رادار نيوز – رأى رئيس الحكومة تمام سلام أنه “اذا اردنا ان نستعرض حالنا اليوم بما كان يجب ان تكون عليه تأسيسا الى تاريخنا الحديث المتمثل برجال الاستقلال وبالسعي لتوظيف كل القيادات اللبنانية لتمكين الاستقلال، فلا شك اننا تراجعنا كثيرا وضعفنا كثيرا وكذلك ضعف من حولنا النسيج العربي وضعف وتفتت ليصل الى الارهاب والتشنج وكل ذلك له آثار سلبية على لبنان”.
وأضاف سلام في حديث عبر إذاعة “صوت لبنان” (الضبية): “الكل يعلم ان لبنان بلد صغير وفعله أكبر من حجمه، لكن قناعات ومفاهيم ورؤى لبنان كانت دائما محط نقاش لدى الجميع لكن للأسف سنة بعد سنة، وسوء استعمال هذا الاستقلال أضعف البنيان وأضعف تكويننا في لبنان”.
ولفت الى أن “لبنان أصبح عليلا بدل ان يكون منيعا وقويا، لكن علينا ان لا نستسلم لأن لبنان لديه تاريخ مع السعي لحياة كريمة”، مشيرا الى أن “الوضع في البلد متماسك بالنسبة لأمور عديدة تساعد على ذلك ولكن في ظل الاداء غير الناضج وغير المسؤول من قبل بعض القيادات نجد ان البلد يتم السعي الى تجميد وتكبيل العمل فيه وعدم السعي للخروج من الأزمات التي يواجهها”.
وشدّد سلام على أن “المسؤولية لا تقع لا على المجتمع ولا على الشعب بل على القيادات في لبنان. هناك دول تسخر لها قيادات تأخذها إلى أماكن استضعاف ويبدأ الانهيار. نعم في فترة من الزمن احتل البلد قيادات لا ترى العمل العام إلا بمقاييسها ونفوذها ونفوذ من تمثل”.
وأكد أن “في بداية تسلمي لتأليف الحكومة دعوة الى التواضع وقلت انه يجب ان يكون مدخل لحل مشاكلنا في لبنان والتواضع مدخل للحوار، أما الغرور فلن يؤدي الى مداخل لحل أمورنا وادعو الجميع الى التواضع والابتعاد عن كل ما يعزز الغرور”.
وقال سلام: “أعلم ان هناك ممن يعلقون على موضوع التسوية ويقولون ان الستويات لا يمكن ان تبني بلد، والحقيقة هي انه في بلد مثل لبنان فيه كل التنوع وكل الفئات والاديان لا يمكن ان يستمر ويبقى ويتعافى من دون تسويات بين أهله وعلى الجميع ان يعمل باتجاه التسوية لانها تحفظ للجميع مكاناتهم ولكن ليس على حساب الآخر”.
وأضاف: “ما هو متوفر خارجيا باتجاه لبنان هو فقط من اجل منعه من الانهيار والتفكك في ظل الانهيارات والتفككات التي تحصل في المنطقة، والاهتمام بلبنان اليوم هو فقط من اجل منعه من الانهيار ولكن الاخذ بيده من اجل الوصول الى حلول من اجل اموره الداخلية المستعصية فالأمور لم تنضج بعد”.
وتابع: “في تاريخ لبنان كل الرؤوساء الذين جاؤوا الى السلطة عبر الخارج او تداخلات او املاءات باستثناء الانتخابات التي حصلت عام 1970 عندما فاز الرئيس سليمان فرنجية بفارق صوت واحد وأعتبرها قمة الديمقراطية او ذروة الانتخابت، ولكن كل الانتخابات الأخرى في لبنان كانت تأتي برئيس اما بتأثير او بتدخل او املاء او ترتيب من الخارج وهذا الامر يجب عدم اخفاؤه ويجب الا نسمح لاحد ان يأخذنا الى هذا الأمر ولذلك علينا الاسراع في انتخاب رئيس”.
وشدّد على أن “في لبنان لا يمكن التوصل إلى نتائج إلا من خلال التوافق ولا يمكن لأحد ان ينتصر على أحد ولا جدوى من ذلك وقد برهنت السنين انه في كل مرة تميل فيه المكاسب لجهة يختل الميزان ويقع البلد”.
ولفت الى أنه “لا شك ان للرئيس نبيه بري في موقعه مسؤولا عن السلطة التشريعية ومرجعية وطنية بامتياز، وله مكانة خاصة لمتابعة موضوع الرئاسة ويسعى الى التحرك والتقدم بشكل يساعد، ولكن أنا شخصيا اقوم بما اقوم به من موقعي في تحمل المسؤولية، ولكن الرئيس بري له تواصل مع القوى السياسية ومكانة عند تلك القوى السياسية، وهو من ابرزها واعرقها ولا بد ان يكون عنده امكانات يمكنه انه يوظفها بشكل ايجابي وان نستعد ان اكون عامل مساعد لبري في ذلك ولغيره”.
وأوضح سلام أن “نحن عندما نتحدث عن النأي بالنفس، هذا الموقف الذي اعتمدناه في البيان الوزاري بموافقة كل الافرقاء السياسيين في الحكومة واعتبرناه فائدة لجمع القوى السياسية من حول تحصين لبنان ودرء الاخطار عن لبنان، وان نعتني بشؤوننا والا نتدخل بشؤون غيرنا وان نلتف حول بعضنا البعض وهذا الأمر يتطلب جهدا”.
وأضاف: “ان نترك هذا الواقع ونستقيل من مهمتنا لإيقاع البلد في شغور أو فراغ أو شلل أكبر فيه مسؤولية كبيرة وتحدّ وليس كافيا ان لا نكون مرتاحين للتخلي عن موقعنا او الابتعاد”، موضحا أن “كل العوامل السلبية التي تتراكم لها آثار مزعجة ومضرة على كافة الصعب ومن أبرزها الوضع الاقتصادي خصوصا اننا في ظل محن قاسية جدا تتمثل باللجوء السوري وأثقال هذا النزوح على البنى التحتية”.
وأشار الى أن “هناك تخوف إذا ما استمر العبث بمكونات نظامنا الديمقراطي سينوء النظام تحت وطأة سلبية لهذا العبث. في ظل الصراعات والصدامات القائمة في محيطنا اليوم هناك مخاطر كبرى وبالتالي اي تفاهم بين الدول والمكونات سيكون له فوائد على الجميع وسيكون مدخلا لمزيد من الاستقرار”.
وتابع: “إذا تم اتفاق السلام الاسرائيلي والفلسطيني لا بد ان يشكل مدخل جدي للاعتدال ولا يمكن مواجهة التطرف والارهاب إلا من خلال الاعتدال وإذا كان الهدف الغاء الاعتدال فللتطرف مكان واسع”.
وختم سلام حديثه متطرقا لقضية العسكريين المخطوفين، قائلا: “قلت في مناسبات عديدة أن هذه القضية أمر مقلق ويزعجنا جميعا وسعينا منذ أول لحظة إلى إيجاد كل السبل للافراج عنهم، وتوجهنا إلى التفاوض وبدأنا هذا التفاوض ونحن ماضون في هذا الموضوع على وتيرة غير مريحة في ظل التشنج الحاصل”