات لهم، وليالي الساحات ونهاراتها، بهم مزينة. قوموا ع الدبكة.

–      هدف حيتان السلطة والمال الذي يُسجل كل لحظة، من تسلل ولا أفدح، في مرمى لقمة العيش. حذار أن يمس أحد مصالحهم أو يمد يده على جيوبهم. أما حقوق العمال والأساتذة والمعلمين والموظفين والعسكريين والأمنيين، المترجمة في سلسلة الرتب والرواتب، فثمة من يـ”وسسسسسع” لها دروب المماطلة وطرق الوعود وأوتوسترادات الحرص على خزينة الدولة… وعش يا فقير.

هذا غيض من فيض أهداف التسلل التي لا تنتهي، في “مونديال” لا يأتي منه إلا الهم والقلق والخطر، ولا يعمم سوى الموت والخراب، ولا يبرز سوى المشاهد الدموية المقززة…

وإذا كنا عرفنا نتيجة مونديال البرازيل، فالرجاء ممن يجد غرابًا أن يسأله نتيجة ما سيسفر عنه “المونديال الداعشي”، وماذا سيحل بنا، أكون له من الشاكرين.

حبيب يونس

إضغط هنا
Previous Story

حظك الأثنين 14 تموز 2014 مع ليلى المقداد من رادار نيوز

Next Story

جريج :للاسراع في انتخاب رئيس بعيدا عن الصراعات المعرقلة وعلى ايران تفهم السياسة الحيادية للحكومة

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop