رادار نيوز – الكوميديا هي فن اضحاك الناس، وكم اصبح صعباً على اي كاتب او ممثل ان يرسم البسمة على وجه المشاهد الذي أثقلت كاهله الهموم اليومية وضاق ذرعه من مآسي السياسة.
تبنى الكوميديا على فن الكلام بذاته وفن اتقان الشخصيات، لأن ما يدوم في ذهن المتلقي هو الموقف المضحك وليس الشخصية؛ فلنأخذ مثالاً على ذلك، بعض من عمالقة الفن الكوميدي الذين رحلوا بالجسد ومازالوا: اسماعيل ياسين – ماري منيب – زينات صدقي – شوشو – فريال كريم وغيرهم الكثير، كانوا يقدمون فناً راقياً ولا يتصنــّـعون.
لا تــُبنى يا اصدقائي الكوميديا على شخصيات وهمية مركبة وحركات مبتذلة وتلاعب على الكلمات، وتركيز على الغرائز!
ان ما نشهده اليوم سواء في السيناريو او في الحركات التمثيلية لا يعبــّـر بتاتاً عن الروح الكوميدية، بل يـُــضحك المشاهد لبرهة من الوقت ليعود بعدها فينسى المشهد برمته.
ان هذه المسلسلات والأعمال التي تدعي الكوميديا انما الكوميديا منها برا، لتكرار مواضيعها ولسذاجة حوارها وللإنحطاط والتدني في مستواها.
وقد صدق المثل القائل: “اضحك تضحك لك الدنيا”، أمـّـا نحن فنبكي عند مشاهدة ما يـُبث ونقول “اللي اختشو ماتوا”…
***
أمــّـا المصيبة الكبرى فتـكمن في الحوارات المركـّـبة، والمشاهد المتكرّرة في بعض الحلقات التلفزيونية التي يروّج لها على أنها مسلسلات درامية، فترى الممثل صنماً، فاقد الإحساس، مجرّداً من كل حواسه إلا من حاسّــة النطق، وكأني أرى تلميذاً يقرأ نصاً ويراه صعباً عليه، كيف لا والمخرج لا يعرف ماذا تعني ادارة الممثل، ولا كيف يلتقط كادراته، وقد أكل الدهر على النص وشرب فصار بالياً غير مقنع !
رأفة بالمشاهدين، كفى استسخافاً بعقول البشر.
ترفــّـعوا وارفعوا معكم المشاهد من مبتذلات الحياة اليومية الى الرقي في الكتابة والأدب والسيناريو ليرجع لبنان الى سابق عهده، رائداًَ في عالم الإبداع، لأنــّـه والحالة هذه، سنطبّق المثل الشعبي القائل:
“إلحق البوم بيدلـّــك ع الخراب”
ومش ناقصنا!…