رادار نيوز – حلمت في القدم، مجموعة من الناس، بتأسيس دولة مستقلة، حرة، بعيدة عن كل وصاية وانتداب. حاربوا، قاتلوا، اعتصموا، واستعملوا جميع الوسائل السياسية والديبلوماسية، وعندما اتحدوا تحقق الحلم وأبصر لبنان النور.
تقاتلوا في ما بينهم على المناصب، فتزعزع الحلم وتلاشت أثاثاته.
تفشى الطمع وتعاظم، فانتشر القتال بين صفوف الجماعات الى أن وصل حدّ الإقتتال بين أفراد الجماعة الواحدة … ورغم الدمار ورغم الألم وبدم الشهداء بقي لبنان واجتاز مرحلة الحرب الأهلية وعاد يحلـّـق، ولو كفينيق مكسور الجناح.
واليوم … المشهد قاتم .
جمهورية بلا رأس … حكومة عاجزة عن العمل … أمن بالتراضي … نواب مدّدوا لأنفسهم وسوف يمدّد لهم … سياسيون يحلمون بالكراسي ويضحون في سبيلها بالغالي والنفيس … شعب يلهث خلف لقمته … نقابات لا يقدّر رؤساؤها وأعضاؤها الخطر بقدر ما يحتسبون تعويضاتهم الخاصة … أساتذة يراهنون على مستقبل التلاميذ من أجل حفنة من النقود … روتين اداري يقتل الطموح … شعب مقسوم بين فئة محرومة مدقعة وأخرى تتباهى بأغلى الأسعار التي تسرفها على الكماليات …
وبعد،
من سرق منا الحلم؟
من حوّل وطننا الى ملجأ لكل جار، قريب أو بعيد، حتى بتنا في وطننا مشرّدين؟
أين لبنان الحلم؟
أين جمهورية بشاره الخوري وبيار الجميل وكميل شمعون وطلال ارسلان وكل رجالات الإستقلال، جمهورية الحلم المنشودة في اربعينيات القرن الماضي؟
نحن نعيش أسوأ أيام التاريخ الحديث … ولا ندري … وإن علمنا نتغاضى ونسهر ونرقص على أوتار الدمار الشامل المتربّص بنـا …
من سرق منا الحلم ؟ وحوّل بلدنا الى جمهورية الحلم المسروق؟
نحن أطفأنا شعلتنا بيدنا … فلا نتقاذفنّ التهم … نحن شعب فشل في ادارة جنــّـة على الأرض فحوّلناها جحيماً يهرب منه حتى الكافر!