رادار نيوز – يتابع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مسألة سقوط الطائرة الجزائرية التي كانت تقل 19 لبنانيا على متنها. وفي هذا الإطار، جرى اتصال مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، حيث تبادل الوزيران التعازي بالضحايا الذين سقطوا جراء هذا الحادث الأليم، واستعرضا الإجراءات التي اتخذتها كل من وزارتي الخارجية في بيروت وباريس بهذا الشأن. ووضع فابيوس جميع إمكانيات دولته بتصرف الدولة اللبنانية لتسهيل عملها، وشكره باسيل على هذه اللفتة الإنسانية وعلى ما تقدمه فرنسا بهذا الخصوص.
كما تواصل الوزير باسيل هاتفيا مع نظيره المالي عبدالله ديوب وشكره على ما تقوم به دولته من إجراءات لتسهيل عمليات فرق الطوارئ التي انضم إليها منذ يوم أمس سفير لبنان في السنغال خليل الهبر، على أن يتبعه الوفد الرسمي اللبناني خلال الساعات المقبلة.
وقدم باسيل التعازي إلى المسؤولين في بوركينا فاسو التي فقدت 23 من رعاياها في حادثة الطائرة، مشددا على هول المصيبة التي أصابت الدولتين، وشكرهم على مواساتهم للجالية اللبنانية في بلادهم. وتواصل أيضا مع وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، وبحثا في ظروف الحادث في المسائل التقنية التي أدت إلى سقوط الطائرة، وأكد له الوزير الجزائري على استعداد شركة الطيران الجزائرية لتحمل المسؤولية المترتبة عن هذه الفاجعة.
وأكد جميع الرسميين الذين تواصل معهم باسيل استبعادهم سقوط الطائرة نتيجة عمل إجرامي، مرجحين سقوطها بسبب عطل فني أو تقني دون إغفال عامل العاصفة الرملية.
من جهة أخرى، اتصل باسيل بعائلات وأقارب ضحايا هذه الكارثة مقدما واجب العزاء ومتمنيا لهم الصبر والسلوان لما أصابهم من فاجعة.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين كلفت فور تبلغها خبر الحادثة، سفاراتها في الدول المعنية التدقيق بالمعلومات وإجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات المحلية، خصوصا مع أبناء الجالية الذين أصيبوا بفقدان عزيز عليهم. وشكلت بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وفدا للانتقال إلى مالي لمتابعة الإجراءات الطارئة مع السلطات المحلية لمواكبة عمل خلية الأزمة المتواجدة هناك: يضم الوفد المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، والطبيب الشرعي فؤاد أيوب، إضافة إلى ضابطين من الأمن العام والجيش اللبناني. وسينتقل الوفد إلى بوركينا فاسو لتقديم واجب العزاء والمواساة إلى أقارب وعائلات الضحايا اللبنانيين من أبناء الجالية.
كما باشرت الفرق المختصة، قبل مغادرة الوفد من بيروت، بأخذ عينات من الحمض النووي لأقارب الضحايا تمهيدا لمقارنتها مع الحمض النووي للجثامين في مالي. وتقوم الوزارة بتسهيل الإجراءات الإدارية والقنصلية المتعلقة بسفر الإعلاميين إلى باماكو، عاصمة مالي. ولكن الظروف الأمنية الصعبة التي تشهدها مالي لا تسمح للوزارة أن تأخذ على عاتقها تنقل الصحافيين داخل الأراضي المالية.
ميدانيا، تفيد المعلومات الأولية كما وردتنا من سفير لبنان الموجود في مالي، أن الطائرة سقطت في منطقة نائية شرق مالي، على الحدود مع بوركينا فاسو ويصعب الوصول إليها، وهي تبعد مسافة 120 كلم عن مدينة غاو، حيث من المتوقع أن تنقل الجثامين في مرحلة أولى قبل نقلها إلى باماكو. وتقوم سلطات مالي بالتعاون مع فريق فرنسي بهذه العملية الدقيقة. وأفاد السفير نقلا عن خبراء الطيران استبعادهم سقوط الطائرة نتيجة أعمال أمنية أو إرهابية.
وعثرت حتى الآن فرق العمل على صندوق أسود واحد وهي تتابع البحث عن الصندوق الثاني. ومن المتوقع أن يقوم الفريق التقني الفرنسي بالكشف الميداني على مكان سقوط الطائرة خلال الساعات المقبلة.
وكانت شركة الطيران الجزائرية رتبت صباح اليوم، انتقال وفد من وإلى بوركينا فاسو يضم ممثل عن كل جالية منكوبة لتفقد مكان سقوط الطائرة.
أما الإجراءات الأولية والطارئة المفترض القيام بها فهي تتضمن المباشرة بنقل جثامين الضحايا من مكان سقوط الطائرة إلى المختبرين الميدانيين في غاو وباماكو لأخذ عينات من الحمض النووي DNA، على أن يتم مطابقتها مع العينات التي سبق أن أخذت في بيروت. ويشرف على عمليات التدقيق فريق اختصاصي فرنسي، ينضم إليه الطبيب الشرعي مندوبا عن الوفد اللبناني. وبعد هذه الإجراءات الأولية، تنقل الجثامين إلى مركز رئيسي حيث يتم تسليمها إلى ممثلي الدول التي يحمل الضحايا جنسيتها.
في موازاة ذلك، تؤكد وزارة الخارجية والمغتربين على قيامها بما يمكن لمتابعة هذه الكارثة والوقوف إلى جانب أهالي الضحايا، وتلفت إلى أن الصعوبات كبيرة بحجم المصاب. إلا أن هذه العملية، أي الوصول إلى الضحايا وانتشال الجثث والتدقيق في الحمض النووي ومقارنتها مع العينات ستتطلب وقتا وجهدا من الفرق الفنية والطبية قد يستغرقان أياما، ما يستدعي صبرا من الأهالي إضافة إلى وقع ويل هذه الفاجعة التي ألمت بهم.