رادار نيوز – شنت طائرات “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية أمس، عدة غارات جوية استهدفت مواقع الميلشيات الحوثية في صنعاء، بالإضافة إلي شن غارات على أهداف في صعدة في الشمال وتعز وعدن وإب في الوسط والجنوب، وذلك بينما أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، رفض أي وساطة من قبل إيران لحل الأزمة، مشيرا إلي تحضير مشروع “مارشال عربي” لاعادة الإعمار بعد إعادة إرساء “الشرعية” في اليمن، وإلى أن قتلى الحوثيين و”ميليشيات” علي صالح بالآلاف في “عاصفة الحزم”.
وقد أوضحت مصادر يمنية، أن غارات جوية استهدفت مخازن أسلحة لواء الصواريخ التابع للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين، في منطقة فج عطان جنوب صنعاء، حيث ارتفعت أعمدة الدخان بشكل كثيف، فيما وصف بأنه أعنف انفجار منذ بدء عمليات عاصفة الحزم قبل ٢٦ يوما. ويتضمن الموقع مخازن أسلحة وذخيرة وصواريخ، وقد دوت انفجارات قوية استمرت لدقائق واهتزت نوافذ المنازل في صنعاء، قرب حي حدة، حيث يقع القصر الرئاسي والكثير من السفارات الأجنبية. وذكر شهود أن الطيران استمر بالتحليق فوق المنطقة، فيما تدخلت المضادات الجوية.
وأضافت المصادر أن طيران التحالف العربي استهدف منزل فارس مناع، محافظ سابق لمحافظة صعدة (معقل الحوثيين)، وأشهر تاجر أسلحة في اليمن. وأشارت مصادر أخرى إلى أن غارة جوية أخرى استهدفت المعسكر الواقع في جبل نقم.
وفي عدن جنوب البلاد، قصفت طائرات التحالف أمس مواقع تابعة للحوثيين وعلي عبدالله صالح في مطار عدن وشمالي دارسعد بالمحافظة. وأوضحت مصادر بالمقاومة الشعبية الجنوبية المؤيدة للرئيس هادي، أن القصف استهدف تمركز قوات في أطراف مطار عدن، فيما تحاصر المقاومة ما تبقي من تلك القوة داخل المطار ومعسكر بدر الذي يحمي المطار. وقال شهود عيان إن طائرات التحالف قصفت فندقا شمال مديرية دار سعد تتمركز فيّه قوات صالح والحوثيين، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من موقع الهجوم، وحاول عدد من الموجودين فيه الفرار من القصف، إلا أن أفراد المقاومة الجنوبية كانوا في انتظارهم وقنصوهم وأسروا عددا منهم.
وقد حققت المقاومة الجنوبية في معارك أمس الأول نتائج كبيرة وتقدما في جبهتي خور مكسر ودار سعد، وأوضحت مصادر المقاومة أن ٢٢ من الحوثيين قتلوا في الاشتباكات وجرح العديد منهم، إلى جانب ٥ من المقاومة، وتم تحرير مقر القنصلية الروسية ومنزل الرئيس هادي وطرد وفرار الحوثيين الموجودين بالمكانين.
وفي محافظة “لحج” جنوب اليمن أيضا، قصفت طائرات التحالف فندقاً في جنوب مدينة الحوطة عاصمة المحافظة يتخذه الحوثيون مقرا لهم ومركزا لعملياتهم، مما أدى إلي تدميره، فيما قامت عناصر المقاومة الجنوبية في منطقة الوهط غرب المحافظة الليلة قبل الماضية بشن هجوم علي موقع تتمركز فيه قوات موالية لصالح والحوثيين، مما أسفر عن مقتل ٨ منهم وتدمير عربة مدرعة.
وفي محافظة الضالع وسط اليمن، رفضت المقاومة (المؤيدة للرئيس اليمني) وساطة قبلية أرسلتها الميليشيات الحوثية لوقف القتال لتتمكن من انتشال جثث قتلاها من مواقع المواجهات التي شهدتها المحافظة علي مدي الأيام الماضية، وأكدت أنه لن تكون هناك أي هدنة إلا بعد الانسحاب الكامل من المحافظة وكل مناطق الجنوب.
وفي تصريحات للصحفيين في الكويت أمس، أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، رفض أي وساطة من قبل إيران لحل النزاع في اليمن، كما أشار إلي تحضير مشروع “مارشال عربي” لإعادة الإعمار بعد إعادة إرساء “الشرعية” في اليمن. وقال ياسين إن “أي مشروع وساطة يأتي من إيران غير مقبول، لأن ايران تورطت في الشأن اليمني”، مشيرا إلي أن “ايران أصبحت جزءا كبيرا من الأزمة اليمنية، ولا يجوز لمن يعتبر نفسه طرفا أن يكون وسيطا”. وقد اعتبر ياسين أنه يتعين “علي الحوثيين وميليشيات (علي عبدالله صالح) أن ينسحبوا من كل المدن والقري بما فيها عدن وصنعاء”. وأضاف أنه “عليهم أن يعودوا إلي (معقلهم الشمالي) في صعدة كمدنيين ويلقوا السلاح ويسلموا الأسلحة التي استولوا عليها، وبعدها يجري الحديث عن حوار وعن حلول سياسية، أما الآن فلا مجال للتفاوض”. إلا أن ياسين وبالرغم من ذلك، أعرب عن اعتقاده بأن العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن ستنتهي “قريبا”. وكانت إيران قدمت إلي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجمعة الماضية، خطة من أربع نقاط، ودعت إلى وقف الحملة الجوية التي تقودها السعودية على المتمردين الحوثيين.
وعلى صعيد إعادة الاعمار، أشار ياسين إلي وجود “مشروع ندرسه الآن مع دول الخليج، وعندما تعود الشرعية سيكون هناك مشروع لإعادة الإعمار والتنمية والبناء، عبارة عن “مشروع مارشال” عربي، أسميه مشروع سلمان التطويري لليمن”. وذكر أنه سيتم عقد اجتماع يضم الكثير من الدول الخليجية العربية والاجنبية “لايجاد القدرة المالية لمثل هذا المشروع”، محملا الحوثيين وصالح المسئولية عن فقدان اليمن ٩٥٪ من بنيته التحتية. وأكد ياسين مقتل “الآلاف” من المقاتلين الحوثيين والقوات الموالية لصالح في عملية “عاصفة الحزم” والقتال مع المجموعات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي.
وفي الرياض، قال منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية أمس، إن قوات الأمن في حالة تأهب لأي هجوم محتمل يشنه متشددون علي مركز تجاري أو منشأة للطاقة. وقال “وردت معلومات بشأن عمل محتمل يستهدف مركزا للتسوق أو منشآت لأرامكو. أرسلنا هذه المعلومات لقوات الأمن حتي تكون علي أهبة الاستعداد.”، مشيرا إلي أنه ليس لديه المزيد من المعلومات بشأن التهديد.
