من منا مصيبته أكبر؟ – زينة شهاب

الجمعة, 12 ديسمبر 2014, 0:29

رادار نيوز – اتصلت بي صديقتي وقالت لي: زينه،  لقد غدرني المرض وسأعاود الخضوع لجلسات الكيميائي. وكيف لا فهي باختصار مثال المحاربة الشرسة لمرض السرطان الذي لم يستطع الأطباء حتى الان إيجاد دواء شافي ونهائي له. حاولت ان أتمالك أعصابي ولكن الدموع كانت أقوى من ارادتي… فأنا احبها ولا أريدها ان تتعذب.

وهنا بدأت بالتفكير بهذه الحياة الصعبه التي نعيشها… نحن نعيش هموماً ومشاكل يوميه. كل منا لديه طاقة وقدرة معينة على الاحتمال. ولكن أين هي السعاده… وكيف نبحث عن السعاده ونحن نعيش في لبنان؟ فمشكلة صديقتي التي بدأت سنة ٢٠٠٦ وصولا الى سنة ٢٠١٤ بلا حل… فالخوف والحزن يرافقنا كما يرافق أهالي المخطوفين من الجيش اللبناني وأهالي النساء اللواتي تم قتلهن بأبشع الطرق على أيدي أزواجهن… نعم أزواجهن الذين ينامون على وسادة واحدة… فالحب لم يمنعهم ولا حتى وجود الأولاد والعائلة…

تداخلت المواضيع ببعضها وصرت أفكر بمن منا مصيبته اكبر؟ لن أتكلم بالمرض لان الشفاء بيد رب العالمين… ولن أتكلم بتخلي الدولة عن ابناءها وتركهم يذبحون على أيدي عناصر متطرفة تدعي الاسلام، لان السياسة لديها اربابها ولن ادعي معرفتي بهذا العالم. سأتكلم عن العنف الاسري والجرائم التي صدمت الجميع. قتل بالرصاص والسم وطنجرة الضغط… ما هو هذا العنف؟ وكيف للاهل ان لا يلاحظوا الحزن في عيون ابنتهم كل هذه السنين؟ المشكلة ليست بإخفاء الحقيقة عن الأهل.

فالزوجة المعنفة أخفت الحقيقة لانها تعرف ان اَهلها لن يساندونها وسيقولون لها ان تتحمل ولا تترك منزلها وأولادها. الأهل بالإجمال يخافون الطلاق ولا يخافون من رؤية الكدمات على جسد ابنتهم. فالاجدى ان يوقفوا الصهر عند حده ويوضحوا له ان ابنتهم غالية وأي تطاول جديد سيكلفه غاليا. لماذا السكوت؟ كيف لكم ان تشعروا بعذاب ابنتكم وان تتصرفوا على أساس شيئا لم يكن؟ هذا نتيجة إهمالكم وخوفكم من الصهر الذي يكسر الضهر.

لو ربيتم ابنتكم على الحرية والثقة بالنفس وعلى انها جوهرة هذا البيت لما تزوجت هذا الحقير لتهرب من واقع بيتها السجين لتجد نفسها في سجن جديد ودوامة عنف جديدة. السكوت عن الحق شيطان اخرس ولكن الإحساس بعدم وجود السند قاتل. فهذه الزوجة قتلت الف مرة.

فيجب على الأهل مراجعة حساباتهم وفي هذا الوقت الدعاء هو الراحة لكم ولها. ولكن انتبهوا الى الأحياء الان.

فالحياة سلسلة من الاحزان يتخللها لحظات من السعادة… فأين هي السعادة؟

زينة شهاب

اعلامية ومقدمة برامج

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop