وسلام والحريري أكدتا التضامن مع فرنسا ومواجهة الارهاب
أقامت اللجنة الوطنية لمئوية “لبنان الكبير”، بدعوة من رئيسة لجنة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير النائب بهية الحريري، وبمناسبة عيد العلم ، حفلا في قصر الصنوبر كرمت خلاله لبنانيات المؤسسات العسكرية والأمنية والطيران المدني وصديقاتهن في اليونيفيل، برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلا بعقيلته لمى سلام، وحضور : الوزيرة اليس شبطيني ممثلة الرئيس ميشال سليمان، السفير البابوي غابريال كاتشا، القائم بالأعمال الفرنسي ارنو بيشو ممثلا سفير فرنسا ايمانويل بون، سفير بلجيكا اليكس لينارت، سفير فلسطين اشرف دبور، المونسنيور دومينيك لبكي ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، المفتي الشيخ غالب عسيلي ممثلا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، النائب عاطف مجدلاني، جوزف الغريب ممثلا النائب انور الخليل، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، قائد قوات اليونيفيل اللواء لوتشيانو بورتولانو، العميد الركن بطرس جبرائيل ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام للأمن العام اللواء الركن عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد الركن ادمون غصن ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، المقدم الركن كابي حبيب ممثلا مدير المخابرات العميد ادمون فاضل.
كما حضر مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، المطران شاهي بانوسيان ممثلا الكاثوليكوس آرام الأول، مطران بيروت للسريان الأرثوذكس دانيال كورييه، الأب جورج ديماس ممثلا المتروبوليت الياس عوده، الخوار اسقف يترون كوليانا ممثلا كنيسة المشرق الأشورية، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الأنجيلية في لبنان الدكتور سليم صهيون، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات المارونيات الأم جوديت هارون، نقيب اصحاب المستشفيات سليمان هارون، السيدة رباب الصدر شرف الدين، السفير عبد المولى الصلح، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، القائم باعمال سفارة منظمة فرسان مالطا فرانسوا ابي صعب، رئيس حركة “التغيير” ايلي محفوض وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية.
الحريري
بداية النشيدان اللبناني والفرنسي، ثم كانت كلمة لصاحبة الدعوة النائب بهية الحريري قالت فيها: الأسبوع الماضي تعلمنا درسا كبيرا، يوم ضرب اليأس عاصمة الأمل والتنوع والثقافة باريس،الصديقة والعزيزة والأم الحنون، وضرب أهلنا في برج البراجنة، ذلك اليأس الذي أصبح ثقافة، واستسلمنا له وانكفأ كل إلى جماعته وإلى منطقته وبيته، وخرجنا من الوطن والدولة وأسبابها وضروراتها، والتي لا تقوم إلا على أساس واحد هو انصهارنا جميعا فيها دون سواها، على أساس المواطنية اللبنانية الأصيلة”.
واضافت: “ترددت وزميلاتي في الإستمرار في هذه الدعوة، واعتبرت أن الواجب يقتضي أن نصرف النظر للمرة الثانية عن الدعوة للاحتفال بذكرى إعلان دولة لبنان الكبير من هذا المكان الذي اجتمع على شرفته قادة لبنان الروحيين، يتقدمهم غبطة البطريرك الحويك شجاع لبنان الكبير، وإلى جانبه العلماء المسلمون في بيروت وجبل عامل وجبل لبنان، والجنرال غورو ممثل الدولة الفرنسية، ترددنا في أن نكون في الأول من أيلول معا لنحتفل بالذكرى الخامسة والتسعين على ولادة لبنان الكبير، على أمل أن نجدد الأمل لكن ما كنا نعيشه قبل أشهر من إنقسام وغضب جعلنا نيأس ونخاف ونعتذر منكن ومنكم عن دعوتنا للقائنا الوطني في السراي الكبير”.
وقالت: “وأمام هول الجريمة التي أصابت باريس العزيزة، التي لها في قلبنا ووجداننا كل حب وتقدير، وهي التي كانت ولا تزال تقف معنا خطوة بخطوة لنتجاوز أزماتنا وتحدياتنا على مدى قرن من الزمان، بادرت للاتصال بسعادة السفير الصديق ايمانويل بون لأعزيه وكنت أعتبر أن إلغاءنا لقائنا هذا سيكون واجبا علينا ومشاركة منا لأصدقائنا في فرنسا في أحزانهم ومصابهم، ففاجأني سعادة السفير بشجاعة الأمل التي يمتلكها تجسيدا للإرادة الصلبة من فخامة الرئيس فرنسوا هولاند والحكومة الفرنسية ومجلسها الوطني بالتمسك بفرنسا التنوع والإنفتاح والثقافة والتقدم، فكان جواب سعادة السفير أن إلغاء هذا الحفل يعتبر نجاحا لليأس واليائسين الذين يريدون ضرب ثقافة الأمل والنجاح والتقدم والإزدهار والانفتاح”.
وتابعت: “وها نحن اليوم نلتقي بفضل إرادة شجاعة الأمل وعدم الإستسلام لليأس والإحباط لدى فرنسا صديقة لبنان الكبيرة التي يمثلها في لبنان سعادة السفير ايمانويل بون ممثلا بالقائم بالأعمال السيد Arnaud Pecheux وطاقم السفارة في لبنان، لنتمثل جميعا بهذه الإرادة الخلاقة والقوية بالإحتفاظ بالمكتسبات للشعب الفرنسي في بناء دولته الحديثة على مدى مئات السنين.وليس صدفة أن يعتبر فخامة الرئيس فرنسوا هولاند ذلك اليوم المشؤوم أنه يوم من أيام الحرب العالمية الثانية التي ذاقت معها فرنسا والبشرية أعظم الأهوال وأبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية، يوم هيمنت ثقافة الحقد واليأس والتسلط وانتصرت عليها فرنسا الحرة التي تحمل ثقافة الأمل والبناء والسلام. وإننا اليوم نحتفل معا بيوم العلم اللبناني يوم النضوج والنجاح لدولة لبنان الكبير بقادتها ونخبهاالتي أكدت التفاف اللبنانيين جميعا حول الشجاعة الحلم لدى غبطة البطريرك الحويك أبو لبنان الكبير، فكان يوم العلم في الواحد والعشرين من تشرين الثاني 1943 أي بعد ثلاثة وعشرين عاما فقط من دولة لبنان الكبير، في الواحد من أيلول 1920”.
وقالت: “اننا اليوم نلتقي مرة أخرى على هذه الشرفة وبعد خمسة وتسعين عاما لنجدد إيماننا بالدولة المدنية اللبنانية القادرة والعادلة والحاضنة لجميع أبنائها، وبسيادتها دون سواها على كامل الأرض اللبنانية دولة القانون والمؤسسات والعدالة الإنمائية والإجتماعية، دولة الإستقرار الوطني التي على أساسها نستطيع أن نبني سلمنا الأهلي الصلب والقوي والنهائي لننطلق مجددا نحو أهدافنا الكبرى لجعل لبنان عام 2020 وطنا للمعرفة بما يليق بطاقاته الواعدة وتمايز أبنائه وحبهم للحياة وقدرتهم على استيعاب كل تقدم وتطور وحداثة، ولنغادر نهائيا يأسنا وإحباطنا وتفرقنا وتشرذمنا ونزاعاتنا التي لم تقدم لنا شيئا إلا ما عرفناه جيدا ودفعنا ثمنه غاليا على مدى عقود طويلة من حياة أبنائنا ودمار مدننا وانهيار دولتنا. نريد مرة أخرى أن نتسلح بشجاعة الأمل لدى البطريرك الحويك والعيش الواحد والدولة الواحدة، وبشجاعة الأمل لدى الرئيس فرنسوا هولاند والحكومة والشعب الفرنسي بعدم الإستسلام لليأس رغم هول الجريمة ونجدد كلبنانيات دعوة الرئيس فرنسوا هولاند بتجديد شجاعته بزيارة لبنان في أقرب وقت ممكن، لنجتمع مرة أخرى لنجدد الصداقة العميقة التي تجسدت في إعلان دولة لبنان الكبير وفي بعثة إرفد الانمائية مع الرئيس الراحل فؤاد شهاب، وفي باريس 1 وباريس2 واننا نتوقع من فخامته ان يلبي دعوة اللبنانيات الى زيارة لبنان”.
واضافت: “اننا اخترنا أن نقدم اليوم نموذجا لبنانيا رائدا لنجعله قدوة لتفاني اللبنانيات واللبنانيين في بناء دولتهم وحماية وطنهم وصناعة الاستقرار لكل اللبنانيين بدون استثناء، وهن لبنانيات يتوليْن أدق المهمات في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة وأيضا اللبنانية الوحيدة في الطيران المدني، هذه الكوكبة من اللبنانيات اللواتي تحملن على مدى العقود الماضية مرارة الإنقسام والإقتتال ليجتمع الوطن بهن وليكن صورة الدولة المدنية الحديثة التي نحلم بها، وأنهن يواجهن هذا التحدي بكل شجاعة وأمل وعزيمة وثبات وتجاهل حقهن المطلق بمنح أبنائهن هويتهن اللبنانية التي لا يمكن أن نتجاهل هذا الحق بعد الآن إلى أن يعود الحق الدستوري لكل لبنانيات دولة لبنان الكبير. وأردنا أيضا أن نتوجه بالشكر والتقدير والامتنان للصديقة سيغرد كاغ المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان وللقوات الدولية الضامنة للأمن والإستقرار في جنوبنا العزيز الذي عانى لسنوات وسنوات مرارة الحروب والإحتلال والعدوان، أنه ليشرفنا أن نكرم أيضا كوكبة من ضابطات قوات السلام في جنوب لبنان ونقدم لهن الأيقونة الذهبية لأول قطعة نقد لدولة لبنان الكبير الصادرة في العام 1924 والتي أعيد تجديدها من الذهب الخالص بمبادرة وطنية من مصرف لبنان”.
واردفت الحريري: ” وأننا في هذه المناسبة نتوجه بالشكر الكبير لدولة الرئيس تمام سلام الذي يتحمل المسؤولية الوطنية بكل جدارة وصبر وإيمان في دولة لبنان الكبير الجامع والحاضن لكل أبنائه دون تمييز أو إقصاء ممثلا بالصديقة العزيزة السيدة الفاضلة لمى سلام كما نتوجه أيضا بالشكر والتقدير لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي كان معنا خطوة بخطوة ولا يزال من أجل أن يكون لبنان الكبير في مئويته 2020 وطنا يليق بالإنسان ممثلا بالأم جوديت هارون.واسمحوا لي أن أتوجه بشكر كبير وحميم للأخت الكبيرة السيدة الفاضلة رباب الصدر شقيقة الإمام المغيب موسى الصدر الذي نشعر بحاجتنا إليه في كل ساعة ودقيقة وأن سنوات تغييبه جعلتنا نشعر بضرورته أكثر فأكثر وإننا نقدر عاليا وقوفها إلى جانبنا في كل خطوة بصمت ورفعة وإيمان بوحدة اللبنانيين وقدرتهم على مواجهة التحديات”.
وختمت: “مرة أخرى شكرا فرنسا رئيسا وحكومة وشعبا وشكرا لسفيرها على شجاعة الأمل التي حملتنا من يأسنا وإحباطنا وضياعنا إلى وحدتنا مرة أخرى حول علمنا واستقلالنا وتجربتنا الوطنية وإيماننا بلبنان الكبير، وأتوجه بالشكر أيضا الى شجاعة كل لبنانيات لبنان الكبير والى أصحاب المعالي والغبطة والسماحة والفضيلة والسعادة والى كل من يشاركوننا الآن في هذه الوقفة الشجاعة، نصرة لأنفسنا وللشعب الفرنسي الصديق”.
بيشو
والقى القائم بالأعمال الفرنسي بيشو كلمة جاء فيها: “توجب على سفير فرنسا العودة الى باريس لدواع شخصية لدى مغادرته اذ كلفني بأن اتولى شؤون السفارة، طلب مني ان انقل اليكم حضرة السيدة الحريري اسفه الكبير لعدم تمكنه من التواجد في هذه المناسبة. واتوجه اليكم سيدتي بأحر الشكر لمبادرتكم بتنظيم هذا الحدث الذي يحظى بكامل دعمنا ويسعدنا ان نستضيف هذا الحدث في قصر الصنوبر، ومن كان يقول ان هذا الإحتفال سيقام بالكاد بعد بضعة ايام على الإعتداءات المأساوية التي عصفت بلبنان في12 تشرين الثاني، لم يكن لأحد ان يتوقع ان صدفة ولو مأساوية ومشؤومة ستقودنا الى تكريم شجاعة نساء ورجال يسهرون على امننا وذلك بعد اسبوع فقط من الإعتداءات التي البست الحداد بلدينا، بتأثر عميق استقبلكم اليوم باسم سفير فرنسا في قصر الصنوبر الذي شهد توافد اعداد كبيرة من المعزين اليه على مدى ثلاثة ايام بعد اعتداءات باريس، واليوم يستضيف هذا القصر بعد تفجيري بيروت القوى التي تضمن امن لبنان. وجدنا ايضا عزاء كبيرا في انارة صخرة الروشة بالوان لبنان وفرنسا اللذين جمعهما الحداد، باسم فرنسا والفرنسيين اشكر من صميم قلبي اصدقاءنا اللبنانيين واخص بالذكر محافظ بيروت السيد زياد شبيب على هذه اللفتة التي تدل على التضامن” .
واردف: “في هذا السياق الإستثتنائي نحن مجتمعون اليوم لتكريم القوات التي تعمل كل يوم حفاظا على امن لبنان. في بيروت وكذلك في باريس كان الجيش والقوى الأمنية في الخطوط الأمامية لمواجهة الإرهابيين، فالإحترام الكبير لهذه القوى ونقدم لها ايضا دعمنا بشكل ثابت. هذا ما تقوم به فرنسا الوفية لصداقتها التاريخية مع لبنان من خلال دعم المؤسسات المعنية بأمن لبنان بتصميم وثبات”، وقال: “ان اعتداءت باريس زادتنا تصميما على تعزيز هذا الدعم.اننا نحيي اليوم النساء اللواتي يخدمن ضمن القوى الأمنية وفي الجيش واليونيفيل، لا يمكن النضال من اجل السلام ومكافحة العنف والهمجية من دون شجاعة النساء اللواتي لا يقللن شجاعة والتزاما عن باقي العناصر. المرأة هي قدم المساواة مع الرجل”.
الأم هارون
وقالت الأم جوديت هارون: “انه لشرف كبير ان يتفضل صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وينتدبني لتمثيله في هذا الإحتفال الوطني لمناسبة يوم العلم اللبناني. ويسعدني ان اشارك اللجنة الوطنية لمئوية لبنان الكبير بهجة تكريم نساء رائدات في حقل الخدمة الأمنية والعسكرية والمدنية. اما المرأة في لبنان فهي رسالة حب وبذل وعطاء رسالة رحمة وحنان، رسالة سلام ووحدة ومصالحة”.
ولفتت الى ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني من ان لبنان هو اكثر من وطن انه رسالة. “فطالما اتجهت اليه الأبصار وهي لا تزال تتجه اليه الآن ايضا على الرغم ما يصيبه من مآس ونزاعات وتقهقر وانقسامات واخرها المأساة المروعة في برج البراجنة وفي مدينة باريس. ولا يمكننا ان ننسى يضيف البابا القديس ان لبنان هو مهد ثقافة عريقة واحدى منارات البحر الأبيض المتوسط وان احياءه بالنسبة الى جميع سكانه مسلمين ومسيحيين هو مهمة مشتركة يؤكد لنا ذلك الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان”.
واضافت: “فيوم العلم اللبناني والذكرى الخامسة والتسعين لإعلان دولة لبنان الكبير يهيبان بنا اليوم لأن نمعن الفكر بعبقرية المرأة واعلاء شأن كرامتها ومكانتها ودعوتها كي تسهم في الإحياء بما وهبها الخالق من طاقات مميزة وكريسما خصها بها وحدها لترفع غصن الزيتون عاليا معلنة كفى الأرض دماء منادية: تعالوا يا اهل الإرادات الحسنة لنصنع السلام معا”، متابعة “من اقدر من المرأة في استطلاع الدور الكبير لمساعدة البشرية على وقف تدهورها واعادة نموها وازدهارها بالروح والحق والجمال، الم يقل الكاتب الروسي دوستويفسكي ان الجمال سيخلص العالم؟ فلكن ايتها السيدات المكرمات المزينات بجمال السمو والمناقبية والترقي اعمق مشاعر التقدير والوفاء”.
كاغ
والقت كاغ كلمة عبرت فيها عن سرورها للمشاركة في هذا الحفل تقديرا لدور المرأة العاملة في الجيش والقوى الأمنية والقوات الدولية. وتطرقت الى ما حدث في بغداد، باماكو، بيروت، باريس وشرم الشيخ، وقالت: “نعيش في اوقات مضطربة، نحن نعيش ظروفا تؤثر على حياة كل البشر، وهي تبين لنا بأن الأرهاب ضعيف امام القيم التي تتشاطرها البشرية من اجل عالم افضل، عالم آمن يرتكز على السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان للجميع”.
ورأت “ان العنف ليس جزءا او بابا للحل، وحدها مفاوضات السلام والحلول السياسية يمكن ان تجيب على احتياجات وانتظارات الناس خصوصا في هذه المنطقة”. وتحدثت عن دور المرأة في المنطقة ولبنان وقالت: “ان المرأة موجودة بقوة في لبنان في الحياة السياسية والإجتماعية والتربوية” محيية دورها في المؤسسات الأمنية حفاظا على امن واستقرار لبنان. وتمنت رؤية النساء في لبنان والمنطقة في مراتب عالية.
لمى سلام
وكانت كلمة للمى سلام قالت فيها: “اود أولا أن أنقل إليكم تحيات رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي كلفني تمثيله وحملني إليكم تقديره لجهودكم وعملكم لإحياء مئوية “لبنان الكبير”، كما لمبادرتكم هذه التي نجتمع بمناسبتها اليوم،احتفالا بيوم علمنا اللبناني، الذي ندين له، وله وحده، بكل ولاء.
في هذا المكان العريق الذي يحمل دلالة رمزية كبيرة إلى علاقتنا التاريخية بفرنسا، لا يسعنا، إلا أن نفكر بالعلم الفرنسي الحزين هذه الأيام. ومن هذا المكان الذي ولد فيه “لبنان الكبير”، نعبر عن تضامننا القلبي مع فرنسا، الكبيرة بقيمها، بثقافتها، وباحترامها للإنسان وحقوقه. ونعزي فرنسا، رئيسا وحكومة وشعبا، بضحايا الهجمات البربرية التي استهدفت باريس، ونقف معها كما وقفت معنا في كل محننا.
نحن الذين خبرنا كل أنواع الحروب والإرهاب، ولا نزال نعيش مآسيها، نعرف تماما حجم الألم الناتج عن خسارة من نحب”.
ولفتت الى “ان هذه الوحشية التي تدعي الإنتماء إلى الدين – وهي في الواقع نقيضه – تستهدف القيم الانسانية الساميةالتي ترفع فرنسا لواءها، وتتخذها نهجا بالتوحد دفاعا عن هذه القيم، قررت فرنسا أن تواجه الإجرام. وبالوحدة الوطنية، والتمسك بالعيش الواحد، يواجه لبنان التطرف هو ايضا، من برج البراجنة الجريحة، إلى عرسال الصامدة، مرورا ببيروت مدينة جميع اللبنانيين، وبطرابلس التي ترفض تشويه صورتها”.
وقالت: “في ظل هذه الوحدة الوطنية، يقدم جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية الواعية أغلى التضحيات، لحماية شعبنا من هذا الإرهاب. فتحيةإجلال واحترام منا إلى الجنود والضباط والعناصر الذين يحافظون على أمن لبنان واستقراره، في الداخل، كما على الحدود، حيث تسهر علينا عيون أبطال وبطلات. نعم، في هذا المجال، كما في كل المجالات، أصبح للمرأة دور أساسي، وحضور مميز.
نحن نعتز بلبنانيات المؤسستين العسكرية والامنية اللواتي يتم تكريمهن اليوم.
نفتخر بكل من ترتدي بزة الشجاعة والوطنية. أما صديقاتهن في “اليونيفيل”، فتركن بلادهن وعائلاتهن، وجئن إلى بلدنا في مهمة نبيلة هي الحفاظ على السلام، فشكرا لهن على كل تضحياتهن.
إن العالم بحاجة أكثر من اي وقت مضى إلى أن يكون فعلا أمما متحدة، تحت علم واحد، هو علم السلام، والتغلب على الإرهاب يتطلب جهدا دوليا مشتركا، على كل المستويات، العسكرية منها والدينية والتربوية والتنموية. وليس بالسلاح وحده يقهر الإرهاب، بل أيضا بالتنمية والعلم والوسطية والإعتدال”.
وختمت سلام: “ان لبنان هو التجربة التي يحتاج العالم إلى تعميمها نقيضا للتطرف، وهو النموذج الذي لا بد من الحفاظ عليه في منطقة يخيم عليها شبح الإرهاب باسم الدين. وأنتن، كل من موقعها، تساهمن في حماية هذا النموذج، ولكن كل الشكر، والشكر موصول للجنة الوطنية لمئوية لبنان الكبير برئاسة النائب السيدة بهية الحريري، للجهود التي تقوم بها. ونأمل أن تحل المئوية ولبنان قد ارتاح من كل همومه ومشاكله”.
بعد ذلك جرى تكريم لبنانيات ضباط في قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، أمن الدولة، الجيش اللبناني، الطيران المدني وقوات اليونيفيل.