رادار نيوز – وللأسف فإنه أمام ما يرتكبه تنظيم «داعش»، من جرائم بحق المدنيين في سوريا والعراق، فإن مواقف المجتمع الدولي مخزية وغير كافية، فعلى سبيل المثال نلاحظ أن الضربات الجوية الأميركية ضد التنظيم في شمالي العراق دون المستوى، وخاصة أن مختلف الخبراء والباحثين يؤكدون أن إجراء واشنطن هو فقط لحماية مصالحها، وليس من أجل حماية الإنسان العراقي.
إنطلاقاً مما سبق، ينتقد استاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية وليد عربيد، أداء المجتمع الدولي والأمم المتحدة إزاء هذا الخطر الإرهابي، معتبراً أن («داعش» صناعة استخباراتية اميركية وهذا الوحش انقلب على من أوجده).
عربيد يرى أن «المؤسسات الأممية تعي خطر صعود «داعش»، والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان تأخذ ما يبث من مشاهد الذبح والقتل من أجل الإستفادة منها في الداخل الغربي ليس من أجل محاربة خطر داعش فقط، بل من أجل عكس صورة الإسلاموفوبيا في الغرب بأن المسلم إنسان متوحش يجب التصدي له».
ويؤكد عربيد أن «الأمم المتحدة هي اليوم أداة بيد الولايات المتحدة الأميركية، التي تستغلها وفقاً لمصالحها. وما تصدره الأمم المتحدة من قرارات لا يطبق، علماً أنها المنظمة الأممية المسؤولة عن حياة الإنسان ومصالحه». برأي عربيد، أميركا تحاول اليوم الاستفادة من التناقضات في منطقة الشرق الأوسط، ومن وجود داعش والجماعات التكفيرية من أجل تفتيت وإعادة ترتيب العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وتشويه صورة الإسلام.
ويخلص عربيد في الختام إلى أن «الغرب غير قادر على ايجاد حلول في مواجهة الإرهاب، حيث إن هناك مسعىً قوياً من أجل بث الفتن بين الاسلام والمسيحية، خصوصاً بعد الحديث عن صدام الحضارات والأديان نتيجة ما يحصل، وهذا كله يصب في خانة المصلحة الأميركية، التي تستغل كل ما يمكن من تناقضات من أجل مصالحها»
علي مطر