فيما يلي نشاطات وفعاليات المعرض العربي والدولي للكتاب ال58 في يومه الأول

محاضرة: علوم الإيزوتيريك، تقدم أسرار إرتقاء النفس البشرية في إتقان العيش

وبعد انتهاء حفل افتتاح المعرض، نظم منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء- علوم الايزوتيريك محاضرة بعنوان “علوم الايزوتيريك تقدّم أسرار ارتقاء النفس في إتقان عيش الحياة…” ألقاها الباحثان في علوم باطن الإنسان – الإيزوتيريك، الاستاذ زياد شهاب الدين والمهندسة ندى شحادة معوّض، حضرها حشد من المهتمين.

انطلقت المحاضرة من عبارة حكيمة تقول “إن العلم الأفضل والأهم هو ذلك الذي يمكن تطبيقه عمليًا… ذلك الذي يؤدي بالانسان الى التطور من خلال هذا التطبيق… ولا فائدة تُرجى من علم يقوم على النظريات، ولا يقدِّم سوى النظريات”، وسيشرح المحاضران كيف أن هذه العبارة تختصر منهج علوم الايزوتيريك الذي “يتناول النواحي اللامنظورة في كل شيء بغية فهم الغوامض وكشف النقاب عمّا خفيَ من شؤون وغَمُضَ من أمور واستُعصيَ من شجون، فالإيزوتيريك هو مسار الوعي الذي يربط الواقع بالحقيقة، المنظور باللامنظور، في علم عملي تطبيقي غايته التطور الذاتي.”

بعدها قدم المحاضران شرحا مُختصرا عن ماهية النواحي الخافية في الإنسان من خلال شرح الفارق بين الذرّة والذبذبة، “فالذبذبة هي روح الذرة، أي محركة الكتروناتها وبروتوناتها ونيوتروناتها… و إن البحث في الوعي يعني البحث في الذبذبة لإدراك كنهها وبالتالي تطوير الذرة”… وتوسعا شارحين هدف، منهج ومبادئ علوم الإيزوتيريك حيث أن “هدف علوم الايزوتيريك هو التطوّر في الوعي، منهجها يُعنى بالجسد وما وراء الجسد في الوقت نفسه، وهو ايضًا طريق التفوّق والابداع في كل عمل، في ضوء اكتشاف الانسان لطاقاته الهاجهة وكيفية الإفادة منها عمليًا… أما مبادؤها فترتكز على تطوير وعي الانسان بواسطة الممارسة… أي التطبيق بمحبة، والوعي بحكمة، حيث الحكمة تبدأ بتقريب العقل الى القلب، والفكر الى المشاعر، ليلتقيا في النهاية…”.

واخيرًا سلط المحاضران الضوء على الإفادة العملية من تطبيق علوم الإيزوتيريك بتسع نقاط هي: تقوية الشخصية، النظام الغذائي والحياتي، توسيع مقدرة التفكير وتقوية الملكات العقلية، النشاط والطاقة، التحكّم في المشاعر والأحاسيس، تفتيح الحس الباطني، وأخيرًا وليس آخرًا إدراك هدف الحياة”. وتم الوسع في كل نقطة من النقاط التسع مع إعطاء الأمثلة الحياتية لتقريب المفهوم.

يمكن الاطلاع على التفاصيل الوافية عن علوم الإيزوتيريك عبر مجموعة من الكتب بلغت ثمانون كتاباً حتى تاريخه، في شتى المواضيع وفي ست لغات أيضاً وتؤلف سلسلة علوم الإيزوتيريك وقد قامت بنشرها “منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء” في بيروت. موقع الإيزوتيريك الالكتروني www.esoteric-lebanon.com.

ورش عمل دار أصالة

في اطار فعاليات اليوم الأول، نظمت دار أصالة ورشة تعليمية تدريبية للمعلمين والمعلمات، افتتحتها  الدكتورة سناء علي الحركة التي ألقت محاضرة تحت عنوان “معاً من أجل صفوف خالية من الاستقواء”، ناقشت خلالها مع الحاضرين أهمية كلمة “معاً” و”الاستقواء”، في اللغة العربية.

وألقت الاستاذة فاطمة شرارة كمَون محاضرة حول تعليم قواعد اللغة العربية وأهداف استخدام الكتب المعتمدة على التكرار وأهميتها في صفوف اللغة العربية للمرحلة ما قبل الابتدائية، بعدها عرَف الاستاذ زياد عقيقي أهمية اللغة العربية ولماذا ندرّسها في محاضرة حملت عنوان “”العربية تحت المجهر”” أما في محاضرة  “سلاسل المطالعة” فقد شرحت الأستاذة كارلا متري كيفية تعزيز القراءة ومساعدة القرّاء.

واختتمت الأستاذة نايلة عجَة اليوم التربوي فتحدّثت حول كيفية القراءة بطريقة خلاَقة.

ندوة حول كتاب ” أنابيب حمراء، لماذا سوريا؟ لماذا الآن؟

زاسبيكن: روسيا تدعو إلى احترام مصالح جميع المشاركين في عملية تجارة موارد الطاقة

وفي اطار نشاطات دار سائر المشرق لهذا العام، عقدت ندوة بعنوان ” ندوة حول كتاب ” أنابيب حمراء، لماذا سوريا؟ لماذا الآن؟” للكاتب أنطوان مرعب الصادر عن دار سائر المشرق، شارك فيها السفير الروسي إلكسندر زاسبكين، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي الأستاذ ظافر وأدارها ميشال أبو نجم.

أبو نجم

ولفت الباحث الأستاذ ميشال أبو نجم الذي أدار الندوة إلى أنه في الوقت الذي يتخبط فيه العالم العربي من اليمن إلى ليبيا في الفوضى، وتشعل الحرب السورية اللهب لدى جيرانها، تراقب القوى العالمية والإقليمية ظهور الغاز بوفرة في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، من الساحل السوري إلى إسرائيل مروراً بلبنان وقبرص، وكل ذلك يرسم قواعدَ لعبةٍ جديدةٍ في هذه المنطقة ويثير الشهيات.

زاسبيكن

اعتبر السفير الروسي ألكسندر زاسبيكن أن روسيا بصفتها أكبر دولة في العالم والغنية بالنفط والغاز والتي تتمتع بموقع جوغرافي فريد يسمح بتمديد أنابيبها إلى كل من الغرب والشرق، تدعو إلى احترام مصالح جميع المشاركين في عملية تجارة موارد الطاقة والمساواة في حقوقهم.

وأضاف أن “موسكو مستعدة للتعاون على مستوى “تنويع مصادر الطاقة للدول المستوردة للنفط والغاز، وإيجاد المصادر البديلة من أجل ضمان أمن الطاقة”. ورأى زاسبيكن أن الكتاب يُمثِّل تحليلًا دؤوبًا ومُمتعًا، ويطرح المسائل الملِّحة في المجال الجيوستراتيجي المتعلّقة بتأثير العلاقات الدولية وسعي الدول للدفاع عن مصالحها الاقتصادية وحرية المنافسة الدولية على أسواق الطاقة.

ناصر

من جهته، أكد أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي الأستاذ ظافر ناصر على أن “المصالح الاقتصادية وخصوصًا مصادر الطاقة منها، تشكّل نقطة ارتكاز في العلاقات الدولية تحالفًا أو تصارعًا. غير أنه لا يمكن حصر أو اختصار أسباب ما يجري في سوريا بالسياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، فالأسباب حتمًا متشعبة ومتداخلة بين الداخلي والخارجي، ولكل سبب حضوره وفعاليته وتأثيره على مسار الأحداث والتغيرات والتحولات في سوريا أو غيرها من دول المنطقة”.

وأضاف: “الكل يتحدث اليوم عن المصالح الروسية أو الأميركية أو الأوروبية أو الإيرانية أو الإسرائيلية أو التركية في مصادر الطاقة أو حتى في السياسة، ولكن لا نجد من يتحدث في مقاربته عن المصالح السورية أو العراقية أو عن غيرها من الدول. وهذا ما يدفع لطرح السؤال لماذا لم نستطع حماية هذه المصالح؟ ولماذا عجزنا عن بناء دول ومجتمعات تحمي هذه المصالح؟ وهل يكفي دائمًا تبرير واقعنا بأن هناك أطماعًا وطامعين؟ ألم يحن الأوان لنسأل أنفسنا هل الأنظمة السياسية التي تتفكك اليوم بنت المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية  لحماية بلدانها ومصالحها؟ غير صحيح على الإطلاق أن الديمقراطية والحريات وكرامة الشعوب شعارات يستخدمها البعض جسر عبور لأطماع الآخرين، بل هي حقوق كل شعب شكّل فقدانه لها و حرمانه منها الأرضية الفعلية لهشاشة في الداخل وضعف تجاه الخارج، وللأسف لم تكن سوريا خارج هذا السياق”.

مرعب

في الختام أوضح المؤلِّف الأستاذ أنطوان مرعب أن كتابه كان مادة دراسة في الجامعة اليسوعية عام 2011، أي عند بدء الأزمة السورية “وقد أردتُ في حينها أن أفهم السبب الرئيسي والفعلي لما يجري حولنا، خاصة أن الموقع الجغرافي هو الذي يقرر مسار الأحداث، أي يقرر حركة التاريخ”.

وأكد أن الطاقة من غاز ونفط، شكّلا عنصرًا دائمًا وثابتًا في كل أزمة وقعت منذ بداية تكوّن الدول العربية في بداية القرن العشرين”.

وختم الكاتب كلمته بالقول: “هذا الشرق الأدنى مثل الإنسان، يولد بالدم و يموت بالدم، يعيش تاريخه ولا يفكر بما يجب أن يكون عليه، وربيعه لم يجلب سوى اللحى والجلابيب والحروب الأهلية، وكل من فيه يقاتل من فيه… وفي النهاية، إن التحالفات في هذه المنطقة أشبه بزواج الأفاعي الذي لا بد فيه أن يلتهم كل طرف الطرف الآخر”.

نشاط للأطفال عن فوائد المياه

وفي اطار فعاليات اليوم الأول من المعرض ال58، نظمت دار سمير نشاطا للأطفال تمحور حول “فوائد المياه” شارك فيه الكاتبة فرانس كترم، والرسام كريم الدحداح الذين قاما بطرح أسئلة على الأطفال وقدموا شروحات مبسطة في قوالب تعليمية مبتكرة.

مسيرة النادي الثقافي العربي في سبعين عاماً

وفي اطار نشاطات النادي الثقافي لهذا العام،نظمت ندوة بعنوان “مسيرة النادي الثقافي العربي في سبعين عاماً” شارك فيها النائب محمد قباني، الوزير طارق متري، النائب ناصر نصرالله، رئيس النادي الثقافي العربي سميح البابا، وقدمها علي بيضون وحضرها الرئيس فؤاد السنيورة وحشد من المهتمين والمثقفين.

بيضون

افتتح بيضون الندوة الندوة بالقول: عقود سبعة من عمر النادي الثقافي العربي. هي مسيرة نادي كل العرب، الله يا زمن سبعون عاما… تبدلت أحوال وتبعثرت آمال… تغيرت قليلا مفاهيمنا وأذواقنا كثيرا صار شعرنا نثراً وروايتنا قصيرة وأغنيتنا سريعة وموسيقانا صاخبة…بدلنا ملابسنا وبتنا جزءاً من موضة العصر… كبرنا وشبنا كما واقعنا الذي عاش أسير خيبات التجارب الكبرى ونكساتنا المتكررة. لكنَه وحده النادي الثقافي العربي بقي ثابتاً كما هو يواصل العطاء ويحمل شعلة الثقافة والتنوير. متمسكا بموقفه المبدئي في الحرية والديمقراطية… ممتطيا صهوة الحصان العربي مؤمنا بالعروبة هويَه جامعه.

معلنا أنَ فلسطين قبلته الأبديَه وبوصلة المؤمنين بغدٍ أكثر إشراقا.

قباني

استهل قباني مداخلته بالقول: النادي الثقافي العربي هو قصة حياتي أو مرحلة اساسية من حياتي من العام 1959 الى العام 1995 دخلت الى النادي لأكتشف انَي دخلت الى الحراك القومي العربي…. ان النادي ليس مجرد منبر يجلس على كرسيه المحاضرون وفي وجههم مستمعون بل هو رسالة ومؤسسة ثقافية.

وتطرق الى مرحلتين اثنتين عاشهما النادي أولهما في العام 1944 كانوا مجموعة من القوميين العرب المستقلين بينهم محمد علي حماده، حليم أبو عز الدين وغيرهم كانوا ينتمون الى جمعية العروة الوثقى، أما الثانية فكانت القوميينن العرب الوحداويين.

كما اعتبر قباني أن النادي يتميز عن كل المؤسسات بعدة نواحي مثل الانتماء والجغرافيا والتوسع في مفهوم الثقافة، فهي المؤسسة الثقافية الأكثر توسعاً وانتشارا في جميع العالم. وكان يحوي على عدد كبير من السياسيين مثل رفيق الحريري وسليم الحص وفؤاد السنيورة… وهو حال العديد من المثقفين مثل أمين معلوف….مضيفا أن النادي تميز بتعدد نشاطاته كالمحاضرات والندوات ولكنه كان يركز على نشاطات هادفة ومميزة كبعد الحرب الأهلية رفع شعار الوحدة (لبنان الحضارة الواحدة) وذلك عبر سلسلة من المحاضرات التي تحمل هذا العنوان.

وختم بالقول أن المعرض الذي نحن في رحابه الآن اختير في العام 1992 في تونس عميد المعارض في العالم العربي.

متري

وتطرق متري بداية مشددا على حاجاتنا الى نقاش متجدد بلغة متجددة في مسألة العروبة ومستقبلها معها والنقاش المتجدد يقتضي مراجعة نقدية للتجارب والرؤى وهذا من نافل القول، غير أن خصوبته تستدعي تحرره من الأحكام القيمية المسبقة والمتسرعة. والنقاش المتجدد يفترض الخروج من أسر التجديدات أو الماهيات الثابتة أو الجامدة والإختلاف في أمرها، مضيفا: لست أطلق ها هنا حكماً على الكتابات والدعوات القومية السابقة التأسيسية منها بوجه الأخص بل آسف لميل البعض الى استحضارها على نحو يخرجها من سياقها التاريخي. فالأزمنة تغّيرت ولم تعد العروبة تحمل العرب اليوم، بعد خيباتهم الكثيرة ولا يعني ذلك أنها فقدت معناها.

وأضاف: من جهته شهد لبنان الحديث والمعاصر توجسا عند فئات من المسيحيين حيال عروبة تهدد المصير اللبناني وتُبرر تدخل الآخرين في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة وذات سيادة. واختلطت، بل تدافعت، أسباب السجال في مسائل العروبة واللبنانية. وكنا نحن من المساهمين فيه. وكادت الحرب، التي فجرها اللبنانيون وانفجرت بهم، ان تذهب بالانتماء اللبناني المشترك الى غير رجعة. ثمّ ادركنا أنّ كل ذلك لم يكن انتصارا للعروبة على اللبنانية بل انكسارا للبنانية أمام الطائفية.

واعتبر أنه عندما خرج اللبنانيون من الحرب مالوا للاعراض عن السجال في قضية العروبة. وفي ذلك نوع من المصالحة الواقعية مع استعادة لبنان وتأكيد عروبته وقد يستر أمرها اتفاق الطائف حين أكد ارتضاء الجميع لبنان وطنا نهائيا… هذه المصالحة الواقعية بين اللبنانية والعروبة تسارعت حين تسارع التاريخ اللبناني بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فخلال اسابيع معدودة تلاقى المسلمون والمسيحيون في نوع من اللبنانية الجديدة وغير الإيديولوجية. ولعلَها تؤهلهم، اذا اخذوها على محمل الجد، أن يسهموا في تجديد العروبة.

وخلص متري قائلا: ان في الاحساس المر بوضع الضحية، وان كانت له بعض المبررات، انهزاما للتوليف الذي شهدته النهضة العربية، فلا بد لتجديد العروبة من الاصرار على وضع الفوارق بين الشعوب والثقافات والأديان في نصابها عوض اجهاد النفس في تضخيمها. ويعني ذلك اخصاب الحياة السياسية والثقافية العربية بتجارب تبلورت في أماكن أخرى من العالم، وبمراجعة ما خبرناه نحن في مراحل سابقة.

نصر الله

استهل النائب نصر الله كلمته بالاشارة الى أولئك الذين تنادوا عام 1944 وعملوا معا على تأسيس النادي الثقافي العربي وهم نديم دمشقية، فؤاد سليم سعد، ورامز شحادة، انهم وطنيون بامتياز يتمتعون بالمعرفة والثقافة ومن جذور عربية أصيلة…. وتعاقب على النادي مجموعات مؤمنة بالقضايا القومية وحالمة بوحدة المصير والمسار للعالم العربي، لذلك انطبعت نشاطات النادي بتوجهاتهم وتجلت تطلعاتهم بانشاء معرض الكتاب الذي انطلق في عام 1956 حيث اعتبر على مدى عقود من أهم النشاطات التي تميزت بها مدينة بيروت.

واعتبر ان انطلاقة المعرض عملا فريدا في العالم العربي حيث الحركة السياسية القومية كانت في أوجها في تلك الفترة، وقد عمل القيمون على النادي بكل قدراتهم وجهدوا لأن يكون النادي والمعرض بشكل خاص الواجهة الثقافية للحركة السياسية  حيث كانوا جميعهم بما فيهم مناصري النادي يتمتعون بثقافة نضالية عالية وعندهم كل الاستعداد للاقدام ومواجهة التحديات….واضاف: لقد كان النادي الثقافي العربي سباقا في اقامة معرض الكتاب حيث تلت مصر لبنان في اقامة معرض الكتاب بالرغم من خصوبة الأدباء الكبار والمؤلفين الذين كان لهم مكانة عالية في العالم العربي والاسلامي.. وقد تميز معرض الكتاب العربي في لبنان بمشاركة الناشرين اللبنانيين مما ساعد على تطوير طباعة الكتب ونشرها من لبنان حيث أضحت طباعة الكتب من القطاعات الداعمة للاقتصاد وساعدت على تطوير وسائل واساليب الطباعة، واصبح لبنان مقصدا للأدباء والشعراء من أجل طباعة نتاجهم.

وأشار الى أنه جهد جميع من تولوا ادارة النادي على استمرار المعرض بالرغم من الظروف الأليمة والصعبة التي مر بها لبنان طيلة فترة الأحداث وحرصوا على تطويره وتألقه… لقد تمسك النادي بتوجهاته التي لم تتغير مع الزمن على الصعيدين اللبناني والعربي بالرغم من تراجع الأحلام العربية نتيجة المؤامرات التي تعرض لها الوطن العربي، والتي وصلت اليوم الى ما وصلت عليه من من تشرذم وتقهقر للقيم حتى بات التعرض للحياة البشرية بطرقة لا تتوافق مع القيم ولا مع الأديان. ان خلاص المنطقة لن يحصل الا اذا عادت نشوة القومية العربية الى التألق من جديد وهذاينما وجدوا وأينما حلوا والنادي لم يقصر مطلقا في هذا الخصوص وما زال.

وخلص في ختام مداخلته الى أن رايات الخلافة وتساقط الضحايا في معظم أرجاء الوطن العربي تجعلنا نتحّسر على الماضي بالرغم من مشاكله وعثراته. والمحاور التي كانت تتصارع فيما بينها حيث الإستهتار بمصالح شعوب المنطقة. بدل العمل على تأمين حاجاتها وتطّورها… انّ ما يقال عن الربيع العربي ما هو سوى شعارات حق يراد بها باطل، نأمل أن تخرج منها المنطقة والعودة الى الحياة الديمقراطية الحقيقيةى التي يمكن من خلالها العودة الى ما تصبو اليه جميع الأقطار العربية، حيث حينها تتحقق أمال وأحلام جميع الذين تعاقبوا على إدارة النادي وتعاونوا مع هيئته الإدارية والجمعية العامة.

البابا

استهل  البابا كلمته بالاشارة الى أن تأسيس النادي في العام 1945 جاء بجهود كوكبة من المفكرين والوطنيين اللبنانيين. وقد حقق هؤلاء بهذا الانجاز التاريخي الجليل فتحاً هاماً في حياتنا الثقافية العربية، اذ اعتبروا الثقافة الوجه المعني الذي يفتح الباب أمام أجيال مقبلة تتوق الى بناء عالم جديد وانسان جديد يعتمد العقل والمنطق والعلم سبيلاً للاطلالة على روح العصر، بعيداً عن صراع القبائل والعشائر والطوائف والمذاهب، معتبرا أنه ولعله من دواعي اعتزازنا نحن ابناء هذا الجيل أننا انتسبنا الى هذا النادي بعد أحد عشر عاماً من تأسيسه.

واعتبر أنه يحق لنا القول بأن الثقافة التي أعلنا الالتزام بها، لا تعني ممارسة ترف فكري يرتقي المنابر او يحتل صفحات كافة وسائل الاعلام. او طموحاً لبلوغ مركز رفيع المستوى. او حصولاً على ربح معنوي يوظف لمصالح شخصية. وانما الثقافة التي نعنيها هي جهد دائم لطرح فكر جديد يتعارض مع الفكر السائد ويشكل انعطافة كبرى لكسر المقولة المعروفة بأن الفكر السائد هو فكر السلطة السائدة التي لا ترى سبيلاً لتأبيد سلطتها، واحكام قبضتها الا بإشاعة وترويج ونشر ثقافة رجعية تستند الى احكام لا تتردد في حشوها بالاساطير والخرافات سبيلاً للقمع اعتماداً على تشويه المفاهيم الدينية احياناً ونشر الاكاذيب والهرتقات احياناً اخرى واللجوء الى القمع السافر في كل حين.

واستدرك قائلا: من هنا كان النادي – وما زال – يعتبر بأن النضال لنشر ثقافة عصرية ونهضوية ومستنيرة يقوم على النقيض الكامل للثقافة الرجعية التي تعمتدها السلطات القائمة في كل مكان وزمان. وهذا النضال هو في الوقت عينه نضال في سبيل الحرية، وفي سبيل الانعتاق من سلطة القمع السافر او المقنع. ذلك بأن الثقافة التي نلتزمها لا تنهض الا على اسس الحرية. فالثقافة والحرية توأمان، لا ينفصلان، فإذا قمعت الحرية تحت مختلف الاشكال والذرائع والصور، تتحول الثقافة الى ثقافة سلطوية، ويصبح هدفها المركزي هو الدعوة الى المساهمة في تأبيد السلطة القائمة، وتبرير نهجها واحكامها وتوجهاتها، وتجسد بالضرورة مرجعها الايديولوجي.

وأشار الى أن النادي قد اعتمد طوال مسيرته مناحي متعددة للتعبير عن توجهاته الفكرية والوطنية: منها عقده محاضرات وندوات ولقاءات فكرية واقتصادية واجتماعية وسياسية وأدبية بشكل اسبوعي في قاعة النادي يدعو اليها جمهرة من المفكرين وأصحاب الاختصاص في كافة هذه الحقول، اصدار مجلة بإسم الثقافة العربية تطرح مختلف المواضيع الهامة حيث استقطبت شبكة من المفكرين والكتاب أغنوا صفحاتها بإنتاجهم الفكري، ومعرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي يقام سنوياً في النصف الاولى من كانون الاول من كل عام – وهو بمثابة عيد للكتاب ويضم المعرض آخر وأحدث الانتخابات الثقافية في مختلف ميادين المعرفة.

وأضاف أنه اذا كان المعرض قد ابتدأ في العام 1956 صغيراً متواضعاً، الا انه وبفضل الجهد الدائم والنشاط المستمر لأعضائه المتطوعين قد اصبح اليوم معلماً ثقافياً بارزاً من معالم بيروت، ورمزاً حضارياً فريداً، واصبح ملتقى للمثقفين والمفكرين وطلاب المعرفة ويرتاده عشرات الآلاف من مختلف شرائح المجتمع اللبناني والعربي. ورغم العقبات والصعوبات والعراقيل ورغم الحرب الاهلية التي امتدت على مدى خمسة عشر عاماً لم تتوقف مسيرة النادي بل ظل، ورغم الحرب الاهلية التي امتدت على مدى خمسة عشر عاماً محتفظاً بنشاطه مستمراً في أداء رسالته لأننا كنا وما زلنا نصر على اعتبار لبنان الثقافي هو لبناننا الحقيقي.

وختم بالقول: لقد مر في تاريخ النادي اعضاء عديدون، منهم من تسلم مراكز هامة، ومنهم من أصبح من كبار رجال الاعمال، ومنهم من أصبح من كبار المفكرين والادباء والباحثين وأساتذة الجامعات، ومنهم من رحل عن دنيانا. وغداً سيرحل جيلنا أيضاً، ولكن النادي لن يفتقر الى رواد جدد ، والى جيل جديد يحمل نفس الهموم ويتبنى نفس المقولات ويتابع الدرب التي سرناها بالتعب والسهر والفرح أيضاً ويعتبر هذا الجيل النادي الثقافي العربي بيته الحنون والدافىء.

وفي الختام قدمت درعا تقديرية لرئيس النادي سميح البابا تقديرا لعطاءاته على مر السنين.

محاضرة: الجمال الأصيل في علوم الإيزوتيريك، صناعة وتصنيع على مسار الترقي

وفي اطار محاضرات علوم الايزوتيريك، نظمت منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء- علوم الايزوتيريك محاضرة بعنوان نظمت محاضرة بعنوان “الجمال الأصيل في علوم الإيزوتيريك، صناعة وتصنيع على مسار الترقي” ألقاها الدكتور جوزيف مجدلاني  وحضرها حشد من المهتمين.

انطلق الدكتور جوزيف مجدلاني من توضيح أنَّ كل ما هو جميل في عالم المادة يستثير شعور الراحة والسعادة في النفس البشرية، ويوقظ فيها النزعة الإيجابية وعاطفة العودة إلى الجذور، إلى الأصالة. مع العلم ان جمال المادة بمثابة جزء ضئيل من “جمال الحقيقة” و”جمال الوعي”، اللذان يمثلان تعبير الجمال الأصيل الذي أوجد حال الجمال في عالم النفس البشرية والمادة. وشرح المحاضر أنَّ الأصالة في بعد المادة “تأخذ من التراث ما هو صالح ومفيد، وتضيف إليه الإبتكار والتجدد، على مثال خلق الأعراق البشرية”… أمّا في بعد اللامادة أو بعد الباطن الانساني “فيتخطى الجمال الأصيل أصالة ما هو صالح ومفيد ليصبح ذكرى الأصل-الجوهر؛ من خلال تعزيز الإيجابية في النفس البشرية وتضميخها بالخير المنبعث من الذات الإنسانية“… ببساطة القول إن “الجمال الأصيل هو ترسيخ تعبير الذات الإنسانية في النفس البشرية“… وهذا التعبير يتمظهر في حيز النفس البشرية كميْلٍ أو سعيٍ فطري إلى الإيجابية والخير الذي بدوره يترجم عمليًا إلى الوعي والحب والجمال.

كما شدد الدكتور مجدلاني في محاضرته على أنَّ ما يعاينه المرء في الأطر المادية من جمال يقع في نطاق تجميل الواقع المادي إلى تجميل المحيا والقوام والتكاوين والملامح. أمّا الجمال الحق، الجمال الأصيل، فيقبع في الجمال البشري الطبيعي الناطق بالتعبير وشديد الإنجذاب… كما يقبع في سمات الطفولة… ويقبع أيضا في طبيعة الأرض العذراء، وجمال الفضاء… شارحًا أنَّ “الجمال الحق يرتبط بالتعبير، الذي يرتبط بدوره بالنبض وقوة دفع الحركة الناتجة عنه. هذه المعادلة الباطنية من النبض إلى الحركة إلى التعبير هي معادلة التطور الإرتقائي فالإضطرادي الذي يشمل كل نطاق، فيما التجميل Aesthetics حالة جامدة لا بد منها للبعض إنما هي قابلة للتطور“… وهنا يقع تصنيع الجمال في إطار تفعيل النبض والحركة في ما تسعى إليه النفس البشرية من تجميل في الحياة العملية. مقدمًا امثلة حياتية عملية على ذلك، مثال على ذلك، منها أن يسعى المرء إلى إضفاء هالة دافئة مريحة في منزله إلى جانب ما يعتمده من تجميل للمنزل وإضفاء مظاهر الرفاهية. وكذلك الامر مع الملبس بحيث لا يكون التأنق وحده تعبير الجمال، وإنما هالة الدفء في نفس المرء وشخصيته التي تنعكس في ما يختاره من ملبس ينسجم مع حالته النفسية الداخلية ويتممها… الخ… فإضفاء الجمالية في كل تفصيل حياتي يعبر عن مستوى المرونة والدفء والتجدد في النفس… كما نوَّه المحاضر بأنَّ “صدق التعبير، إنسيابية التعبير، دفء التعبير، صورة التعبير، جميعها تشعر السامع بالإنتشاء، فتخالج نفسه بالجمال وكأنه امام روائع الوجود ينظر اليها من علو شاهق“.

واستفاض مؤسس مركز علوم الإيزوتيريك بشرح الرابط بين كل من الجمال والرقم واللون والنغم فـ”الجمال في أصالته هو نبض وتعبير، سواء في الجسد البشري، في الطبيعة، أو اي شيء. وهو في منظار الوعي عودة إلى الجذور على أساس مبادئ الذبذبة والباطن، من خلال فهم عمل الذبذبة كمعادلة ثلاثية بين اللّون والنغم والرقم“…  وتابع د. مجدلاني قائلاً إنَّ “صناعة وتصنيع الجمال يعني اكتساب المقدرة على الدمج بين الرمز والمعنى والمقدرة على استشفاف الأصل في الانعكاس… وأضاف أن صناعة وتصنيع الجمال تعني المقدرة على امتلاك سرّ السعادة على الأرض وما وراء الأرض أيضًا“…

أنهى الدكتور مجدلاني محاضرته مذكراً أنه بالامكان الاطلاع على التفاصيل الوافية عن علوم الإيزوتيريك عبر مجموعة من الكتب بلغت ثمانون كتاباً حتى تاريخه، وفي ست لغات أيضاً وتؤلف سلسلة علوم الإيزوتيريك وقد قامت بنشرها “منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء” في بيروت. وهي معروضة في الجناح الخاص بالإيزوتيريك (رقمB2 ).

فيما يلي سلسة من التواقيع شهدها معرض الكتاب العربي الدولي ال58 في يومه الأول (السبت 29/11/2014) – تجدون ربطا الصور

فيما يلي نشاطات وبرنامج تواقيع يوم الأحد الموافق فيه 30 تشرين الثاني 2014

التواقيع