وداعاً حكمت العيد : قائد النضال في الظل

السبت, 11 أكتوبر 2014, 1:20

غداً سيغمرُ طيبُ الثرى وجهَك
ويبكيكَ الشجر والبشر وحنان الحجر…
غداً ستمشي أنتَ في دمنا
وتتكاثفُ فينا غيومَ عروبةٍ
تُمطرُ صمتاً مدويّاً معطّراً
يكسرُ ضجيج الموت…
غداً لن نلبسَ ثوب الحداد
فقد تركنا السوادَ لأهل السواد…
راياتنا حمراء خضراء ملوّنة
كشارات يساركَ خفّاقة…
يا عيداً للحكمة
يا شاكراً للنعمة
يا نظيفَ الكفِّ
يا قويَّ النفسِ
ما غرّكَ يوماً لا جاهٌ ولا منصبٌ
يا رجلاً ما كسرتْ جسارتَك قسوةُ الحياة…
يا رجلَ الحياة
وفارسها وحبيبَها…
يا إبن عين زحلتا ونبع الصفاء…
يا وليدَ جبل النور
وعاشق بيروت المقاومة…
قمّ حيّي الرفاق يا بطل الوفاق
تحتاجُكَ المنابرُ والمعاركُ في زمن النفاق…
يا رفيق الكرامة والنضال النقيّ
يا صاحب الوسامة والقلب الفتيّ
يا مثال الشرف والتضحية والوفاء…
تستهيبكَ الحروف
وشِعري في حضرة فكرك ينحني…
تشتعلُ القصيدةُ في فمي ناراً
وفي صدى صوتي رصاصاً
يتفجَّرُ حقّاً بهيّاً لا يعرفُ مهاندةً
ولا رياء…
إلتقيتُكَ قليلاً
وعرفتُكَ كثيراً
هكذا تكون شفّافةً دوماً نفسُ القادة النبلاء…
لن يهزمَ زندَك موتٌ ولو كابشَ
فاليسار في ضمير روحكَ عاصفةً
زادُ فكرٍ لأجيالٍ
ستبقى تستظلُّ بأمثالكَ من الهامات…
من قتل الظلام بضحكةٍ رقيقةٍ لا يطويه زمنٌ
وقد زرعَ الحلمَ وعداً جميلاً صادقاً
فأثمرَ ثورةَ إستقلالٍ تعمّدَ بدمّ الشهداء…
نستذكركَ في هدوئكَ المدويِّ
في رؤيتكَ الثاقبة
في وقفتكَ المجبولة عزّةً
وفي مواقفكَ المتحركة في وجه الغوغاء…
قلّ لمن يخافُ على أهل التوحيد لَهُوَ مخطىءٌ
القوّةُ للفكر والغلبةُ للحقِّ والخير
والعلمنةُ والحريةُ في جيناتنا أبداً غرّاء…
وقد أتينا من الأصول ونعرفها
لكنَّ وجهتنا الشمسُ ودرب المحبة والإباء…
نحنُ السباعُ لا نهابُ ضباعاً
والغدُ في قلوبنا إنفتاحٌ لا يسَعهُ فضاء…
ما صلّينا ولن نصلّي إلا للعقل
ولا ولن نسجدُ إلا لرب الكعبة والسماء…
لكَ الرحمةُ يا أخي حكمت
في وداعكَ أحمًّلُكَ سلامَ عين زحلتا وأهلها
لمن سبقوكَ من أبنائها البارّين
على درب الضوء والنضال والصفاء…
إلى إنعام رعد سلامٌ
والى باسل فليحان وغازي كرامه
والعديد من الراحلين الأوفياء…
ستبقى أرضنا مقلع الرجال لا تخفّ
رمزَ الوطنية الخالصة
وقلعة القومية والعروبة والعمل والسخاء …

وائل كرامه كرامه
10/10/2014

مهداة لروح المناضل المحامي حكمت العيد نائب رئيس حركة اليسار الديمقراطي
عضو أمانة تجمُّع 14 آذار وأحد أهم أركان ثورة الإستقلال في لبنان…
الرحمة لروحه والصبر والسلوان لأهله وأصدقائه ومحبِّيه …

إضغط هنا
Previous Story

إعدام الصحافي رعد العزاوي على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق

Next Story

وسط تداعيات “كوباني”.. الأكراد يصرخون.. أين مسعود البارزاني؟

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop