رادار نيوز – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، الجمعية العمومية لمكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية.
وشدد البيان الختامي على محاور ثلاثة، كنسية ووطنية واقتصادية، وأكد “البقاء دائما الى جانب صاحب الغبطة والإلتزام بالقيم والمبادئ المسيحية، وادانة كل شكل من اشكال الإضطهاد، التي يتعرض لها المسيحيون في العراق وسوريا”، مطالبا المسؤولين الكنسيين والوطنيين “تأمين مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة لتثبيتهم في وطنهم، وتوفير السكن والتشجيع على الزواج وبناء العائلات، والتصدي للمشاكل البيئية وللفساد المتفشي، وحماية اليد العاملة اللبنانية”.
وتمنى ان “يتحلى السياسيون بوقفة تاريخية لإيقاف نزف الجرح اللبناني دستوريا وانمائيا واقتصاديا واجتماعيا، واعادة الديمقراطية الى الحياة السياسية، التي تتجلى بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومجلس نيابي جديد، كي يتفعل عمل المؤسسات من جديد، خصوصا في مواجهة التحديات الكبرى، وخطر الإرهاب وتشجيع الشباب المسيحي على الإنخراط في صفوف الجيش اللبناني والقوى الامنية ووظائف الدولة، وانتشال لبنان من خطر فراغ رئاسة الجمهورية، واختيار رئيس يلغي الحواجز القائمة بين مكونات الوطن وان يعمل لمصلحة لبنان”.
بعدها، كانت كلمة توجيهية للبطريرك الراعي، وأسف الراعي لان “الدولة لا تقوم بدورها الكامل، لذلك نحن لن نسكت عن هدر المال العام والسرقات والرشاوى، وكيف يتم الإستيلاء على ينابيع معينة من المال العام، ويستخفون بالشعب. ان الهجرة تحمل وجعا كبيرا جدا، ونحن في زياراتنا الراعوية الخارجية نفرح بانجازات اللبنانيين، وكيف انهم حققوا ذواتهم، ووصلوا الى الأعالي، ولكن يحزننا انه ومن دون ان ندرك، ان كل قوانا الحية تترك البلد وتهاجر، معتبرا أن “هذا الامر يستدعي منا، ان يكون هناك تعاون مع الإنتشار، ليس لدعوة من تبقى الى الهجرة، انما لمساعدتهم على العيش بكرامة، وان يحققوا ذواتهم لذلك، معهم ومع الهيئات المدنية والبلديات ومؤسسات الكنيسة، سوف نواجه الامر. وقد بدأنا العمل معا، وبالطبع سيكون هناك تنسيق كامل مع الشبيبة حيال الموضوع لكي نحقق اهداف البيان”.
وعلى الصعيد الوطني، قال: “اننا بحاجة للتثقيف لناحية المفهوم السياسي. فالسياسة ليست كما نراها اليوم. لقد صدرت وثيقتان من بكركي يمكننا ان نعزز ثقافتنا الوطنية من خلالهما. الأولى، وهي شرعة العمل السياسي، بحسب تعليم الكنيسة، وخصوصية لبنان. هذه الوثيقة نحتاج اليها لكي تدخل ضمن تثقيف شبيبتنا، حول مفهوم العمل السياسي ومفهوم لبنان، وقيمته كما سبق وذكر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، ومن ثم يتطرق الى كيفية اختيار ممثلينا في المجلس النيابي، وبحسب اي مقياس”.
وأشار الى شرعة العمل السياسي ان تكون وسيلة لتثقيفنا. لكي يتكون عند كل شبيبتنا في لبنان مفهوم للعمل السياسي. انها فن، وفن شريف لخدمة الخير العام وخدمة الإنسان وهذا ما نحن بحاجة لأن ننشأ عليه. السياسة اليوم بعيدة كل البعد عن هذا الفن”.
وختم “لقد تطرقتم في بيانكم الى الدستور، الذي يشبه العامود الفقري للبلد، وكيف ينتهك بكل بساطة. ننتهكه لمدة ثمانية اشهر، فلا ننتخب رئيسا للجمهورية في الوقت الذي يقال فيه بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية فورا، في حال فراغ سدة الرئاسة، وعلى المجلس ان يلتئم فورا للانتخاب وقبل انتهاء المدة بشهرين يجب انتخاب رئيس. لا يجوز القبول بانتهاك الدستور بهذه السهولة”.