رادار نيوز – لا شك أن هناك أسئلة كثيرة ومتشابكة خاصة بالمركز الثقافي العراقي في بيروت. أسئلة قد تركت فراغاً كبيراً بين الصفوف العراقية واللبنانية المثقفة وما يتعلق بوجدانهم على وجه العموم، ولكن أكثر الأسئلة إلحاحاً وترديداً تلك التي سمعتها (جهود وتعب وعلاقات عامة للدكتور علي العويد العبادي وفريق عمل هذا المركز الى أين؟
تقاس قوة العراق بما تملكه وتوظفه من معلومات في كل مجال من مجالات الحياة، وأهمها المراكز الثقافية التي تقوم على صناعة الإنسان والحياة. وكانت العراق من خلال هذا المركز في بيروت قد أكدت انها أمة لم تمت ولن تموت، ولكن الى اين سيرحلون؟
هذا المركز الذي اصبح مع الوقت ذخراً يفاخر به العراقيون واللبنانيون، ملجأً للكتّاب والمثقفين للشعراء والفنانين، على مدى سنتين من الزمن.
فمن الصعب جداً الإجابة، بدقة ووضوح، عن كل هذه الأسئلة، لأنه كان مركزاً ثقافياً عراقياً عربياً في بيروت بإمتياز، في حجمه وفعاليته، وعظيم مسؤوليته، على مختلف الصعد، ولايستهان بدوره.
فإنطلاقاً من هنا ونظراً للأهمية الخاصة بتحديد موقعه وسط المؤسسات الثقافية الغير لبنانية. لا بد من مطالبتنا اياهم الى أين سيرحلون؟ من بعد ان نقلوا الصورة الحقيقية لشعب العراق الحي بكل ما لديه من معطيات فأعطوا في وقت قليل الكثير، وانجزوا من الأعمال ما يدهش.
ختاماً سأقول اننا كمثقفين عراقيين، لبنانيين أوغير ذلك، أصبحنا في حاجة ملحة لمثل هكذا مراكز وبالخصوص المركز الثقافي العراقي في بيروت، لتكون حركة التاريخ مع شعبنا العربي وليست ضده فالحياة قصيرة ومهما طال الزمن ومهما فعل الآخرون من قتل وتدمير تطال البشر والحجر.
أخوتي وأهلي في العراق، ان اقفال المركز الثقافي العراقي في بيروت، هو كمن يسبح بعكس الزمن، ويدفن مولوده بعمر السنتين بيديه من دون كفن ولا قبر وبلا وداع، أناشدكم أن تعودوا عن هكذا قرار، فلا ينفع الندم بعد فوات الآوان…
للدكتور علي العويد العبادي، وفريق عمل المركز كل التحايا والتقدير على الجهود والإخلاص والتفاني في أداء عملهم وفي إقامة علاقات من الود والتواصل مع مختلف هيئات ومؤسسات المجتمع اللبناني وأفراده…
عماد جانبيه