الكلمة للرَّينجر وحدَه!!! – حبيب يونس

الإثنين, 4 أغسطس 2014, 9:44

“كونوا في السُّكوت أيها السَّامعون”… دعوة إلى المؤمنين تسبق فصل الإنجيل الذي يتلى خلال القداس.

“إخرسوا وابلعوا ألسنتكم قبل أن تُقطع وتُرمى للكلاب”… دعوة إلى مسؤولين وسياسيين وحزبيين وإعلاميين وحتى روحيين، شرَّعوا، باحتضانهم الحال الداعشية، مهما تنوعت مسمَّياتها، أبواب لبنان للخطر. وها هو الخطر يدخل سافرًا عن حقده  ودمويته وإرهابه، في محاولة لإلحاق الوطن المبتلي بهذا الصنف من البشر المرتزق العميل، بدولة داعش ومن يقف خلفها، داعمًا إياها أو ساكتًا عن فظائعها أو متواطئًا معها أو مصفقًا مهللًا لسلوكها الما قبل تاريخي.

ولكن “ما همّ… نحن خُلقنا بيتُنا الخطر” على ما يقول الكبير سعيد عقل. إذ عندما يكون لبنان في خطر، أيما خطر، لا يعود اللبناني يعرف إلا لبنان. قلت اللبناني، ولم أقصد هؤلاء العملاء الصغار، لأنهم لا يستحقون شرف حمل الجنسية اللبنانية.

مهلًا، يا ضباط جيشنا وجنوده الأبطال. أظنكم هذه المرة أخطأتم في ترتيب أولويات المعركة. فقبل أن تستكملوا تحرير عرسال من إرهاب داعش، أطفئوا أجهزتكم وهواتفكم، ولا تردوا على أي مسؤول. أنتم في حال دفاع عن النفس، بعدما استباحت داعش مراكزكم في محيط عرسال. فقبل مواجهة وحش داعش هناك، يجب القضاء على الخطر الداهم الساكن في صحن الدار، أي كسر الخنجر المغروز في الظهر. جردوا حملة على هؤلاء العملاء، واقبضوا عليهم واحدًا واحدًا، ما همَّ حصانة أو حظوة، ومزقوا كل غطاء أو خيمة فوق رؤوسهم، واسجنوهم تحت سابع أرض كي يخرسوا الآن ويريحونا من داعشية إطلالاتهم وسم بياناتهم وزعيق أصواتهم، في انتظار أن يحاكَموا بعد فراغكم من معركة تطهير لبنان من النتن الداعشي.

هذه، يا ضباطنا وجنودنا المرداء، معركتكم الكبرى والأخيرة، فحاربوا الآن، عن عقد ونيف من التخاذل أمام الظاهرة الداعشية، وإن لم تكن معروفة بهذا الاسم، منذ جريمة الضنية، مرورًا بملحمة نهر البارد، ومن ثم ملحمة عبرا، وما بينها من جرائم استهدفت إخوة لكم في السلاح، من عكار التي شاءها مسؤول أميركي عندما استكشفها أن تكون جيبًا خلفيًّا للمسلحين في سوريا، ولما لم تُفلح في “الامتحان”، كان البديل عرسال، إلى طرابلس زعران المحاور، إلى أقصى الجنوب… ولتكن مقبرة الإرهاب وبداية زوال داعش والداعشية، أرض المعركة التي تخوضون الآن، وتسقون بدمائكم تراب عرسال وجوارها، كي نبقى على قيد الحياة، كي يحيا لبنان.

الكلمة لكم. الكلمة للرينجر وحده، في المعركة التي سميتموها السيف المسلط (الأصح المصلت، أي المجرد من غمده)، علَّكم بها “تكنِّسون”، بدربكم، “قَشّة لفّة”، أيضًا، خدعة النأي بالنفس، وكذبة نُصرة هذا المذهب أو ذاك، ونكتة “إعلان بعبدا” السَّمجة، وتصريحات ومواقف لحفنة من الدجالين المخاتلين الصغار لا تحمل إلَّاعلى التقيؤ، ولاسيما منها تلك التي ما استحت أن تطلق إرهابيًّا أوقف، أو تتهجم على الجيش، أو تدعو إلى الانشقاق عنه، أو تجد مبررات لهذا الحراك الداعشي، وتوفر له بيئة حاضنة، أو تقطع الطرق وتهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، كلما اعتقلت الأجهزة الأمنية إرهابيًّا أو خلية إرهابية، أو كلما أجهضت فتنة.

الكلمة لكم، ولرينجركم وحده، فلا تسمحوا، بعد اليوم، بعقد صفقات على حساب دمائكم وتضحياتكم، خصوصًا أن معلومات أمنية توقعت، قبل أيام ليس إلَّا، أن يلجأ الدواعش إلى أسر ضباط وجنود، لمبادلتهم بدواعش سجن روميه المركزي. وها قد تم لهم ما أرادوا.

الشعب يناشدكم، ضباطنا وجنودنا الشجعان، أن تكملوا المعركة، مهما اتسعت وتطورت، حتى خواتيمها السعيدة، وكل منَّا نصيرٌ لكم في أي موقع كان: يد على الزناد أو على القلم، لأن الانتصار فيها وحده يبقي لدينا الأمل في أن نستيقظ غدًا، ولبنان ما زال وطنًا على الخارطة، حرًّا سيدًا مستقلًّا، لا رهينة من رهائن داعش ومن يقف وراءها.

برينجركم حرِّروا عرسال الضحية، تحرروا الوطن. برينجركم أخرسوا أولًا وأخيرًا أصوات الخيانة الداخلية، ومن يسكت عنها أو يسوِّق لها، حتى إذا ما أشرقت شمس النصر، حفرتم لأصحاب هذه الأصوات حُفرًا، على قياس كل منهم، فلا تزيلون الغبار عن رناجركم إلا فوق رؤوسهم، حتى “يطمَّهم”… خير قصاص لمن خان وتخاذل وباع واشترى، وتاجر بدمائكم الطاهرة وبتضحياتكم.

ولأن جُلَّ هؤلاء نحفظ تاريخهم، عن ظهر قلب، تعلق في ذاكرتنا حقيقة أنهم ممن قبَّلوا طويلًا جزمة المحتل، فكانت سلَّمَهم إلى السلطة والمال. فرجاءً، لا تدعوهم يستطعفون رناجركم، فهذا شرف لا يستحقونه.

حبيب يونس

إضغط هنا
Previous Story

قيادة الجيش تنعي المقدم الشهيد نور الدين الجمل

Next Story

استشهاد المقدم البطل في الجيش اللبناني داني حرب

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop